قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!/طلعت الصفدي

بقلم: طلعت الصفدي

وفاء للشهداء ورفضا للمماطلة في تطبيق الاتفاق ألتصالحي اقرعوا الطناجر والطبول في الأول من شباط فبراير 2012


قرع الطناجر ولا ... ولا حكم القهر فينا!


 


لقاءات وحوارات مكوكية، مصرية وفلسطينية من قوى سياسية يسارية، ومكونات شبابية ومجتمعية وعربية لإغلاق ملف الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ومناكفات وهروب من المصالحة بفعل حركات سياسية فلسطينية، ومجموعات المصالح الاستثمارية والأصولية،وبتحريض من عرابي التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية العربية، وبتزايد الضغوط الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية لمنع المصالحة وحماية أمن إسرائيل، وإعادة المفاوضات  الكاذبة والاستكشافية .               

لقاءات فوق البنفسجية وتحت الأشعة الحمراء، وثرثرة وضحكات تبان الأسنان الفاقعة والصفراء، وفضائيات تمضغ اللبان والعلكة مشغولة بتوتير الأوضاع في سوريا ومصر، تصريحات باردة وحارة كحرارة القدس، وكأن البعض لا يريد أن يصلي في المسجد الأقصى حتى لا يلتئم الوطن الجريح، وفود المصالحة من دمشق وبيروت وعمان والضفة الغربية وغزة، ومواقع اللجوء، في خضم عذابات الوطن، وتردي الأوضاع المعيشية للجماهير المسحوقة من العمال والفلاحين والشبيبة والمرأة والفقراء، واغتصاب حقوق المواطن والشهداء والمعتقلين ودعوات لتجديد الحوار الشامل، وصرخات لمنع المحاصصة، كأن الحوارات ليست شاملة وكاملة، وكأن حركتي فتح وحماس ليستا مسئولتين عن الانقسام وتعثر تطبيقه حتى الآن، ويبدو أن الدائرة بحاجة لحضور مشايخ الأباليس والشياطين لعلهم يفكون الرموز والأحاجي، كأن الشعب الفلسطيني الذي ينتظر تنفيذ الاتفاق لا يعرف، لا يفهم، لا يسمع، لا يرى، لا يشم مجموعات المصالح التي تكرشت بطونها، وتلغلغت رقابها من شدة تخمة المال والحسابات الجارية والتهرب الضريبي، فالقادة ملهيون بترتيب أوضاعهم المالية والأمنية والمواقعية، والاحتلال يشمر عن أنيابه يهضم الأرض بمعدته، ويعتقل القدس والنواب والمناضلين، والمستوطنون يسرحون تخريبا وتجريفا للأرض وتقطيعا لأوصالها وأشجارها، وحكومتا الهم تبحثان عن خراب البيوت، والتقاعد المبكر، وملاحقة الغلابا في قوتهم بالكاد يستجلبونه من فم التماسيح!!!



وبرغم الروح الجديدة التي برزت في اللقاءات الأخيرة التي عقدت في القاهرة يومي 20و22 ديسمبر 2011، باتجاه لي ذراع الانقسام، واعتبار المصالحة قرارا استراتيجيا، والمشاركة الايجابية لحركتي حماس والجهاد في القيادة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني التي شطبت كل محاولات البحث عن بدائل لها، وأسقطت أية ادعاءات بأن الرئيس أبو مازن ليس رئيسا للشعب الفلسطيني.
ومع توافق البرامج السياسية المعلنة، وحق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين في العودة لديارهم طبقا للقرار ألأممي 194، واعتماد المقاومة الشعبية كأحد الخيارات الهامة في هذه المرحلة، ورفض العودة للمفاوضات إلا بوقف كامل للاستيطان، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية كمرجعية لها، ووفق فترة زمنية محددة، وتثمين التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومع تعدد التفاهمات بين كافة القوى السياسية لمواجهة العدوان والحصار المتواصل على شعبنا، وتشكيل اللجان المختلفة فلم يحس المواطن ولم يلمس، أية تغير في سلوك المسببين للانقسام، بل زادت الاعتقالات، وتصاعدت موجات التعديات على المواطنين والحقوقيين، وارتفعت حدة وحرارة التصريحات والمناكفات بينهما، مما خلق خوفا وتوترا على مصير المصالحة، وأدى إلى فقدان ثقة الجماهير بالقيادتين، وبباقي القوى التي لم تنجح حتى الآن في التأثير المباشر عليهما.   


                

لقد تأكد للجماهير، بأن مجموعات المصالح التي تمتلك مفتاح السلطة والمال في الضفة الغربية وقطاع غزة ، تتربص بالمشروع ألتصالحي، ولم يعد يهمها الوطن، ولا أمن المواطن وكرامته، فتحولت مصالحها إلى موانع تعيق وتعطل وتعرقل المصالحة...... ولهذا لا بد من الحركة الجماهيرية والاحتجاج بكل الوسائل السلمية والديمقراطية، ورفع الصوت عاليا فالخوف هزيمة، والصمت على ما يجري قاتل، ولا عودة إلى الصراعات الداخلية، وبضرورة تشكيل رأي عام فلسطيني، ورقابة شعبية عبر تشكيل لجان في كل محافظة وقرية وحي للضغط من أجل تنفيذ الاتفاق، وتعرية لكل شخص أو حركة أو تنظيم يعمل على تعطيله، ويأتي الاحتجاج بقرع الطناجرالساعة السابعة من مساء 1/2/2012 في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حملة الوفاء للشهداء والمعتقلين، ولكل ما هو وطني وديمقراطي بهدف تطبيق اتفاق المصالحة قبل أن يعتريه العطب والتسوس، ولضمان الحريات ووقف التعديات على المواطنين، فشعبنا الفلسطيني أبو الثورات والاحتجاجات الجماهيرية ليس أقل وطنية وجرأة من الشعب المصري والسوري واليمني والتونسي، وتاريخ شعبنا الكفاحي والانتفاضي ضد المحتلين وكل الغزاة يؤكد على ذلك، وما الانتفاضة الكبرى عام 1987 إلا دليل على المخزون الثوري لشعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتهم شبابنا وشاباتنا الذين يمتلكون المعرفة ولم يلحقهم التشويه السياسي والفكري.                            

طلعت الصفدي                 

غزة – فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت