صور: عطا يحتاج لـ (خلع ولادة) ليُحضر الحليب لأحمد ..!!

 


(خلع الولادة) تعني بالنسبة لـ عطا الحمارنة (31عاماً) من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، نهاية لمعاناته التي صاحبته منذ سنوات طويلة، وبداية لحياة جديدة تحلم أسرته المكونة من ثمانية أطفال وأمهم،أن تعيشها بعيداً عن الفقر والبأس وبرد الشتاء.


 


وما يتمنوه أطفال عطا - نهي، نور، ندى، غزل، علي، محمد، وأحمد أبن الثلاثين يوماً، ليس بالمستحيل ولكنه بالنسبة لهم يعني الكثير، وخاصة أنهم يسكنون منزلاً ليس بالمنزل فسقفه (الزينجوا) شكلت فيه(الجرادل) التي يستخدمونها لتجميع مياه الأمطار بداخلها حتى لا تسقط عليهم وهم نائمون، لوحة مأساوية تعكس حجم المعاناة التي يعشونها.


 


بطلوع الروح ...


ويقول الحمارنة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر:" أعاني من ألم شديد في مفاصل الحوض، فلا يمكنني من الحركة، وأعيش على المسكنات التي بالكاد أتمكن من توفيرها بطلوع الروح، وبمساعدة أهل الخير من حولي، لعدم قدرتي على توفير ثمنها نتيجة وضعي الاقتصادي الصعب".


 


قبل 10سنوات توجه الحمارنة إلى إسرائيل بعد تدخل "أهل الخير" ليجري عملية جراحية، تخلصه من معاناته ولكنه عاد بدون إجرائها بسبب عدم قدرته على توفير المبلغ المالي المطلوب منه، وأخبره الطبيب الإسرائيلي في حينها بانه يحتاج لتغيير مفاصل الحوض وهو ما يعرف (بخلع الولادة).


 


لوحة أخرى...   


غطاءاً وفراشاً وملابساً تقيهم برد الشتاء القارص، هذه الأشياء البسيطة هي جزء من أحلام أطفال الحمارنة والذين تسكن البراءة في قلوبهم، فتجدهم يضحكون محاولين إخفاء معاناتهم التي تجسدت في تشقق أقدامهم نتيجة البرد، لأنهم ببساطة لا يمتلكون ما يلبسونه في أقدامهم ولا حتى أجسادهم الضعيفة.


 


ويوضح الحمارنة أن وضعه المعيشي صعب جداً يجعله يقف حائراً ويفكر محدثاً نفسه قائلاً :" بدي أجيب حليب لأبني أحمد ولا أجيب خبز لإخوانه، ولا أوفر إلهم مصروف وملابس كريمة عندما يخرجون لمدارسهم، ولا أجيب جرة غاز"، مبتسماً بالقول "جرة الغاز بالأشهر بتكون فاضية".


 


مصدر واحد...


ويشير إلى أنه منذ وقت طويل لا يعمل ولا يمتلك إلا مصدراً واحداً من الدخل (راتب الجريح 600شيكل) مؤكداً على أنه لو كان يستطيع العمل في أي مجال لما تهاون في ذلك، ولكن نتيجة عدم قدرته على الحركة يقف عاجزاً أمام أطفاله الذين لا يملك حتى أن يوفر لهم غطاء يقيهم من البرد، منبهاً إلى أن راتب الجريح يسدده للديون التي يعيش عليها طوال الشهر، وهو ما يضاعف معاناته وعائلته.   


 


وحيد أمه ...


غرفتين وممر ومطبخ وحمام فقط، وباحة صغيرة تستقبلك فور دخول باب المنزل الحديدي المهترئ..هي مكونات منزل الحمارنة الذي ورثه عن أمه وأبيه لأنه وحيدهما، فيلفت نظرك فور دخوله لوحة يطلق عليها الفن التجريدي ولكنها لم ترسم بريشة فنان.


 


تشققات في جدران المنزل وتساقط بعضها، وبروز حُفر في البعض الآخر، هي اللوحة التجريدية سوداء اللون، تزينها فرحة الأطفال وهم جالسون على ما تمكنوا من فراش على الأرض ليقيهم البرد، على العلم بأنهم لا يمتلكون إلا أربعة فرشات وثلاث أغطية "أكل عليها الدهر وشرب".


 


أول مرة ...


ويؤكد عطا الحمارنة بأنه لأول مرة يتلقى مساعدة غذائية (كابونة) من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كانت الشهر الماضي، متأمل أن تستمر، خاصة وأنه طوال السنوات الماضية لم يتلقى أي مساعدة من أي جهة رسمية أو حكومية, ويتعمد فقط على ما يتلقاه من "أهل الخير" في تيسير أمور حياته وعائلته.


 


ويوضح أن هذه المساعدة التي تلقاها من الوكالة خففت نوعاً ما من حجم المعاناة التي يعيشها، وخاصة أنها وفرت لهم الدقيق، مما يعنى أن أطفاله لن يناموا بدون خبز، مشيراً إلى أن باحثة اجتماعية زارت منزله بعد سلسلة من المعاناة في التواصل مع الوكالة لمنحه هذه المساعدة.


 


عياران ناريان ...


ويبين الحمارنة السبب الذي كان يمنع الوكالة من تقديم المساعدة له قائلاً :" قال أنا موظف في الجريح، أي وظيفة هاد إلي والحمد الله شهر في راتب وشهر بيتأخر، ولا يكفي الراتب أن نعيش على الخبز فقط"، مشيراً إلى أن الباحثة استغربت من عدم تلقيه مساعدة خلال السنوات الماضية.  


 


وكان الحمارنة قد أصيب في الانتفاضة الأولى بعيارين ناريين أحدهما في القدم والآخر في الصدر، أطلقهم جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر باتجاهه أثناء تواجده على الخط العام في منطقة البريج، وفيما بعد وبعد فترة زمنية تمكن "أهل الخير" من إدراج أسمه على كشوف الجريح وأصبح يتلقى راتباً .


 


ويتمني الحمارنة من ( الله عز وجل) أن يتمكن من إجراء عملية جراحية لتغيير مفاصل الحوض،داعياً الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية بضرورة التدخل لإنقاذه هو وعائلته من مصيراً مظلمـ لا سيما وأنهم يفتقرون لمقومات الحياة.


 


إذن هنا يترك الأمر لكم أنتم لتقرروا إذا ما كان أحمد أبن الثلاثين يوماً سيبقى بدون حليب، وهل سيبقون أيضا إخوانه بدون غطاء وفراش وملابس تقيهم برد الشتاء القارص ؟؟؟!!


 


للتواصل مع عائلة عطا من خلال الوكالة على الرقم التالي "0599084448" .