فيما لازالت الجماهير الفلسطينية تحتفل بذكرى انطلاقة فتح المجيدة – انطلاقة الثورة الفلسطينية العملاقة – وعلى صدح أغاني العاصفة وهدير أناشيد فتح الغلابة ، تهل علينا مناسبة يوم الشهيد الفلسطيني لتجدد الوفاء للشهداء وأسرهم ولتستذكر شهداء القضية الفلسطينية وثورتها في كافة مراحلها النضالية ومحطاتها الكفاحية ... ياتي يوم الشهيد الفلسطيني لينهض شهداء فلسطين ملوحين بعلمها وكوفيتها يغنون فرحين بفتح وإنطلاقتها .... ينهض الشهداء على صباح مشرق مزركش بصورهم وسجلاتهم الخالدة ، كيف لا وفتح هي صانعة الرجال الابطال وأم الشهداء القادة والعظام .
في يوم الشهيد ، تلتحم أرواح قادة فتح وكوادرها ورموز لجنتها المركزية ومجلسها الثوري مع سواعد الجماهير الوطنية والثورية التي لا زالت تهتف بأسمهم وتتمسك بتاريخ بطولاتهم المشّرف ... تلتحم روح الرمز المؤسس " ابو عمار" مع حكمة وثبات خليفته القائد الرئيس " ابو مازن " ، وتتعانق أرواح قادة اللجنة المركزية وكوادر الفتح الخالدين مع اخوتهم ورفاق دربهم الذين حملوا من بعدهم الراية ... في يوم الشهيد وميلاد إنطلاقتها تطوف " حركة فتح " في سماء فلسطين لتكتب بدماء شهدائها الميامين " أننا حتما بمشيئة الله منتصرين والى عرين دولتنا الفلسطينية المستقلة وبإذن الله عائدين " .
في هذا اليوم الجليل والعظيم يصطف أبناء فتح نافضين عن أجسادهم غبار الإحباط واليأس لينهضوا بقوة وثبات من بين ركام المرحلة معلنين تجدد البيعة الفتحاوية لأم الجماهير معاهدين الشهداء والجرحى والاسرى بأن تبقى فتح رأس الحربة وصمام الأمان في مواصلة النضال وفي حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية ... في هذا اليوم ينهض ابناء فتح متسلحين بإرادة صلبة وعزيمة لا تستكين ليعلنوا إستنهاض فتح الديمومة ... فتح القرار والإستقلال ...فتح الصمود والإنتصار .
في ذكرى انطلاقة حركة فتح ويوم الشهيد الفلسطيني يفي ابناء فتح حقها وحق شهدائها عليهم ويتوحدوا كالبنيان المرصوص لنصرتها ونصرة المباديء التي قضى في سبيلها خيرة القادة والكوادر منذ عام 1965 وحتى يومنا هذا ... تتوحد سواعد الشبيبة السمراء من اجل استنهاض فتح وتعميرها والرقي باوضاعها التنظيمية والجماهيرية ومن أجل أن تعيد لكل الذين رفعوا رايات الفتح مكانتهم وإعتباراتهم الوطنية والحركية ... في ذكرى انطلاقة فتح يدرك أبناؤها الحاجة الملحة الى تعاضدهم وتكاتفهم وتواصل مع اخوتهم وابناء حركتهم في قطاع غزة وفي الشتات الفلسطيني الممتد من شرق الارض الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ، كي يعيدوا الهيبة والإعتبار والكرامة لكل هؤلاء ولكل اخ وأخت دفع ضريبة انتمائه لفتح الأبية ، وهم بالتأكيد قد أدركوا الأهمية في اتحادهم وإصطفافهم لإنقاذ غزة هاشم من ويل الإنقسام وليل الإنقلاب الأسود ، وأن عليهم أن يعيدوا لغزة عزتها الفتحاوية وكرامتها الوطنية والنضالية .
اليوم ، وفي ذكرى الانطلاقة ويوم الشهيد الفلسطيني ، تعيش المنطقة العربية برمتها حالة من التغيير والإستنهاض لا يمكن التغاضي عنها ، وقد ترجل فرسان كثر عن صهوة الربيع العربي تاركين خلفهم قوافل من الفرسان الرافضة للذل والهوان والمقاتلة في سبيل الحرية وإنتصار إرادة شعوبها ، ولا زالت الأحداث من حولنا تتسارع بوتيرة وخطى لا تعرف التوقف والإنتظار ويتقاطع فيها المحلي مع الاقليمي والدولي الامر الذي يتطلب من ابناء فتح وأطرها القيادية والتنظيمية أن تسارع الى تحصين صفوفها وتفعيل برامجها السياسية والنضالية بما يتساوق ومتطلبات التغيير الحاصلة ويساهم في التأقلم مع النظم الجديدة المستحدثة بما يحقق المصلحة الفلسطينية الوطنية وينسجم مع الطموحات والآمال الفلسطينية بالتخلص من الاحتلال ونيل الاستقلال وإقامة الدولة ذات السيادة الكاملة والحدود الواضحة .
إن التحديات التي ستواجهها حركة فتح في مسيرتها الحالية وسط التغيرات والتحولات الحاصلة في المنطقة هي بالتاكيد تحديات صعبة وشائكة ومتعددة الأشكال والمخاطر ، وكي تتجاوز فتح هذه الصعوبات وتتخطاها بنجاح وانتصار ، مطلوب منها قبل كل شيء أن تستعيد قوتها وتلملم قواها وصفوفها من خلال اعادة تنظيم أطرها وقطاعاتها الحركية والنقابية وتستجمع كوادرها المشتتة وتوحدها على برنامج تنظيمي وسياسي وإعلامي واحدا موحدا ، كما ينبغي عليها أن تحدد موقفها ودورها /من وفي/ العديد من القضايا المصيرية والاستراتيجية كمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والأمن والمفاوضات والإنقسام والمصالحة والإنتخابات والعلاقة مع حركة حماس والإسلام السياسي وإستمرار السيطرة على قطاع غزة ...الخ فالتساؤلات المهمة المثارة داخل نفوس أبناء فتح وكوادرها ولدى اوساط فلسطينية واسعة تتركز بشكل كبير حول مخاطر ومخاوف اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومدى جاهزية واستعداد فتح وفصائل منظمة التحرير لها ، في وقت أنهكت فيه الحركة وهذه الفصائل وتبعثرت طاقاتها وقواها بشكل ملموس ، وكذلك تتطرق التساؤلات حول نوايا حركة حماس ومصداقيتها في التعاطي مع الجهود التي تبذلها حركة فتح وفصائل منظمة التحرير لإنجاز المصالحة وانهاء الإنقسام ، لا سيما وان سلوك وتصرفات وتصريحات كوادر حركة حماس والمسؤولين في اذرعها الامنية والعسكرية تأتي بعكس ما يشتهيه الكل الوطني ومخيبة للآمال والطموحات !!! فهل ستستطيع حركة فتح تحديدا إستعادة قوتها وإستكمال نهضتها التنظيمية والجماهيرية لتحقق حلم الشهداء والأسرى في انجاز مشروع التحرر والإستقلال وإقامة الدولة ؟!! أم أنها ماضية نحو مواجهة حتمية مع ما سيسمى الربيع ( وربما الخريف او الشتاء ) الفلسطيني ؟!!!
إنتهى
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت