((سماك العبوشي )) يكفيك فخراً أنك من جنين/منذر ارشيد

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم


لا تناقض فيما حصل ولا صورتان يا أخ سماك ..!


 فالذي حصل سوء فهم فقط لا غير وقد تأكدت من ذلك من الإخوة في السفارة


وما تحدث به الدكتور سخنيني لم يكن له داع ٍ على الإطلاق , فالعاملين في السفارة وخاصة المسؤول الثقافي يعشقون أبناء الوطن فكيف عندما يكون ( برهان الدين العبوشي ).!


 


لم أكن أتوقع أن يكون هذا الحضور الكريم في ندوة وورشة عمل تم عقدها في جامعة البتراء العريقة في عمان ,وصادف دخولي مع دخول عملاق الفكر والعلم والأدب  العلامة العربي  الدكتور ناصر الدين الأسد الذي شغل مناصب رفيعة منها وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة الأردنية , وقد  كان في استقباله عميد الجامعة الدكتور عدنان بدران فحظيت باستقبال استثنائي مع هذا الرجل الكبير والمعروف بعلمه وخلقه الرفيع


ورأيت كيف يحترم الناس بعضهم بعضاً وخاصة الكبار الذين يعرفون مكانة غيرهم من الكبار


 


وكاد كل من في القاعة من حضور أن يهرع لاستقبال هذا الرجل الذي بلغ من العمر عتياً ولكنه ما زال يحمل في رأسه عقلاً واعياً مستنيراً ناهيك عن روح الدعابة المحببة


 


كان الحفل تحت عنوان الذكرى المائة لمولد الشاعر الوطني برهان الدين العبوشي


وبحضور إبنه الكاتب المحترم سماك العبوشي والذي حظي باحترام كبير وخاصة بعد كلمته المتوازنة والشاملة  لما فيها من لغة متمكنة  وجُمل وصفية دقيقة وعبارات متناسقة تعطي المناسبة حقها وتشرح للحضور ما هي الرجل المحتفى بذكراه وخاصة أن القاعة غصت بطلاب من كلية الاداب واللغة العربية


إذا نحن في حفلة تكريم لشاعر راحل اسمه (برهان الدين العبوشي )


هذا الشاعر والمناضل الذي جال في الوطن الفلسطيني باحثاً عن الحرية والاستقلال,منذ أن وطيء الاستعمار أرض وطنه ,


 مكافحاً بقلمه أولا ًومن ثم بسيفه الذي كان مشرعاً في وجه الظلم والاستعمار فسموه


 بشاعر السيف والقلم  " هذا الرجل الذي أحب أرض فلسطين وكتب عنها أشعاراً ومسرحيات تحاكي الوجدان والضمائر  , وكم كان الوصف حزينا عندما ترك وطنه ومسقط رأسه مرغماً وقد حطت رحاله في  أرض العراق في رحلة الغربة والشتات كبقية أبناء فلسطين وخاصة ممن حملوا هم الوطن وبثوا أفكارهم وأحزانهم وعشقهم في قصائد شعرية  وملاحم مسرحية رائعة .


 


رغم أنني إبن جنين مسقط رأس هذا الرجل العظيم وقد سمعت عنه من خلال من عاصروه ولكن لم أكن أعرف عبقرية وفكر هذا الرجل  ومكانته إلا وأنا أستمع لعمالقة عرب منهم الأردني والفلسطيني والعراقي وهم يسهبون في الشرح والحديث عن أعمال برهان الدين العبوشي


وأكثر ما كان مؤثرا ً هذا الإهتمام الذي تجلى في وضع الشاعر على طاولة البحث الأدبي


من خلال طاولة جلس عليها محاضرون ومفكرون وأساتذة جامعيين كبار, ناقشوا شعره وأدبه ومسرحياته , ودخل بعضهم في عمق ووجدان الشاعر وفسر مكنونات صدره وما يختلجها من مشاعر مرهفة وحساسة تجاه وطنه وذلك من خلال ما كتب من شعر مؤثر ومسرحيات رائعة  "


 وقد  أدار الجلسة الدكتور ناصر الدين الأسد, الذي أتحف الحاضرين بأسلوبه في التعاطي مع الموضوع وأدائه الجدي مع إضافة بعض الفكاهة عندما ربت على كتف الدكتور أحمد الخطيب ليشعره بالتوقف بعد أن  أطال في الحديث فتوقف فوراً معتذرا ً ,  فما كان من الدكتور الأسد إلا أن قال( أنا ربتت على كتفك إعجابا ًلما تقول ) وهذا لا يحدث إلا إذا كان المحتفى به عملاقاً من عمالقة الفكر والأدب أو السياسة  في الوطن العربي


جنين أرض الأبطال


 


كانت فلسطين حاضرة بكل ما تعنيه الكلمة سواءً من خلال إسم المحتفى به


 (برهان الدين العبوشي )  فهو فلسطيني الأصل وعربي الانتماء , و جنيني المولد فكان لجنين الصوت والصورة والصدى الأكبر حيث أنها وعلى مر العصور لها الحضور


ولأنها كانت محوراً من محاور شعره الذي حكى فيه بطولاتها والاحداث التي وقعت وخاصة إحتلالها عام 48 ومن ثم تحريرها بفضل بطولات أبنائها وبطولات الجيش العراقي .


 


أخي سماك العبوشي لك كل التقدير والإحترام لأنك ثابرت طوال سنوات وأنت تبين للناس هذا العلم الذي كاد أن يندثر لولا جهودك وجهود الدكتور احمد الخطيب الذي كان له الريادة في إبراز هذا الحدث لشخصية فلسطينية وطنية


ولا تنسى يا أخ سماك بأن  الراحل الكبير أبا عمار قد كرم الراحل في حياته عام 1990 في بغداد وقد استقبله على حفل غداء رتبته السفارة الفلسطينية في بغداد  وكان الاخ عزام الأحمد سفيراً هناك , كان ذلك بحضور الأديب المعروف جبرا ابراهيم جبرا والسيد ناصيف عواد وعدد من الشخصيات الفلسطينية والعراقية  وقد قدم له أبا عمار وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى


وهذا يدل على أن المناضل برهان الدين العبوشي قد كرمته منظمة التحرير قبل عقدين من الزمن وقبل أي جهة أخرى ..أليس كذلك .!


بدون أدنى شك أن ما جرى في جامعة البتراء قبل أيام لهو عرس فلسطيني بامتياز عدا عن كونه عرساً لذكرى رجل من رجالات فلسطين الأخيار


وكما كان عرساً جنينياً بامتياز أيضا ً  لأن إسم جنين تكرر أكثر من عشر مرات وقد استذكر المحاضرون بطولاتها  وبطولات أبنائها وكل من دافع عنها واستشهد على ثراها وفي  مختلف العصور والأزمنة منذ عز الدين القسام وقبله وبعده مرورا ً بأبي جندل الذي سطر هو وإخوانه أعظم ملحمة في التاريخ المعاصر  ,فارفع رأسك يا أخي فأنت من ( جنين ) وعندما تذهب إلى أي منطقة في العالم وإذا كنت تريد أن يعرفوك أنك فلسطيني فقل أنا من جنين


كما يعرف العالم أن القدس هي فلسطين وغزة هي فلسطين وحيفا ويافا ونابلس والخليل ورام الله  وبيت لحم ووالخ  ....فقط قل أنا من جنين


بورك من قام بهذا الجهد وبلور هذا العمل الرائع لإحياء ذكرى أحد أبناء جنين الأخيار


بورك الإبن البار( سماك ) الرجل الوطني الفلسطيني العروبي الشهم إبن برهان الدين العبوشي  رحم الله راحلنا الكبير الذي سنقرأ له ونعيد تراثه بكل فخر واعتزاز


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت