ضربتنا الضريبة !!/أسعد عطاري

منذ طفولتي وأنا اسمع مصطلحات عديدة تلفت نظري ومنها مصطلح الضرب ومشتقاته فكنت اسمعهم يقولون " ضربتو كهربا " أي تعرض الشخص إلى صعقة كهربائية أو يقولون " ضربته سيارة " أي اصطدم الشخص بحافلة , أما اليوم فتغير المصطلح وأصبح يتداول على كل لسان ولا يكاد بيت في فلسطين إلا ويذكره يوميا وهو " ضربتنا الضريبة " !!!!!!!!!!!!


تقدر عائدات الضرائب الشهرية التي يحتجزها الكيان الصهيوني بحاولي  100مليون دولار , وهذا يعني ان قيمة الضرائب الشهرية التي تؤخذ من المواطنين الفلسطينيين تقدر بنحو 110 مليون دولار تقريبا يأخذ منها للكيان الصهيوني 3 % بحسب اتفاقية باريس , فاستوقفني هذا الرقم ودفعني للتساؤل كيف نجني هكذا مبالغ شهرياً ومن اين ؟ وعندما تأتي تذهب الى اين ؟؟؟!!!


 انا مواطن فلسطيني وأعيش في فلسطين وأعلم كم هي نسبة الاجور متدنيه , فراتب الموظف الشهري يتراوح ما بين 500 دولار الى 1000 دولار شهريا , وعدد موظفي السلطة الفلسطينية يبلغ حوالي 160 الف موظف بالضفة وغزة , ونظرا لحالة الإنقسام الأسود الذي تعيشه القضية الفلسطينية أصبح عدد الموظفين الذي تتحملهم السلطة الفلسطينية 72 الف موظف في الضفة الغربية , ولو افترضنا ان متوسط راتب الموظف الشهري يقدر ب 750 دولار , اي يكون مجمل الرواتب الشهرية 54 مليون دولار ويتبقى من قيمة الضرائب حوالي 46 مليون دولار بالإضافة الى الإيرادات الشهرية التي تجنيها السلطة الفلسطينية من خلال الوزارات والدوائر الأخرى كوزارة السير والمواصلات و دوائر الاحوال الشخصية والقضاء ووزارة الزراعة وغيرها الكثير من مؤسسات السلطة الفلسطينية التي تحقق الكثير من الإرادات , وبالتالي يكون هناك بمقدور الحكومة ان تفي برواتب موظفيها , وان تعمل ايضاً على ايجاد مشاريع ومصانع انتاج تستوعب من خلالها خريجي الجامعات والعاطلين عن العمل وكذلك أن توجد بدائل للسلع الصهيونية وتنافسها , ويصبح بمقدورنا الإستغناء عن المساعدات الخارجيه التي تستخدمها الدول المانحة لتضعنا على المحك كلما تم الحديث عن اي نشاط يخدم فلسطين والقضية الفلسطينية , وابرز دليل على ذلك هو التلويح دوما بقطع المساعدات في حال تم تحقيق المصالحة الفلسطينية .!!!


 


ان تحصيل مبلغ 100 مليون دولار من الضرائب ورسوم الجمرك ليس بالأمر البسيط بل هو على حساب لقمة عيش المواطن البسيط الذي اصبح يدفع ضريبه حتى على الضريبة التي يدفعها, أي يدفع ضريبة على الاستهلاك تكون مضافه على حساب المشتريات ويدفع كذلك ضريبة حتى على الدخل المتدني الذي يحصل عليه وبالتالي يكون المواطن قد دفع الضريبة بشكل مضاعف ليزيد ذلك من العبء العام والثقل على المجتمع وأفراده خصوصا أصحاب الدخل المتدني .


 


إن ما نطالب به اليوم و ما ننتظره من حكومتنا هو ان تعمل على تخفيض الضرائب , واستغلال الأموال بالطريقة المثلى في انشاء المشاريع والمصانع والاستثمار من اجل توفير فرص العمل المتكافئه التي تستوعب العاطلين عن العمل و خريجي الجامعات .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت