جدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل التأكيد على موقف حركته الرافض لمشروع التوطين والوطن البديل قائلا إن"الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".
وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقب لقائه العاهل الأردني في العاصمة عمان، اليوم الأحد، إن حماس حريصة على أمن الأردن, واستقرار الأردن فوق كل شيء، مثمنا موقف الملك عبد الله الداعم للقضية الفلسطينية.
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحماس أن اللقاءات التي جرت في عمان هذا اليوم، "فاتحة خير وطيبة على الشعب الفلسطيني".
وأعلن مشعل أن هناك لقاءات قادمة مع المسؤولين في الأردن ستفتح صفحات طيبة وتخدم القضية الفلسطينية, مؤكدا على أن زيارته للأردن تشكل "عهدا جديدا بين حماس وعمان".
وكان خالد مشعل قد وصل إلى العاصمة الأردنية بصحبة ولي عهد قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في زيارة هي الأولى منذ أكثر من عقد, وتعتبر نقطة تحول في العلاقات بين الأردن وحماس.
وأكد صلاح البردويل القيادي في حركة حماس على أن زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إلى الأردن تأتي في سياق تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته الأردن بطرد قيادات الحركة قبل أعوام عدة.
وقال البردويل في تصريح لـ وكالة قدس نت للأنباء, " الاتصالات بدأت مع حماس منذ فترة والأردن هي من بادرت بالاتصال بنا ", مشيراً إلى ان ما جرى مع حماس من إبعاد لقياداتها خطأ تاريخي وقانوني.
ولفت البردويل إلى أن تلك الزيارة تعد زيارة تصحيح أخطاء, لأن الشعوب العربية غير راضية عن الأسلوب الذي تتبعه حكوماتها, كما أن الأردن عمق القضية الفلسطينية, مؤكداً أن مثل هذا الجدل ساهم في تغيير نمط الحكومة.
وأضاف"إننا نأمل أن يتم التعامل معنا كباقي الفصائل الفلسطينية المنتشرة في الأردن لإعتبارنا أحد الفصائل العاملة في الأراضي الفلسطينية."
وكانت عمان وعلى اثر تدهور في العلاقات مع حماس، أبعدت خمسة من قادة هذه الحركة الاسلامية بينهم مشعل من الأدرن إلى قطر في 1999 قبل أن يستقر مشعل في سوريا.
لكن مشعل توجه مرتين إلى عمان منذ ابعاده، الأولى في آب/اغسطس 2009 من اجل المشاركة في تشييع جنازة والده عبد الرحيم مشعل الذي توفي في الأردن عن 91 عاما والثانية لعيادة والدته المريضة في ايلول/سبتمبر الماضي.
وشهدت علاقة الأردن مع حماس مزيدا من التوتر العام 2006 عندما اتهم الأردن الحركة بتهريب الأسلحة من سوريا إلى أراضيه.
وتعرض خالد مشعل لمحاولة اغتيال بالسم قام بها الموساد الإسرائيلي في عمان العام 1997, وهددت في حينها الأردن بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية إذا لم توفر الترياق الذي أنقذ حياة مشعل لاحقا.