تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك 712.260 مستخدم لموقع الفيس بوك في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد هذا الرقم بتسارع كبير، حيث تشير إحصائيات الموقع إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة قد سجلت أعلى معدل للاشتراك في الفيس بوك خلال الشهرين الماضيين، وذلك بمعدل 1.6% عضوية جديدة (حيث انضم للموقع 9660 مشتركا جديدا في الاسبوع الثالث من شهر ايلول على سبيل المثال).
أما من حيث تصنيف العضويات في فلسطين فيشكل الذكور 61% أي حوالي 434.600 عضوا، والإناث 39% أي حوالي 271.080. وتشكل الأعمار من كلا الجنسين ما بين 13-29 سنة الغالبية العظمى بنسبة91% أي حوالي 643.500 شاب وشابة.
وقال بدر زماعرة المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي تأتي هذه الإحصائيات لتعكس حجم الاهتمام المتزايد فلسطينيا بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي واكبت الاستخدام الفعال لعدد من المجموعات الشبابية في الدول العربية والأراضي الفلسطينية لمواقع التواصل الاجتماعي كحيز لتبادل الآراء والحشد والتعبئة والتأثير.
وأشار إلى أنه سبق لمنتدى شارك الشبابي أن نشر نتائج استطلاع للرأي مع الشباب الفلسطينيين قبل حوالي ستة أشهر من الآن، نشر في تقرير باسم "رياح التغيير"، حيث أفادت النتائج أن 44% من الشباب يعتبرون الإنترنت مصدرا رئيسيا لمعلوماتهم، وغالبية تصل 74% يعتبرون المواقع الإخبارية عبر الإنترنت مصدرهم الإخباري الرئيسي.
وفي سياق أكثر ارتباطا بموقع الفيس بوك، عكست نتائج الاستطلاع المذكور أعلاه أن 60% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا تضيف نتائج موقع الفيس بوك العدد الفعلي للشباب المسجلين في الموقع والذي يزيد عن أربعمائة ألف مستخدم من الشباب.
وقال إن هذه الإحصائيات تحمل في طياتها مضامين هامة بحاجة للتفكير الواعي، كقاعدة انطلاق برامجية وسياساتية، يمكن إجمالها بان الفيس بوك يشكل، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، وسيلة فعالة، وبتكلفة قليلة للتواصل مع الأصدقاء، وغيرهم من المجموعات الاجتماعية ذات الاهتمام المشترك، كما تشكل هذه المواقع حيزا أكثر مرونة للتعبير عن الذات، وتبادل الأفكار والتجارب، وحتى ترتيب المواعيد والمناسبات، والإعلان عن بعض القضايا والترويج للأخبار أو حتى الأغاني والمقطوعات المرئية، ومع أن هناك إمكانية لمراقبة مثل هذه المواقع، إلا أن الهوامش المتاحة فيها تعتبر أعلى، أخذا بعين الاعتبار السلطات الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع والتي يمكنها التدخل بشكل أكثر فاعلية في الأفراد والمجموعات في عالم الواقع أكثر من العالم الافتراضي.
وأكد على أنه لا تتوفر دراسات أو بيانات موثوقة عن أنماط الاستخدام، غير أن الكثير من استطلاعات الرأي تشير إلى تنوع أنماط الاستخدام، والذي غالبيته يدور في فلك العلاقات الاجتماعية والترفيه، مع وجود مؤشرات على تغيير في أنماط الاستخدام بعد ثورتي مصر وتونس كما أشارت نتائج تقرير منتدى شارك.
وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعدو كونها وسيلة لطرح القضايا ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية، إلا أنها تشكل إضافة نوعية لوسائل التواصل التقليدية، بل وتوفر سبل أكثر سرعة وانتشارا للترويج للقضايا وتبادل الآراء، وتعبئة الرأي العام، مع أهمية التشديد أن هناك مساحة كبيرة أيضا يوفرها هذا الحيز للأخبار والمواقف الملفقة والمضللة، الأمر الذي يستدعي تنويع وسائل التحقق والتثبت، وعدم الانجرار وراء الاكتفاء بالفضاء الافتراضي كبديل لعالم الواقع.