دورنا مع لجنة المصالحة المجتمعية .. /د.مازن صافي

ان الفرد منا يعيش في حدود ضيقة يصنعها داخل حدوده الحقيقية . انه يمتلك قوى كثيرة مختلفة . ولكنه عادة لا يفطن لها ، أو يخفق في استخدامها .. وان من أروع مميزات الانسان قدرته على تحويل السالب الى موجب  .. لقد قرأت قصة رجل اشترى قطعة من الأرض لا تصح لزراعة أي شيء ، وتجتاحها الحيات صباح مساء ، ففكرت ماذا يصنع فيها وقد دفع كل مدخراته فيها ، أخيرا قرر أن يصنع من هذه الأرض شيئا مميزا مختلفا .. لقد بدأ يتعهد تربية الحيات السامة المنتشرة في المزرعة الجرداء ، وبعد فترة تحولت المزرعة الى مزار للسائحين ، لقد نجح في عمله وأصبحت المزرعة الأولى في العالم ، يمكننا تدبير الصحراء وأليس نحن من حولنا صحاري البلاد العربية الى واحات خضراء ومدن متقدمة بل تنافس مدن العالم ، الله الله عليك يا شعب فلسطين ، الله يبارك فيك ، هذه عربة المصالحة المجتمعية قد حطت فوق السكة الصواب ، سكة الوحدة الوطنية ، وانهاء كل مظاهر وتبعات وأسباب وويلات الانقسام ، علينا أن نستثمر كل ما هو ايجابي ونزرعه ثقافة مجتمعية عند أبناؤنا وأهلنا وفي مدارسنا وجامعاتنا وفي عقول وقناعات أعضاء منظماتنا ..  


 


كل العالم يتخلى عنا ، حتى الدول العربية ترفضنا لأنها تشترط أن نكون تحت سلطة مستقرة واحدة ، لننظر الى واقعنا اليوم ، هل يمكننا فعل الأجمل ونصفح ونسامح ونعفو ونرضى بالصلح الداخلي والمجتمعي .. يمكننا فعل ذلك وأكثر  ، عدونا الوحيد هم اليهود ، هؤلاء من قتلونا واحتلوا أرضنا وشردونا وحرقونا ودمروا مستقبلنا ، لكننا أبدا لن نكون الا أهل المحبة والنقاء .. نعم للمصالحة المجتمعية .. جميعنا في خندق واحد وفي ذكرياتنا للعدوان الصهيوني علينا في الرصاص المصبوب الكثير من الدروس .. اننا لن نبقى نرثي واقعنا وانقسامنا ... نريد أن ندخل الى المحطة الأجمل .. محطة تمنحنا القدرة على البقاء في دائرة الوطن الكبير والارض والمقدسات التي تضييع يوم بعد يوم وتحتاج جهودنا مجتمعين معا ..


 


علينا أن نحول اليأس الى أمل .. علينا تحويل حياتنا الكدرة وذكرياتنا السوداء الى حياة عذبة وصافية ،وان نتطلع الى الغد والمستقبل وألا نلتفت الى الوراء للبقاء فيه بل للتعلم فيه ، علينا ان نخوض معركة المصالحة المجتمعية ونتسلح بالنية الصادقة والفعل السليم والمنظم والعدل في قراءة كل القضايا المطروحة ، ان سعادة المجتمع لا يمكن أن تأتي الى عندما نتشارك جميعا في صناعة فجر المحبة بيننا وإنكار الذات والترويض على التضحية ، ان المصالحة المجتمعية والتي هي اساس المصالحة عامة تحتاج منا جميعا  أن نصنع الأعمال الطيبة والوطنية وان نرسم الابتسامة على وجه الوطن كل الوطن المحزون ، على الجميع أن يتوقف عن إثقال فاتور الانقسام فوق ما هي مثقلة الآن ، لتقف كل الأعمال السلبية والتي أبدا لن تساعد في التقدم في مسيرة ومعركة المصالحة التي  يتربص بها الأعداء وكل من لا يريد مصلحة الوطن والحربة والعدالة .. ان لجنة المصالحة المجتمعية لا يمكن لها أن تخوض مسيرة المصلحة المجتمعية وحدها مهما بلغت خططها من دقة وإدارة ،  المطلوب أن نفتح قلوبنا جميعا ، أن يشارك المجتمع كله مع هذه اللجنة الكريمة والمطلوبة ، لأن النتائج الإيجابية سوف تعم الجميع .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت