في ذكرى انطلاقة حركة وقف العالم لها إكبارًا ما المطلوب/د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

 ( قراء تاريخية تحليلية)


نقف اليوم كشعب فلسطيني يختزل في ذهنه وتاريخه معاني الوفاء ، أمام ذكري ليست عابرة إنها ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ، انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حاملة النوط المقدس لثورات العالم  كافة ..


 


عام جديد انطوى ،  وتستمر الثورة بكافة أشكالها بسواعد أبناء فتح العملاقة ،  الساعية لنيل الاستقلال والحرية ، فتح  ورغم حجم المؤامرات والنائبات ،  إلا أنها انطلقت لتبقى  ، ولتكن دائما رائدة الكفاح ،  فتح  الديمومة بعطائها وفكر روادها الأوائل التي جسدت ارقي معاني الكفاح الفلسطيني بسواعدها المقاتلة ،  وعقول قادتها النيرة ،  حركة قادها الزعيم  أبو عمار الخالدة ذكراه ، وثبتت بعقلية  الزعيم السياسي العالمي المحنك محمود عباس (ارطبون القرن الحادي والعشرين)  الذي أرسي الدعائم الحقيقية  لأركان الدولة الفلسطينية المستقلة ، ورفع بيده الفتحاوية الثائرة علم فلسطين في عواصم العالم واليونسكو رغم أنف المدلسين والخراصين ..


 


نحتفل اليوم بذكري انطلاقة الثورة ( ال47)  ولازال الشعار هوا لشعار ، شعار فلسطين وشعبها ، لايقبلا القسمة والطرح ولا المعادلات المستوردة ، لأنها  ثورة خرجت من رحم فلسطين الأصيل ، وأنجبت رجال صنعت ثورة وحفرت اسمها بدماء مزكية برائحة الشهداء ..


 


تجيء ذكري الانطلاقة هذا العام  وتحمل في طياتها الكثير من المبادئ والقيم ،  لازالت راسخة ،  منذ شربوها من مفجر الثورة أبو عمار وثلة من  الأولين  ، ولأنها فتح الثائرة لابد أن تتكالب عليها قوى الشر ، وتحاك لها المؤامرات التى  على  العتبات الإقليمية والعالمية ، تتكالب عليها  ، لأنها تحمل راية الوطن منذ انطلاقها ، لأنها التاريخ الذي لا يزور ،   ولأنها من حقق السبق في تاريخ الشهداء ،  حين قدمت أول شهيد للثورة المعاصرة (احمد موسى ) ، والسبق في الأسري والأسيرات ،  فكان ابن فتح ( محمود بكر حجازي ) وابنه الفتح ( فاطمة  برناوي)  ، أوائل من قدمتهم فتح لتبت للتاريخ أننا باقون ولن يمحى تاريخ  ، سطر بدم وعرق ونار ونور معا ،


فتح صاحبة العلاقة السرمدية مع تاريخ فلسطين النظيف حين يتحدث بطلاقة في ذكرى الانطلاقة  أيضا على أنها صاحبة المدرسة الأولى في العمليات الاستشهادية ،  وأروع نموذج في السيطرة على المواقع الصهيونية ،  وما عملية كمال عدوان 1978م إلا شاهد على ذلك  ..


 


ولانها فتح التي حافظت على الثوابت  ، واستشهد من اجلها ياسر عرفات ، وهدد بالاغتيال مرارًا محمود عباس ، نرى وبشكل موضوعي وكتاب نحمل في أذهاننا وعقولنا التاريخ الفلسطيني الخالص ، انه من الضروري اللازم  ، ومن اجل فلسطين وحدها ، أن نحافظ  حركة فتح على تاريخها ، ونطرح في سبيل ذلك المحددات  الواجبة التالية :


 


 


 


- انتخاب شخصيات قيادية تخرج من رحم القاعدة الفتحاوية ، والابتعاد عن سياسة التعينات .


  


- الالتزام بقرارات القيادة ،  وعدم التفرد باتخاذ القرارات والتصريحات ، والتغريد خارج السرب الفتحاوي الوطني ..


 


- خلق قيادة شابة جديدة  للحركة والاهتمام بالكادر الفتحاوي ،  وتخصيص مدرسة فتحاوية نزيهة ، تعمل على تخريج كادر ثوري واعي يحمل رسالة فتح الخالدة وينقلها للأجيال ..


 


- الاهتمام بالجانب التوعوي الوطني ، وغرس قيم الولاء للوطن ،  وقياداته المخلصين والشهداء الذين رضعوا من حليب الثورة التى أطلقتها  فتح ، وليكن البدء من البراعم والزهرات والشبيبة الواعية ..


 


- وضع كافة الخيارات التكتيكية ، عنوانًا للمقاومة حتى نيل الاستقلال وإكمال المشوار التي انطلقت فتح لأجله ..


-  إخضاع  الخلافات الداخلية  لمنظومة الظواهر الصحية ، وعدم إظهارها - إن وجدت -  ونشرها على السطح المحلي والإعلامي عبر فضائيات متصيدة ..


- إرساء منظومة إعلامية موحدة للحركة ذات مرجعية واحدة ، واختيار ناطقين إعلاميين أكفاء مدربين ، وبشكل دوري لإعطاء الفرص للجميع والبقاء للأصلح وليس للأسبق ..


 


- تكثيف العمل الاجتماعي والمؤسساتي ، وإحياء ما اندثر منه ،  وخاصة فيما يتعلق  بالشئون (العلاجية والخدماتية والرياضية)


 


- إعادة بناء الثقة بينها وبين جماهيرها العريضة ، وإعطاء الفرص للجميع ،  وعدم احتكار المسميات على شخصيات بعينها بالتناوب ن  لان رحم فتح يفرخ الكثير ولن تعقم الحركة عن ولادة قيادات شابة متجددة ..


 


- تعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة ، تحث شعار (لا احد فوق القانون ) ..


 


- الالتفاف حول قيادة فتح المركزية ،  والقيادة السياسية للسلطة و مساعدتها على تحقيق مبادئ الصلح المجتمعي للتفرغ نحو قضايانا  المصيرية والمركزية ..


- العمل على طي صفحات الانقسام والانفلات ، تحت سقف  فلسطين وسلطة واحدة وجيش واحد ..


 


هذه المحاور والمحددات لا تدخل في درب الأماني ، لأنه من السهل تحقيقها ، إن توفرت النوايا الصادقة والعازمة على شد إزارها لتحقيق الحلم الذي بات تحقيقه أقرب  من مرمي الحجر ، وباعتقادنا أن ثورة استمرت نصف قرن ، وقدمت الآلاف من الشهداء ، لابد أن تصل إلى أهدافها السامية ، وتنجز ما تبقى من مشروعها ،وتسلم راية فلسطين الجامعة لكافة حضارات العرب والمسلمين للأجيال المنتظرة ، بتنا ننتظر الصبح ، أليس الصبح بقريب ؟


د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي باحث ومؤرخ فلسطيني الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب لشئون قطاع غزة (وفاق)  


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت