من النادر جداً أن تجد في المجتمع الفلسطيني من يتحدث عنه بشكل يلقى الضوء على المشكلة ويبحث عن حلول لها، وما يحدث بالواقع هو إغماض للأعين، وبُعدٌ قاطع حتى لذكرِه تبعاً لثقافة مجتمعية عربية تمنع الخوض في قضايا حساسة كالتحرش الجنسي بالأطفال.
ونظراً لخطورة إنكار التحرش رغم انتشاره في المجتمع الغزّي، إضافة إلى أهمية التوعية للأطفال ضده منذ الصغر، ناقش البرنامج التحقيقي السابعة مساءً قضية التحرش الجنسي بالأطفال بشكل مفصل جداً، حيث عزا الأخصائي الاجتماعي من المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات هادي عبد ربه انتشار التحرش إلى ثلاث أسباب رئيسة بدءاً من تجاهل التربية الجنسية التي تقع على عاتق الأهل، مروراً بتلاصق أماكن السكن ازدحامها، وانتهاءً بتداخل العائلات فيما بينها بشكل متعمق في قطاع غزة.
في ذات السياق رصد البرنامج حالة لفتاة تعرضت للتحرش الجنسي من ابن عمتها وهي بسن الخامسة، وذكرت "س.ص" أنها حملت فوق كاهلها هم التحرش بها لسبعة عشر عاماً ولم تعد قادرة على إخفاء الأمر لثقله عليها وعلى نفسيتها، مما حدا بها للتوجه لمركز حقوقي لإلقاء الحمل هناك، قائلة: "أخضع للعلاج النفسي بعد إجرائي لفحص العذرية إثر إقناع المركز لي، والذي نتج عنه بأنني "عذراء"، مما بعث لروحي الاطمئنان"، مضيفةً :"إنني أواجه اليوم عقبة كبيرة تجاه الزواج خاصة بعد تقدم أخ المعتدي عليّ بطلب يدي".
من جانبه أكد عبد ربه على الأثر الكبير للمعتدى عليه وبالأخص الإناث، حيث يؤدي للانطواء، والخوف وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين مما ينتج عنه ضياع مستقبل الطفل، مشيراً إلى أن الأثر يختلف باختلاف علاقة مرتكب التحرش بالطفل مما يعني أنه يصبح أشد وقعاً عند قرابة المتحرش ويزيد من نسبته ارتكابه يوماً بعد يوم.
وخاض عبد ربه بتفاصيل عميقة خلال الحلقة منها تركيزه على تغيير ثقافة المجتمع، حيث ركز في حديثه على أهمية التربية الجنسية منذ الصغر من خلال تعريف الأطفال بأجسادهم وتوعيتهم بالممنوع منها والحساس، مشدداً على دور الأهل بتثقيف أبنائهم دون تحرّج لبناء مجتمع سليم متوازن خالي من السلوكيات السيئة.
والجدير ذكره أن برنامج السابعة مساء الذي يبث على إذاعة الإيمان كل ثلاثاء ويعاد الجمعة في 7:00 مساءً وتقدمه الصحفية سعاد سكيك سيناقش الحلقة القادمة 3_يناير2012 قضية القتل على خلفية الشرف.
رابط الحلقة للاستماع:
http://www.youtube.com/watch?v=2vcUWW-Srlw&feature=youtu.be