مر أكثر من عشرة أيام على وجود أعضاء لجنة المراقبين العرب التي أرسلتها الجامعة العربية إلى سوريا وما أن انتهى الأسبوع الأول إلا وقد زادت وتيرة القتل الخطير للمدنين السوريين بحجة معارضة نظام الحكم والتمرد على النظام السياسي ,فقد سقط خلال العشرة أيام الأولى أكثر من 400 قتيل من بينهم أطفال رميا بالرصاص هذا بخلاف اقتحام البيوت الآمنة و ضربها بالقذائف والصواريخ ,ويبدو أن لجنه الجامعة العربية التي تتواجد الان في المدن السورية هي مجرد لجنة مرسلة للعودة بقرار شامل لجامعة الدول العربية عن مدى تطبيق الحكومة السورية لبنود برتوكول المبادرة العربية والتي أولها وقف العنف وسحب الآلة الحربية من الشوارع والأحياء السكنية والمعروف أن التقرير الأولى سيصدر خلال الساعات القادمة و سيوضع أمام مجلس الجامعة العربية وسيكون بالطبع رد للجامعة عما تضمنه التقرير , لكن ليس هذا المهم فالمهم السؤال التالي ماذا سيقرر مجلس الجامعة العربية إذا ما أدان التقرير نظام بشار الأسد ؟ , قد لا يكون هناك لدى الجامعة العربية أي إجراء بحق نظام بشار لأنها لا تمتلك عناصر القوة التي من شانها إلزام النظام السوري باحترام حقوق المدنين السوريين ووقف العنف وسحب الدبابات من الشوارع وإخراج المعتقلين والسماح بالتعددية والتجهيز لها دون التزام حكومة بشار بذلك .
في وجود لجنة المراقبين العرب ازداد جدول الدم النازف في كل مكان بسوريا وكانت أجهزة بشار لا تكترث حتى بمستوى هذه اللجنة وتضرب عرض الحائط بالبروتوكول الموقع من قبل حكومة سوريا ولا تهتم بتقريرها الذي سيسلم إلى مجلس جامعة الدول العربية ,وفي وجود المراقبين العرب دخلت الآليات المصفحة التابعة لجيش بشار بابا عمرو قتلت من قتلت و ارتكبت مذبحة أخري في دوما , وفي وجود المراقبين العرب أطلق الرصاص على متظاهرين من ريف ادلب وسقط العديد من القتلى والجرحى , وفي وجود المراقبين العرب قامت شبيحة بشار بنقل وتفريغ سجون منطقة دمشق إلى أماكن مجهولة لا يعرفها احد , وفي وجود لجنة المراقبين العرب قضي العشرات من الشباب والنساء تحت التعذيب وأرسلوا في مسيرات شعبية ضخمة إلى قبورهم , في وجود المراقبين مازال الرصاص رصاص والقذائف قذائف والقتل قتل واقتحام البيوت الآمنة على أشده وقطع المياه والكهرباء عن الأحياء التي تتظاهر أهلها ضد النظام مستمرا , وفي وجود لجنة المراقبين العرب ظهرت السيارات المفخخة على أبواب دمشق ,وفي وجود المراقبين العرب اتهم المتظاهرين بالخيانة العظمي ,وفي وجود المراقبين العرب منعت بطاقات الخبز ممن يثبت عليم التظاهر والسير في مسيرات مناوئة للنظام السوري .
اتضحت الأمور في سوريا قبل أن يصل تقرير لجنة المراقبين العرب إلى مجلس جامعة الدول العربية وقبل رد مجلس الجامعة العربية على هذا التقرير , , اتضحت الأمور في سوريا أكثر من أن توضحها لجنة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية وعرف كل العرب أن نظام بشار نظام قاتل مع سبق الإصرار والترصد , اتضحت الأمور وعرف الجميع أن النظام السوري لم ينفذ أي من بنود المبادرة التي وقعت بالجامعة العربية , اتضحت الأمور وأخفقت جامعة الدول العربية في توفير أدنى حماية للمدنين المسالمين في درعا وحماة وحلب وحمص و ادلب ودير الزور وجسر الشاغور ودمشق وهنا يبقي السؤال الأهم لماذا إذن تبقي لجنة المراقبين العرب في سوريا ؟
الأمر الذي يدعونا لاعتبار أن جامعة الدول العربية قد احفقت أمام المسألة السورية أن السيد نبيل العربي حمل السيد خالد مشعل رسالة إلى النظام السوري يرجوه خلالها احترام بنود المبادرة العربية ويوقف العنف قبل أن يصل التقرير الأولى الذي سيدين النظام السوري لحجم القتل اليومي ,وقد يبحث السيد نبيل العربي عن شخصيات أخري تتوسط بين الجامعة وبين حكومة سوريا إن اخفق السيد خالد مشعل في إقناع بشار بوقف إطلاق النار على المدنيين و تطبيق بنود المبادرة, وما يدعونا إلى اعتبار أن الجامعة العربية ستعجز عن معالجة المسألة السورية بشقيها الأمني والسياسي هو طلب تدريب المراقبين وطلب الدعم الفني في مسألة مراقبة تطبيق بنود مبادرة الجامعة والتلميح بإطالة عمل المراقبين ,لقد عقد نظام القمع في سوريا دور الجامعة العربية وتركها في ورطة أمام العالم في تحد واضح لدور العرب و الإرادة العربية بعدما استمر في قمعه للمتظاهرين وقتله اليومي المخيف ودلك المدن السورية بالقذائف والارباجيهات , لهذا فقد بات واجبا على جامعة الدول العربية أن تبحث عن آليات تحفظ فيها ماء وجهها ودماء السوريين وتحفظ سوريا من التدخل الأجنبي على غرار ليبيا و تبحث عن صيغ تفاهم مع نظام بشار ليترك وزلمه السلطة ويسلم الحكم للشعب بشكل ديمقراطي وسلمي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت