قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن زيارته إلى بريطانيا وألمانيا وروسيا، تهدف إلى بحث ما يمكن فعله في حال فشلت اللقاءات الاستكشافية التي تجري في عمان بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف الرئيس عباس في لقاء مع برنامج "أصحاب القرار" بقناة روسيا اليوم،: " من حقنا القيام بحملة دبلوماسية، لكن أنا لا أقوم بالحملة من أجل أن أحاصر إسرائيل، أو من أجل أن أنزع شرعية إسرائيل، لا، أنا أريد أن أعيش مع إسرائيل، هناك فرق بين أن أنزع شرعيتها أو أحاصرها وبين أنني أريد أن أتعايش معها، أنا فعلا أريد أن أتعايش معها ولكن أريد أن أحاصر سياسة إسرائيل والاستيطان الإسرائيلي ".
وحول الـ21 بندا التي قدمها نتنياهو، أوضح الرئيس عباس "هذه الواحدة والعشرون نقطة هي عناوين، 21 عنوانا، 21 قضية... نحن نتفاوض حول عنوانين، الحدود والأمن، فلماذا يضع هذه... وأنا ليس من حقي أن أكشف لأن المفروض أنها سر، أما وأنه كشفها فأنا أقول نعم هذه عبثية ولا قيمة لها، ولا يجوز لرئيس وزراء أن يقدم هكذا عناوين، الحدود، الأمن، الدولة اليهودية... بمعنى أنه كلام لا يمكن للإنسان أن يفهم ما معناه، ماذا يعني بهذه الطلاسم، 21 طلسما، وتقول ها قد قدمت لك شيئا، ما الذي قدمته؟".
وفيما يتعلق بمناقشة عملية الاستيطان في مجلس الأمن في 24 من الشهر الجاري، قال الرئيس عباس:" آمل هذه المرة بألا تستعمل أميركا الفيتو. لأن أميركا هي الدولة العظمى في العالم، لا يجوز ـ بصراحة ـ أن تكون بهذا الانحياز لإسرائيل. نحن نحترمها، علاقتنا معها طيبة جدا، يساعدوننا جدا، لنا تمثيل رسمي مكتب المنظمة في واشنطن، وزيارات متبادلة رسمية من رؤساء أمريكان. ولكن أحيانا نشعر أنه فيما يتعلق بهذه القضية ينحازون لإسرائيل. لماذا؟ لا أعرف ".
وفي تعقيبه على قيام إسرائيل باعتقال النائب عزيز الدويك، أشار إلى أن " إسرائيل اعتقلته أكثر من مرة، ولا أدري ما هو السبب. فهو اعتقل وخرج، ثم اعتقل وخرج أو أخرج، ولا يوجد أي سبب ما بين الاعتقالين ليقال إنه ارتكب... وليس قبل ذلك فأنا غير مقتنع بأن العزيز الدويك ارتكب جرما يعاقب عليه القانون إطلاقا، وأقول بصراحة هذا اعتقال تعسفي ولا أساس قانوني له إطلاقا ".
وحول الربيع العربي قال الرئيس عباس " ما زال الوضع العربي للآن غير واضح، بمعنى يحتاج إلى وقت. هناك إرهاصات هنا وهناك وهناك ثورات بالتأكيد، ولكن حتى الآن الدول نفسها التي نتعامل معها أو التي نتمنى أن نستفيد من التغييرات فيها، لم تنهض بعد، ما زالت تعاني. إنما من حيث المبدأ نحن نعتقد تماما أن الشعوب العربية التي وقفت مع القضية الفلسطينية هي نفس الشعوب العربية الموجودة حاليا والتي لم تتغير، تغيرت وجهة نظرها بالنسبة لحكامها، وهذه مسألة داخلية نحن لا نتدخل بها، إنما بالنسبة للقضية الفلسطينية أعتقد أن الشعوب لم تتغير وبالتالي سيبقى موقفها كما هو ".
ولفت الرئيس إلى أن القيادة الفلسطينية له علاقة طيبة مع الأمريكان ومع الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون.
وأكد ان القيادة الفلسطينية تسير في خطوات تشكيل حكومة الوفاق الوطني قائلاً " اتفقنا على أشياء كثيرة، ولاحظتم في القاهرة أن هناك تقدماً ملموساً سياسياً. ما هو؟ أن حماس وافقت على أن تكون الهدنة ليس في غزة وإنما في الضفة الغربية، ووافقت أيضاً على أن المقاومة مقاومة سلمية شعبية، وليس عسكرية. وافقت على حدود 67، ووافقت على انتخابات في الشهر الخامس القادم. إذا هناك تقدم، الشيء الآخر أن اللجان تعمل بسرعة من اجل إنضاج هذه المصالحة، فالمصالحة لم تفشل والحكومة حكومة انتقالية ".