ماذا يحمل الشتاء لمزارعي غزة ؟

يستبشر المزارع منتصر عياد وغيره من المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة بفصل الشتاء لما يحمله من أمطار  تفيد وتغذي التربة والمزروعات, إلا أن استبشار عياد يعكر صفوه ويجعله وأقرانه في حالة تخوف من تعرض مزروعاتهم لموجات الصقيع التي يحملها فصل الشتاء مما تسبب في بعض الأوقات إلى تدمرها.


 


ويقول عياد في حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي :" استبشر المزارعين بالخير نتيجة الأمطار،ما يجعلنا في حالة ترقب لمزروعاتنا من خطر الصقيع والرياح القوية التي تؤدي إلى إبطاء نموها"، معتبراً أن موجات الصقيع هي الأخطر على النباتات المكشوفة والمغطاة بالبيوت البلاستيكية المعرضة دائماً إلى التمزق بسبب الرياح القوية. 


الأكثر تأثراً...


ويعتبر المزارع إياد السلاخي أن "البطاطا والبندورة" الأكثر تأثراً بموجات الصقيع وغيرها من النباتات المكشوفة قليلة العمر في الأرض, موضحاً أنه بمجرد نزول موجات الصقيع على المنطقة وتكوينها الثلوج على أوراق النبات تصبح معرضة بمجرد طلوع الشمس للذبول لتبدو كأنها تعرضت للحرق وتموت في معظم الأحيان.


 


ويوضح السلاخي أن الرياح لها دور فتاك في تدمير بعض النباتات "كالباذنجان" وتؤدي إلى تكسر أوراقة وأغصانه وإيقاف نموه لفترة, موضحاً أن بعض النباتات يمكنها تحمل موجات الصقيع والرياح وتأثيرها عليها قليل كالأشجار المعمرة والنباتات ذات الجزع القوي.


المتنبئ بالأرصاد ...


ويطمئن المتنبئ بالأرصاد الجوية قصي حلايقة المزارعين بأن الأيام القادمة لا تحمل في طياتها أي خطر كبير من احتمال تكون الصقيع, عدا البعيدة عن البحر والمكشوفة خلال ساعات الليل والفجر, موضحاً أن عوامل تكون الصقيع هي صفاء السماء وارتفاع الغيوم وفقدان الإشعاع الحراري إضافة إلى سكون الرياح والانخفاض الكبير لدرجات الحرارة.


 


ويستذكر المزارع سعيد أبو صقر تعرض القطاع لموجة صقيع قوية قبل سنوات أتت على معظم المحاصيل الشتوية, مشيراً إلى أن المزارعون يتابعون باستمرار أحوال الطقس والأمطار والمنخفضات التي يتعرض لها القطاع, إلى جانب التعليمات التي تصدرها وزارة الزراعة ليحموا مزروعاتهم من موجات الصقيع وأي خطر قد يحدق بها.


حلول ولكن...


وعن جهد المزارعين في تحصين مزروعاتهم يقول المزارع جميل أبو زور:" إن المزارعين لا يوفرون أي جهد في ذلك كون الزراعة مصدر رزقهم عيشهم بكافة الطرق سواء باجتهادهم أو بإرشاد من قبل الوزارة ", منوهاً إلى أن الخسائر المادية دائماً ما تقع على المزارع.


 


ويشير إلى أنهم أتبعوا بعض الطرق التي ساهمت بجزء من الحل كحرق إطارات السيارات وإشعال النيران حول المحاصيل للعمل على إذابة الصقيع المتكون على النباتات, إضافة للف جذوع الأشجار الصغيرة بقطع من القماش, مؤكداً أن تعرض النبات لموجات الصقيع يؤدي إلى تقليل إنتاجه وبالتالي ارتفاع أسعار الخضروات.


 


من جانبه يؤكد مدير عام التربة والري بوزارة الزراعة بغزة نزار الوحيدي لمراسلنا على ضرورة الاحتياط من خشية تكون الصقيع يكون مرافق للوزارة والمزارعين خلال موسم الشتاء, وخاصة من فترة 11يناير وحتى نهاية فترة شهر آذار وهي الفترة التي يكون من المحتمل فيها تكون الصقيع.


 


ويوضح أن الصقيع نوعان هما الإشعاعي والموجات الباردة, مشيراً إلى أن المناطق المعرضة للصقيع أكثر من غيرها هي الواسعة والمكشوفة والمنخفضة, مؤكداً على أن وزارته تتابع المزارعين بتقديم الإرشادات والدورات التوعية كإشعال النار حول المحاصيل كأحد الحلول الفعالة, إضافة للمعلومات المنشورة على موقع الوزارة الالكتروني.


 


وأشار إلى أن النباتات التي تزرع داخل الدفيئات الزراعية وتحت البيوت البلاستيكية تكون أكثر عرضة للضرر في حالة تكون الصقيع من المزروعات المكشوفة لأنها تزرع في غير موسمها.