مؤتمر "هرتسيليا " لذبح فلسطين/د. فايز أبو شمالة

بقلم: فايز أبو شمالة

لا يختلف عاقلان بأن مؤتمر "هرتسيليا" الذي يعقده مفكرو وقادة الكيان الصهيوني سنوياً، يهدف إلى تعزيز الإستراتيجية الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تمد الكيان بمقومات النهوض، ومواصلة ذبح فلسطين، وتمزيق العرب والمسلمين، إنه المؤتمر المخصص لرسم السياسات المستقبلية بعد أن يقيم بشكل شمولي المرحلة، هذا المؤتمر يخدم اليهود بشكل خالص مخلص، وهو ضد العرب بشكل خالص مخلص، وعليه فإن كل مشاركة عربية في مؤتمر "هرتسيليا" هي دعم مطلق لليهود، وهي معاداة صريحة للعرب المسلمين.


 


 سنة 2000 عقد أول مؤتمر في هرتسيليا، ولم يشارك فيه أي عربي، وفي سنة 2001، وفي سنة 2002، أيضاً لم يشارك أي عربي في المؤتمر اليهودي الخالص، وفي سنة 2003 شارك اثنان من عرب 48 المرتبطين مباشرة بمصالح مالية وحياتية مع اليهود، ولكن الصدمة كانت في سنة 2004، عندما شارك السيد ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لقد شارك في أعمال مؤتمر "هرتسيليا"، الهادف إلى مواصلة التوسع الاستيطاني وطرد الفلسطينيين، لقد شارك السيد ياسر عبد ربه في المؤتمر في عز انتفاضة الأقصى، وفي ذروة حصار رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات، وقبل تصفيته بفترة وجيزة.


 


سنة 2005 لم يعقد المؤتمر، ولكن في سنة 2007 شارك في المؤتمر اليهودي، ولأول مرة السيد سلام فياض، رئيس حكومة رام الله، وفي سنة 2010 عاود السيد سلام فياض الكرة، وشارك مرة أخرى في مؤتمر هرتسيليا، وألقى فيه كلمة، لتبدأ بعد ذلك المشاركة العربية الواسعة، حتى صار عدد المشاركين العرب في مؤتمر هرتسيليا للعام الماضي، 16 مشاركاً.


 


 سنة 2012، وفي عز الربيع العربي، سيشارك في المؤتمر السيد صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية، وسيشارك في المؤتمر اليهودي الأمير حسن بن طلال، ورياض الخوري من عمان، وسلمان الشيخ عن معهد "بروكنز" في الدوحة، وأيان حرسي علي من الصومال!.


 


مؤتمر هرتسيليا لهذا العام سينعقد تحت مسمي" في عين العاصفة" إسرائيل والشرق الأوسط، ومن المؤكد أنه سيتناول بالدراسة والتحليل والاستنتاج الآثار السلبية للربيع العربي على مستقبل الكيان الصهيوني، ومصير سكانه في المنطقة!


 


لا يكفي شجب المشاركين في مؤتمر هرتسليا، ولا تكفي إدانتهم عبر وسائل الإعلام،  بعض المشاركات الفاضحة يجب التعامل معها بشكل يليق ببلادة صاحبها، ويليق بقداسة القضية العربية التي ضحى من أجلها الشرفاء بدمائهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت