قد تبني صداقة مع أشخاص لم ترهم من قبل ويسكنوا بلادا بعيدة جداً عنك ( فلسطين) ويتكلمون لغة غير لغتك, سواء كانوا من مستخدمين شبكات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك - التوتير)، فوجود المئات من الأصدقاء على صفحتاكم يجعلنا نتساءل هل سيكون هؤلاء الأصدقاء الذين تخاطبونهم من خلف الكيبوردات عوناً لكم وقت الضيق؟؟ وهل هو بمنزلة أصدقائكم الذين تعايشوهم اجتماعياً؟؟.
ويرى الشاب همام صيام أن صديق الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي لن يكون وفياً كالصديق العادي الذي تراه وتعايشه اجتماعيا, كون جوانب شخصيته مجهولة بالنسبة لك ولم تختبر وفائه عملياً.
ويشير همام في حديثة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي إلى أن بعض الأشخاص على الانترنت يستخدمون شخصية غير شخصيتهم الحقيقية, ويحاولون إيهامك بأنهم محبين لك من خلال إظهار إيجابياتهم وأخلاقهم العالية وإخفاء سلبياتهم التي لا يعلمها إلا الله, مؤكداً أنه قد يقطع صداقته بشخص تعرف عليه عبر الانترنت واكتشف انه في الواقع إنسان أخر.
تقوى بالمعايشة
ويعتبر صيام أن الصداقة من أساسها لن تكون قوية وحقيقية إلا من خلال المعايشة لفترة, طويلة وهذا لا يأتي من خلال شخص تعرفت عليه من عالم واسع به المجهول أكثر من المعلوم كعالم الانترنت.
أما صاحب الأصدقاء الكثيرين الذين فاقو 1700عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الشاب داود موسى يوضح أن الإنسان لا يستطيع العيش بدون الصداقة التي تبني حياته الاجتماعية, معتبراً أن ما يجعل هذه الصداقة جميلة أن تكون مع شخص وفي لك وذات صداقة حقيقية يمكنك الاعتماد عليها.
ما يميز الصديق ...
ومن ووجهة نظر داود ما يميز الصديق العادي عن صديق الانترنت قربه منك ومعرفتك الكبيرة لكل جوانب شخصيته, بعكس صديق الانترنت الذي اعتبر انه في بعض الأحيان قد يبني لديك وهم عن شخصيته التي هي في واقعة قد تكون مختلفة, موضحاً أن التأكد من هذا يكون من خلال الزيارات وتبادل الاتصالات وصولاً للصداقة الفعلية.
ويضيف :" أنا لا أقول انه لا يمكن بناء صداقة جدية من خلال الانترنت بل هذا ممكن إن كانت النية صادقة من قبل الطرفين في بنائها وقد تصبح اقوي من الصداقات العادية", مؤكداً أن بعض الصداقات قد تبني لتحقيق شيء معين وبانتهائه تزول الصداقة.
يبقى صديق ...
لكن الشاب احمد هشام يقول :"إن الصديق يبقى صديق مهما بعد سوء عبر الانترنت أو واقع الحياة ولكن قوة الصداقة هي التي تختلف حسب معرفتك بالشخص"موضحاً أنه تعرف على أصدقاء عبر الانترنت والتقى بهم بنى معهم صداقة قوية.
ويؤكد أحمد أنه رغم إمكانية بناء صداقة قوية عبر الانترنت إلا أن صديق الانترنت والصديق العادي لا يمكن أن يتساويان فلكل منهم ما يميزه عن الأخر, فصديق الفيس بوك مثلاً إذا لم أتعرف عليه واراه واعرف كل شيء عنه لن اعتبره صديق بما للكلمة من معنى.
ويحب أحمد أن يتعرف يومياً على أصدقاء جدد خاصة ان الانترنت يفتح أمامك الحدود للتعرف على أشخاص من بلدان بعيدة, موضحاً ان مجرد التعرف عليهم لا يجعل منهم أصدقاء له, وأن الصداقة عنده تبنى بعدة مراحل لتصبح صداقة فعلية أولها الثقة بالشخص لتسمح له بالاطلاع على معلوماتك الشخصية.
وبين أحمد وهمام وداود وغيرهم من الشباب رغم قضائهم أوقات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أن التمسك بصدقات الانترنت بصورة كبيرة من شأنها أن تضعف العلاقات الاجتماعية وتدخل الإنسان إلى عالم قد يكون مختلف عن العالم الحقيقي.
تنميها الاستمرارية...
من جانبه يقول دكتور علم النفس والاجتماع بالجامعة الإسلامية بغزة وليد شبير :" إن الصداقات القوية والفعلية على مواقع التواصل الاجتماعي تكون مع الأشخاص الذين تربطنا بهم علاقات مباشرة ستكون صداقتنا معهم على هذه المواقع قوية.
ويوضح أن الاتصالات الغير مباشرة لا يمكن لها ان تصنع الصديق الفعلي إلا إذا دعمت بالاستمرارية وشملت التوافق في الأفكار والرؤى والأهداف بين الأشخاص المتصلين وهي ما تعرف بـ"حالات التعارف" التي تمهد لبنا صداقات يمكن الاعتماد عليها.
وعن إتاحة مواقع التواصل الفرصة لأي شخص ان يبني شخصية مختلفة عن واقعة يوضح شبير ان هذا وارد الحدوث وقد يبنى على نوع من الخداع بين الأشخاص المتصلين الذين يمكن ان يكونوا فريس لجهات مختلفة.
أما عن تأثير الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي والانغماس بين شبكات الصداقات المتفرعة أكد شبير أن التعلق الكبير بها قد يؤدي إلى حدوث فتور في العلاقات الاجتماعية للشخص سواء مع عائلته أو أصدقائه وقد تؤدي إلى بناء شخصيتين للفرد احدها قد تكون خيالة والأخرى واقعية.
ويلفت شبير إلى أن الارتباط الشديد الذي نشهده اليوم مع مواقع التواصل وخاصة الشباب يعود لمساحة الحرية الكبيرة التي تمنحها مواقع التواصل وخاصة بين الجنسين, مشيراً إلى أن الحرية المطلقة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الفساد.
وإن كانت مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة اجتماعية في حياة الفرد يرى هذا الأمر يعتمد على حاجة الفرد واستخدامه لهذه المواقع وليس بالضرورة أن يكون استخدامها لحاجة ملحة 100%.
وأشار شبير إلى أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة اليوم دفعت بالجميع نحو استخدام هذه المواقع ان لم يكن للإفادة منها سيكون بدافع فضول التعرف عليها, داعياً الشباب إلى إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة لله وتعريف العالم بالقضية الفلسطينية.
ضوابط للعلاقات ..
الداعية ماهر السوسي والمحاضر فى كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية يقول:" الإسلام وضع ضوابط للعلاقات ما بين الأفراد وهذه الضوابط تترتب حسب الصلة ما بين الأفراد نفسهم"، مبيناً أن الضوابط التي وضعها الإسلام بين الأخ والأخت من أب وأم تختلف عن العلاقات بين أولاد العم والخال.
وتابع :" أي إنسان لا يجوز شرعاً أن يقيم أي علاقة مع إنسانة لا تربطهم صلة قرابة، إلا في حالة الضرورة أن تكون زميلة عمل وتكون العلاقة في إطار العمل إذا كان هذا العمل مشروع"، مؤكداً بأنه دون ذلك لا يجوز إقامة علاقات لا عن طريق الوسائل الإلكترونية ولا حتى مباشرة.
ويوضح بأنه لا يمكن تجاهل المخاطر التي تسببها العلاقات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، منوها إلى أن العديد من النساء تعرضن لهتك عرضهن من خلال هذه الوسائل، مؤكداً أن الأخ والأخت الإلكتروني/ة قضية في الإسلام غير جائزة.
خطر إسرائيلي ...
وكشفت بعض الصحف العربية والدولية في وقت سابق جملة من الخفايا الخاصة بمواقع "التواصل الاجتماعي" قالت فيها أن جهات "صهيونية" تقف وراءه ، حيث نشرت صحيفة فرنسية ملفا واسعا تجاه هذا، مؤكدة بأنه موقع استخباراتي إسرائيلي مهم بتجنيد العملاء والجواسيس لصالح إسرائيل .
وتضمن ملف نشرته مجلة "لوما غازين ديسراييل" الفرنسية معلومات عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة، وقالت فيه :"إن هؤلاء يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها".
ونقل تقرير مجلة (إسرائيل اليهودية) التي تصدر في فرنسا الكثير من المعلومات السرية والهامة عن موقع ( الفيس بوك ) بعد تمكن المجلة من جمعها عبر مصادر إسرائيلية وصفتها المجلة بـ "الموثوقة".