برعاية السيد الرئيس محمود عباس، وبغياب أعضاء اللجنة المركزية، وأعضاء اللجنة القيادية العليا، المكلفة بقيادة حركة فتح في قطاع غزة، شاركت كما الآلاف من المواطنين، في تلبية دعوة حضور فعاليات، حفل الزواج الجماعي للأسرى المحررين في مدينة رفح، الذي أقيم بجهد مبارك من كتلة فتح البرلمانية ... النائب اشرف جمعة أثناء كلمته، وجه مجموعة من الرسائل، معبرا عما يعتمل في قلوب أبناء الحركة وكوادرها، بضرورة توحيد حركة فتح، وعقد مصالحة داخلية لتجميع قواها، كاستحقاق لا بد منه، إذا ما أرادت الفوز في الانتخابات القادمة، محذرا من مخاطر استمرار، حالة الانقسام السائدة ومخاطرها، علي مستقبل الحركة، وبملئ الفم قالها، بان الحركة في طريقها إلي الهاوية، إذا لم تتكاثف الجهود لإنهاء الخلافات، واستنهاضها في أسرع وقت، وفي هذا قراءة موضوعية لمعطيات الميدان، واستشعار لمدي الاحتقان والضيق، الذي يعانيه أبناء الحركة، وتأثيره المستقبلي علي ديمومة الحركة.
ما قاله النائب جمعة يلمسه كل متابع ومهتم، للمواقع الالكترونية وصفحات الفيس بوك، حيث يرصد الكثير من الكتابات الناقدة، لكتاب من كوادر حركة فتح، يتناولون فيها أوضاع حركتهم الداخلية، في محاولة للفت انتباه قادتهم، لمواطن الخلل والضعف، لما لمسوه من حالة التشتت والغضب، التي تجتاح قواعد الحركة، من بطئ عملية الاستنهاض، وتجاهل رغبتهم في التوحد ورص الصف، ووضع الخطط والآليات، التي تجعل من تلك القواعد شريكة في اختيار المرشحين، في الانتخابات العامة القادمة، لتحسين فرص الفوز، استخلاصا للعبر من التجربة السابقة، والتي منيت فيها الحركة بهزيمة نكراء، وشكلت انتكاسة وإخفاق، ما زالت آثارها ماثلة أمام أعينهم إلي اليوم، يحاولون هذا الكادر، دق ناقوس الخطر في آذان القادة، فهم اقدر علي جس نبض الشارع والقواعد الحركية، لاحتكاكهم اليومي المباشر، من قادتهم المنشغلين في إدارة الكثير من الملفات، دافعهم غيرتهم وحرصهم علي حركتهم، ينتابهم قلق كبير، منبعه ليس قوة الخصم السياسي المنافس، بل ترهل الحالة التنظيمية وضعف البنيان، وهشاشة الأطر وخلافات القادة.
أنيط بقادة حركة فتح، في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، اثر انتخابهم في المؤتمر السادس، مهام جسام وعلقت عليهم آمال كبيرة، أهمها استنهاض الحركة وأطرها، وإنهاء الانقسام بين شطري الوطن، وتوسيع المشاركة في العمل الحركي، ووضع معالجات شافية لكل الملفات العالقة في قطاع غزة، والتي عاني منها الآلاف من أبناء حركة فتح، كتفريغات 2005 وموظفي شركة البحر، وحقوق الموظفين في الترقية والتسكين، وغيرها الكثير من قضايا المواطنين، وتغيير إستراتيجية العلاقة والتفاوض مع الاحتلال، ومكافحة الفساد والقضاء علي الشللية والمحسوبية، آمال ذهبت أدراج الرياح، بعد انقضاء أكثر من عامان علي ولاية هؤلاء القادة، بلا نتائج ملموسة، فالإحباط هو السائد اليوم نتاج ما سبق، وازداد حده وعمقا، اثر الخلاف مع القيادي باللجنة المركزية محمد دحلان، بما له من حضور وثقل تنظيمي، وما تبع ذلك من قرارات، صدرتها اللجنة المركزية بطرده من الحركة ، وتلقتها القواعد عبر الإعلام، في تجاوز للنظام واللوائح، وما تلاها من فعل ورد فعل، أدخلت الكادر والقاعدة الفتحاوية في دائرة، الاستقطاب والإقصاء المقيت والمدمر.
كمواطن فلسطيني أتمني، لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الخير، ولقادتها التوفيق والتوافق، لتحقق الانتصار في الانتخابات العامة القادمة، فانا أرى في هذه الحركة الوطنية العظيمة، إطار جامع للكل الفلسطيني، ولولا تضحيات رجالها على مدار العقود المنصرمة، وما قدمته من مئات الآلاف خلال مسيرتها، من شهداء واسري وجرحي إلي اليوم، لما تشكلت لنا هوية وطنية وقرار مستقل، لكن لا فوز بالتمني بل بالعمل الدءوب والمتواصل، وفق خطط واضحة الأهداف، توظف فيها كافة الإمكانات المادية والبشرية، فنجاح حركة فتح أو إخفاقها لا سمح الله، مرهون بقدرة قادتها على جمع الفتحاويين وإشراكهم، وإنهاء خلافاتهم الداخلية، فتجاهل المشكلة لا يعني عدم وجودها، والتصريحات المطمئنة من قبل البعض، بحتمية الفوز لا ترتكز إلي أسس موضوعية، إذا استمروا في نمط قيادتهم الحالية، فليواجه هؤلاء القادة الذات وليوحدوا الصف، وليكرروا المشهد يوم التفوا حول ضريح الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات، لقراءة الفاتحة علي روحه الطاهرة من جديد، وليضيفوا إليه القسم الذي ردده، المشاركون خلف النائب اشرف جمعة، في حفل الزواج الجماعي، هكذا بإمكانهم أن يحيوا الأمل من جديد، فالحركة في خطر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت