تحتل المعلومة في حسابات إسرائيل حيزًا مهمًا وكبيرًا، لذا فهي عملت على إنشاء عدة أجهزة استخباراتية أهمها (الموساد، الشاباك، أمان)، وقد تطورت هذه الأجهزة وتقدمت على الصعيد التقني والعملي.
وتبرز أهمية تلك الأجهزة بالنسبة للكيان في كونها المُوّجه الأساسي للسياسة الإسرائيلية في معظم القضايا، والمُشارك الأهم في صناعة القرارات المُتعلقة بها.
وكانت الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية بحسب موقع "المجد الأمني" قبل الانسحاب من قطاع غزة، تعتمد على ضخامة المصادر البشرية للحصول على المعلومات وتنفيذ المهام، وعلى حرية العمل الميداني نسبيًا لضباط المخابرات الصهيونية، بالإضافة إلى الوسائل التقنية.
لكن بعد الانسحاب من قطاع غزة عام 2005، والتفكير في الانسحاب من الضفة الغربية، أصبح هناك عدة تحديات تواجه أجهزة المخابرات الإسرائيلية ، كانتهاء العمل الميداني لضباط المخابرات في إدارة شبكات العملاء، وفقدان نقاط التماس بين المواطنين الفلسطينيين وضباط المخابرات الإسرائيلية ، الأمر الذي أدى إلى تراجع العمل التجنيدي، ووقوع العديد من العملاء لدى المخابرات الصهيونية، في قبضة الأجهزة الأمنية بغزة.
ونتيجة لوجود تلك التحديات، أُجبرت المخابرات الإسرائيلية على تفادي ذلك بوضع أولوية للجانب التقني والتكنولوجي، وتطوير وسائل الاتصال بمصادره البشرية، وتأهيل وتوجيه تلك المصادر بشكل لا يسمح بكشفهم.
وأرغم قطاع غزة تلك الأجهزة على تغيير المبادئ والإستراتيجيات الأمنية لديه، من خلال خوضه لعدة عمليات حققت نجاحات كبيرة على الصعيد الأمني والعسكري.
وأدخلت المخابرات الإسرائيلية وسائل وحلولًا بديلة، كما طرحت سيناريوهات عديدة للخروج من هذا المأزق، من خلال تطوير الوسائل التكنولوجية والتقنية، ووسائل الاتصال والمُراقبة الحديثة، والتعقب الإلكتروني، إضافة إلى الدخول في مجال الحرب الإلكترونية.
ولجأت تلك الأجهزة إلى إدخال تلك التطورات، والتغيير والتطوير من الوسائل الأمنية، بعد فشل الإستراتيجيات والمبادئ الأمنية التي تعمل وفقها.
وشهد العام الماضي انتكاسة كبيرة في العمل الأمني الإسرائيلي في ظل تنامي قدرات الأطراف الأمنية على الساحة الفلسطينية واللبنانية والمصرية والإيرانية, الأمر الذي أدى لإبطال توقعات الكيان ومهامه في المنطقة.
وكشف شاؤول موفاز عضو الكنيست عن حزب كاديما المعارض، والرئيس السابق لجيش الصهيوني، مؤخرًا، أن إسرائيل تعاني أزمة استخبارات في قطاع غزة خلال الأعوام القليلة الماضية، مبينًا أن ذلك الأمر يفرض على كل من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" والمخابرات العسكرية، إعادة ترتيب أولوياتهما من جديد.