دعا رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض أوروبا لاتخاذ خطوات ذات مغزى من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
جاء ذلك خلال استقبال فياض في رام الله اليوم الخميس، وكيل وزارة الخارجية الفرنسية ورئيس دائرة شمال افريقيا والشرق الاوسط فيها باتريس باولي، وذلك بحضور القنصل الفرنسي العام فريدريك ديزنيو، حيث أطلعهم على الأوضاع السياسية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتحديات الماثلة أمام السلطة الوطنية للاستمرار في تعميق جاهزيتها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، والارتقاء بقدرة مؤسساتها على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين ورعاية مصالحهم.
وشرح فياض صورة المخاطر الناجمة عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية ضد حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه، والتي تتناقض بصورةٍ واضحة مع قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، وخاصةً استمرار الاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، واستمرار الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية لمناطق السلطة، واستخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية والذي أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، آخرهم الشهيد مصطفى التميمي، ناهيك عن إعتدءات المستوطنين الإرهابية المُتصاعدة ضد المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم.
واعتبر رئيس الوزراء فياض أن استمرار هذه الأعمال العدوانية، إنما يؤكد مدى استهتار الحكومة الإسرائيلية، وعدم جديتها في التقدم نحو تحقيق السلام، الأمر الذي يتطلب قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لإنقاذ مستقبل العملية السياسية من مخاطر السياسة الإسرائيلية، وبما يُلزم إسرائيل بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها الوقف الفوري والتام لكافة الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإلغاء كافة الإجراءات التي تُعيق قدرة السلطة الوطنية من استثمار مواردها، بما يشمل إلغاء نظام التحكم والسيطرة عن شعبنا، ورفع الحصار عن قطاع غزة، بالإضافة إلى دور المجتمع الدولي في ضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
وشدّد على الدور الخاص الذي يجب أن تلعبه أوروبا لإلزام إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات، والقيام بخطواتٍ جدية ذات مغزى إزاء حق الشعب الفلسطيني بتجسيد استقلاله الوطني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من خلال الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967.
وشكر رئيس الوزراء خلال الاجتماع الحكومة الفرنسية على الدعم الذي تقدمه للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية على كافة المستويات. وثمّن فياض التصويت الفرنسي لصالح انضمام فلسطين لمنظمة اليونسكو، بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه فرنسا بشكلٍ ثنائي، أو من خلال الاتحاد الأوروبي.
هذا وكان وكيل وزارة الخارجية الفرنسية التقى والوفد المرافق له بوزير الشؤون الخارجية بالسلطة الفلسطينية رياض المالكي.
وأطلع الوزير الفلسطيني الوفد الفرنسي على أخر التطورات السياسية الفلسطينية والإقليمية المتعلقة بالمفاوضات والمصالحة الوطنية الفلسطينية، وأشاد بدور الإتحاد الأوروبي وفرنسا في دعم السلطة والشعب الفلسطيني لنيل حقوقه في دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس.