تخبيص سياسي ودعوه للفرقة والاقتتال !!!/عبد المنعم إبراهيم

كما يسجل التاريخ بأنه يوجد على هذه الأرض من يصنع الحدث,ويتعامل مع نتائجة بحكمة,فانه يسجل كذلك بانه يوجد من يحاول سرقة هذا الحدث وانجازاته, وكما يسجل التاريخ بان هناك من هم واقعيون ,فانه يسجل من هم خياليون,وكما يسجل بانه يوجد منطقيون,فانة يسجل ماهم حالمون .


في الحقيقة مادعاني لكتابة هذا المقال على الرغم بانني عاكف منذ فترة عن الكتابة للعديد من الاسباب,هو ذلك المقال "الغريب - العجيب"الذي وقع منذ ايام على بصري في احد المواقع الاعلامية الالكترونية,والذي  لن اقل فيه سوى أنه يأتي في اطار الاستخفاف بالعقول,وحرف للحقائق,وينم اما عن جهل سياسي فادح,وقع فيه الكاتب,واما أنه قد جاء عن عمد,وفيه قفز على حقائق التاريخ,وانتقاص من الحق الفلسطيني,واخطر ما جاء فيه هو التحريض على الفرقة والتباغض الفلسطيني,والابتعاد عن الوحدة الفلسطينية,في الوقت الذي تبذل القيادة الفلسطينية وحركة فتح والقوى الفلسطينية فيه الجهود لرأب الصدع الفلسطيني القائم,وفيه دعوة الى ماهو منبوذ وطنيا ,ومكروه في الذاكرة الفلسطينية (الانقلاب), هذا عدا ان فيه من التناقضات ما يدلل على ان الكاتب لا يعلم ما هي متطلبات واحتياجات المرحلة,كما وان فيه دلالات بحث عن " منصب ".


 


(((مرحلة الدولة بدأت أعدوا لها))) .


 


بهذا العنوان افتتح الكاتب مقاله, حيث طالب فيه حركة حماس بالعمل على الإعداد للمرحلة القادمة لأنها ستكون في نظره مرحلة تكوين الدولة الفلسطينية,كما ويطالبها بترتيب المؤسسات الرسمية المختلفة لذلك ,فحماس بنظر الكاتب هي المؤهلة لقيادة الدولة في المرحلة القادمة!!!,وفي ذات الوقت يطالبها بعدم إجراء المصالحة,ويحرض حماس على الانقلاب على السلطة في رام الله !!!..


بداية وقبل الشروع في الحديث عن هذه الدولة,وعما ورد في هذا المقال تشريحاً, لابد من طرح عدة اسئلة على السيد الكاتب :.


1-    ماهية هذه الدولة,هل هي دولة الجغرافيا,ام دولة السياسة,ام كلاهما معا؟؟.


2-    هل هي على جغرافيا غزة والضفة ,ام على جغرافيا غزة فقط ؟.


3-    هل هي دولة الانسان ام دولة السلطان ؟.


4-    هل الاعداد لهذه الدولة هو اعداد بنية فوقية ,ام تحتية؟.


5-    ما هي الاولويات للكاتب,هل هي الدولة,ام التحرير,ام المصالحة؟؟؟,.


6-    عن أي مسؤولية يتحدث الكاتب ؟.


7-    من هو الطرف الحقيقي الذي يمتلك مفاتيح القيادة ؟.


 


جميع هذه التساؤلات تقودنا  لاجراء محاولات لفك شيفرة وطلاسم التخبيص السياسي التي صدع به مقال الكاتب,كما وانه يقودنا لفك شيفرة المرفوض-الممنوع فلسطينيا,في التعامل مع مثل هذه القضايا,سياسيا ووطنيا .


عن أي مؤسسات يتحدث السيد الكاتب؟,وعن أي اعدادات- اهي مؤسسات الدولة في قطاع غزة,بشكل انفصالي,اذا كان كاتب المقال يعني مؤسسات الدوله في القطاع(مطار- معابر- وزارات- مقرات....),هذا اذا ما افترضنا بانها قائمة اساسا, فقد نسي الكاتب بداية,او قد تناسى بانها شيدت جميعا بايدي وسواعد رجالات ومناضلي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية,التي على رأسها حركة فتح,والتي هي الآن في جلها مدمرة بفعل العدوان والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة,التي استهلها الهالك شارون في العام 2002,فيما سمي بعملية(السور الواقي),وألحقها خلفه تدميرا في عمليه (الرصاص المصبوب) مطلع العام2009,وفي ذات السياق- اذا كان الكاتب واعيا لما يقول,ويعني دولة غزة,فهذا يعني بانه يقبل بدولة او بـ(امارة) كما يسمونها في شطر واحد من الوطن(غزة),ما يعني بانه تكريس وتنفيذ لمخططات الكيان الصهيوني الانفصالية,للتخلص من الحلم الفلسطيني والدولة الموحدة,وتنفيذا لحلم الهالك شارون في قذف قطاع غزة بما يعنيه جغرافيا وديمغرافيا وقانونيا للحضن المصري,والتي جسدها ذلك الهالك عمليا بقراره فك الارتباط مع غزة في العام 2005 ,وسوق له دوليا,وهنا يقع المحظور- الممنوع سياسيا ,الذي لطالما تحدثت عنه القيادة الفلسطينية,وعملت على منعه طوال الوقت,ورفضه الكل الوطني الفلسطيني كذلك,أما اذا كان الكاتب يعني مؤسسات الدولة في الضفة الغربية,فعليه الا ينسى كذلك بانها شيدت بسواعد رجالات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية القائمة,ولها خصوصية لا تقل عن خصوية المؤسسات في غزة,وانه قد دفع قادة عظماء فاتورة بقاء هذه المؤسسات, التي تعني الكيانية الفلسطينية دماء زكية لكي تبقى,وعلى رأسهم الرمز ياسر عرفات,مع الاشارة الى انها قد طالها الدمار بفعل العدوان الصهيوني2002,ولكنه اعيد ترميمها وتحديثها لاحقا ,من هنا يمكن القول بانه لا يتساوى حديث الكاتب عن تهيئة وترتيب  مؤسسات الدوله مع دعوتة للانقضاض على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية,وإحداث انقلاب على غرار ما حدث في قطاع غزة في العام 2007,فهذا يعني بداية بانه تأخير لحل الدوله الفلسطينية الموحدة مرة اخرى,واعطاء الكيان الصهيوني المبررات الاضافية للتحلل والتملص أكثر فأكثر من التزاماته السياسية تجاه العملية السلمية,هذا عدا انه دعوة مرة اخرى لاعادة انتاج فصول المواجهة الفلسطينية-الفلسطينية,وتحريض على إسالة الدم الفلسطيني,وهنا يقع المحظور-الممنوع فلسطينياً مرة أخرى,فعن أي شكل من أشكال الاستعداد يدعو الكاتب حركة حماس في المرحلة القادمة ,هل يدعوها للاستعداد للدوله بعد الانقلاب مرة اخرى,بممر جغرافي بين الضفة وغزة عبر الدول العربية كما ذكر !!!؟,وكيف تستقيم دعوته الاستعداد للدولة مع التحريض على عدم اجراء المصالحة,ومع اعادة مسلسل الانقلاب,واسالة الدم ؟؟؟,


منطق غريب وعجيب,يعكس ضحالة التفكير,وخباثة المقصد في ان واحد .


ان الحديث عن الدولة كما أسست له منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح يستند لأصول وفقه - اصول السياسة,وفقه استخدام ادوات هذه السياسة,كما انه يأتي بمنطق الفعل وليس الحلم,و يرتكز على أكثر من اساس,1- الجغرافيا(الاقليم) الموحد.2-السلطة الواحدة.3-المؤسسات.4- الشعب.,وهذه جميعها كل متكامل,لا يمكن فصل واحد عن الاخر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت