لقاءات التفاوض.. هل ستُنجح المصالحة أم تفشلها ؟

 


شهدت الأيام القليلة الماضية عودة مشهد اللقاءات الثنائية الفلسطينية الإسرائيلية وتحديدا  في العاصمة الأردنية عمان, لا سيما بعد جمود دام عام كامل بين الطرفين نتيجة تمسك كل منهما بشروطه من أجل العودة من جديد لطاولة المفاوضات, ما يطرح تساؤلات عدة حول طبيعة تلك اللقاءات وما مدى تأثيرها على الحراك الأخير الذي شهده ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية في هذه الفترة.


 


وكالة قدس نت للأنباء , طرحت تلك التساؤلات على عدد من المحللون السياسيون والذين أجمعوا بدورهم على أن تلك اللقاءات تأتي في سياق العلاقات العامة لا أكثر ولن تؤتي ثمار النجاح بإقناع الطرفيين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة مجددا للمفاوضات , مؤكدين خلال حديثهم لمراسلة وكالة قدس نت ياسمين ساق الله على أن تلك الاجتماعات والحراك السياسي على صعيد ملف المفاوضات سيعرقل  تطورات ملف المصالحة الوطنية .


 


واستجابت السلطة الفلسطينية لرغبة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووافقت على حضور الوفد الفلسطيني المفاوض مع الوفد الإسرائيلي في اجتماع الرباعية الذي عقد  في العاصمة الأردنية الثلاثاء الماضي, ليتم التوصل بعدها لاتفاق حول عقد لقاءات أخرى في الأسبوع القادم.


 


بدوره رأى المحلل السياسي هاني حبيب أن اللقاءات الأخيرة التي جمعت المفاوض الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان لن تؤتي ثمار النجاح , قائلا:" لا اعتقد أن هناك أي رهان على أن اللقاءات والاجتماعيات ستنجح في عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جديد لاسيما في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرقة برئاسة بنيامين نتنياهو", معتبرا تلك اللقاءات بمجرد حراك بسيط في ظل جمود عملية المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي .


 


وحول تأثير تلك اللقاءات على ملف المصالحة الوطنية الذي بدأت عجلته بالتحرك في هذه الآونة, يؤكد المحلل السياسي حبيب على أن تلك اللقاءات ستلقي بظلالها السلبية على ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية , قائلا:" هناك ملفات كثيرة عالقة أمام المصالحة لتأتي تلك الاجتماعات واللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية لتضيف سبب أخر لتعقيدات جديدة على ملف المصالحة ما يؤدي إلى عرقلتها وتأخرها".


 


ويؤكد حبيب على أن اللجنة الرباعية رغم بذلها الجهود المتواصلة لضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات إلا أنها ستفشل في إحراز أي تقدم ملموس على صعيد ملف المفاوضات وعملية التسوية بالمنطقة , متابعا:" الرباعية فشلت في الضغط على إسرائيل بالعودة إلى  المفاوضات وفقا للشروط الفلسطينية بالتالي تلجأ للضغط على الطرف الأضعف وهو المفاوض الفلسطيني كي يقبل بالعودة إلى المفاوضات دون أي شروط أو أي ثمن ", مؤكدا على ضعف دور اللجنة الرباعية في المنطقة لاسيما مع تواصل التعنت الإسرائيلي.


 


كما وشارك محلل سياسي فلسطيني آخر سابقه الرأي فيما يتعلق بعدم نجاح اللقاءات الفلسطينية الإسرائيلية في عمان بإحداث أي اختراق في عملية التسوية العقيمة , متابعا:" تلك اللقاءات جاءت نتيجة للضغوطات العربية وخاصة من قبل الأردن التي تبذل مزيد من الجهود من أجل عودة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خوفا من بروز منطق جديد متمثل بمشروع الوطن البديل الذي يطرحه اليمين المتطرف كبديل عن خيار حل الدولتين ".


 


ويؤكد على أن تلك اللقاءات ستعرقل تطورات وحراك ملف المصالحة الوطنية في هذه الفترة , قائلا:" إذا ما توافرت الإرادة الفلسطينية الحقيقة من أجل إنهاء الإنقسام فلن تؤثر تلك اللقاءات على المصالحة لكن في حال عدم وجود نوايا حقيقية لدى الأطراف الفلسطينية ستهدم المصالحة في ظل عدم المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ", مؤكدا على أن تلك اللقاءات غير مبررة وتأتي في سياق العلاقات العامة .


 


وينوه في الوقت ذاته على أن الرباعية فقدت قيمتها عندما تبنت وجهة نظر إسرائيل في عملية التسوية بالمنقطة , متابعا:" الرباعية اليوم عديمة الإرادة والقرار باعتبار أن الاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية هم من يقرروا في هذه اللجنة وبالتالي هي تنسجم تمام مع إسرائيل بالتالي خسرت موقفها كجهة داعمة للسلام وأصبحت لا قيمة ولا معنى لها في ظل تمسكها بالرؤية الإسرائيلية".


 


ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بعد توقف محادثات التسوية بين الجانبين قبل أكثر عام، بسبب التعنت الإسرائيلي ورفضه وقف الاستيطان كشرط لاستمرار المفاوضات.