أكد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني بغزة أن جولته لعدد من الدول العربية والإسلامية شكلت حلقة رسمية مهمة من حلقات كسر الحصار السياسي على قطاع غزة الذي عانى منه طويلاً, رغم العديد من الزيارات التي قام بها النواب والوزراء للدول العربية إلا أنها المرة الأولى التي تقوم رئاسة الوزراء بجولة عربية إسلامية منذ فرض الحصار بعد انتخابات العام 2006.
جاء ذلك خلال اجتماع هنية مع نواب المجلس التشريعي وقادة الفصائل الفلسطينية بغزة الخميس لإطلاعهم على نتائج جولته الخارجية التي شملت مصر والسودان وتركيا وتونس.
وبين أن هذه الجولة جاءت نتاج عملية تراكمية شارك بها الجميع لكسر الحصار السياسي التي خرج بها بعدد من الاستنتاجات منها أن اهتمام مصر بالزيارة لم يقل عن غيرها, ورغم عدم استقبال رئيس الوزراء المصري الجنزوري " لنا إلا أنه أبدى استعداده اليوم لإستقبالنا ".
وأكد على أن استقبالهم بمصر حظي باهتمام العديد من الشخصيات المهمة من الإخوان والأمين العام للدول العربية, معتبراً هذا مقدمة جيدة لكسر الحصار السياسي الذي كان نظام مبارك السابق يريد له الاستمرار.
ناقش ملفات كثيرة
وأشار هنية إلى أنه في زيارة مصر طلب من وزير مخابراتها اللواء مراد موافي خلال اجتماعه به أن يكون هناك ملف أمان عربي مصري يحد من تدخل الأطراف الخارجية في المصالحة.
وأوضح انه ناقش ملف الكهرباء وزيادة الكمية التي تدخل للقطاع عبر مصر وأنه سيكون هناك اجتماع لسلطة الطاقة مع الجانب المصري لمناقشة هذه المسألة, إضافة لتوريد الغاز الطبيعي للقطاع.
وأكد على أنه تم مناقشة ملف الممنوعين من السفر عبر معبر رفح وأنه تلقى وعود من الإخوان بحل هذه المشكلة حتى يتم السماح لحوالي 93% من الممنوعين بالسفر, إضافة لتغيرات كثيرة على آلية عمل معبر رفح البري.
وأضاف " ناقشنا مسألة السوق الحرة بين رفح المصرية والفلسطينية وعرضنا خطط لتطويرها إضافة لأمن سيناء وبعض الإشكاليات المتعلقة بالأنفاق", مشدداً على أن كل من يحاول استغلال الأنفاق لأي عمل غير قانوني فإن الداخلية والشرطة ستكونان له بالمرصاد.
وعن ملف الإعمار الذي أكد هنية انه كان محل نقاش كبير مع أمين عام الدول العربية نبيل العربي, وكيف أخبره بأن الجامعة العربية قد سلمت السلطة الفلسطينية 35 مليون دولار لإعمار غزة بالاتفاق بين حماس وفتح وكيف ان حماس لا علم لها بهذه الأموال.
وشدد هنية على رفض الحكومة بغزة القاطع لما قامت به السلطة الفلسطينية من سحب للأموال وأنها لم تكن بالتوافق مع غزة بعكس تصريحات عزام الأحمد " عضو اللجنة المركزية لحركة فتح", الذي قال بأن حماس على علم بذلك, متسائلا إلى أين ذهبت هذه الأموال وأين صرفت.
دعم تونس
وأشار إلى ما قاله رئيس الوزراء التونسي راشد الغنوشي أمام عدد من النخبة السياسية وهو "نحن في تونس مختلفين ربما في كل شيء ولكن متفقين حول قضية فلسطين ودعمها لنا", وهذا يدلل كم هي حماس مهمة لهذا الشعب, موضحاً أن الثوار التونسيين ارجعوا شرارة ثورتهم لصمود غزة وأطفال الحجارة في وجه الاحتلال.
وأشار إلى أن تونس قد خرجت من ظل نظام استبدادي كان يحاربها بكرامتها ودينها وعقيدتها ولكنها انتصرت عليه وتحررت منه وأبدت استعدادها لتقديم الدعم السياسي والمالي بكافة الوسائل للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.
وأكد على أن الأمة العربية والإسلامية تعيش اليوم دورة تغيرات من الخوف إلى القوة في ظل نفس ثوري يدفع بها نحو بناء حريتها واستقلالها عن ظلم حكامها في ظل بعد إسلامي إضافة لباقي الجهات التي تبدي اهتمامها بفلسطين.
القدس حاضرة
وبين أن القدس كانت حاضرة في كافة الزيارات التي تمركزت حول تحريرها من الاحتلال فكان لأجلها لقاء مع شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أكد على أنه سيتم قريباً عقد مؤتمر دولي لحمايتها والتصدي للسياسات الاستيطان إضافة لكافة القضايا الفلسطينية الأخرى كالأسرى.
وأكد هنية على أن كل من قابلهم من حكومات وشعوب عربية لن تقف متفرجة على أي حرب جديدة على غزة بل ستواجهها بكافة الوسائل.
وأوضح أن المصالحة لم تكن غائبة عن كل اللقاءات التي تم المطالبة بها بالمضي قدماً بالمصالحة وتحقيق الوحدة الفلسطينية من اجل التصدي للاحتلال .
وأضاف " تستعمل أمريكا والاحتلال الإسرائيلي الأموال كورقة ضغط لإفشال المصالحة "موضحاً أن ميزانية السلطة في الضفة وغزة 4مليار دولار ولن يضر العرب تمويلها" إذا ما أرادوا للشعب الفلسطيني الوحدة والاستغناء عن الاحتلال وأمريكا"
وطالب الدول العربية بالعمل على إيجاد طاقم يعيد هيكلة الأجهزة الأمنية وفق عقيدة وطنية تجمع الكل الفلسطيني ولا تكون مقتصرة على طرف واحد.
دعم السودان وتركيا
وعن استقباله في السودان بين أن السودان رغم إمكانياته القليلة وأوضاعه الصعبة إلا انه أبدى استعداده لدعم القضية الفلسطينية وكان استقباله لنا رسمي وشعبي ووعد بتوفير عدد من المنح الدراسية لطلبة الجامعات, مشيراً إلى انه شارك والوفد المرافق له بمؤتمر دولي لنصر القدس.
وعن استقباله في تركيا قال هنية " استقبلنا في تركيا من قبل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والشعب وعائلات شهداء أسطول الحرية في استقبال حميمي يعكس أهمية فلسطين لتركيا".
وأوضح أنه تم عقد لقاءات موسعة حول إنشاء شراكات اقتصادية وسياسية ووضع خطط لإعمار القطاع ووجود استثمارات من قبل رجال الأعمال الأتراك لإعادة بناء قطاع غزة من جديد.
وبين أن فلسطين للجميع وعلينا تحمل مسؤولياتنا تجاهها لنصل إلى الوحدة, نافياً منع أي شخص من دخول القطاع وانه مفتوح للجميع.
وفي تونس رأينا كيف ثار الشعب التونسي على من كان يسكن القصور الفارهة ويعيش شعبة بذل ووعدنا بدعم القضية الفلسطينية وزرنا أماكن عدة, مشيراً إلى أن الحكومة التونسية أبدت استعدادها لتقديم منح دراسية لطلبة الجامعات للدراسة بها.