أعرف منظمة تحريرك، وقرر مصيرك/د. فايز أبو شمالة

بقلم: فايز أبو شمالة

افرح أيها الفلسطيني، وارقص طرباً، فقد منحك الله قيادة سياسية من الذهب الخالص، قيادة يرتفع سعرها كلما انخفضت قيمة الرواتب المصروفة بالشيكل، افرح أيها الفلسطيني، وإن ضاقت عليك مساحة الفرح المصطنع، فالطم خديّك، واصرخ، وأنت تقرأ تصريحات مكثفة ومهددة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تصريحات سأوردها نقلاً عن وكالة معا للأنباء.


 


1ـ يقول السيد غسان الشكعة: إن اجتماع اللجنة التنفيذية الذي سيعقد يوم الاثنين سيكون حاسما في قراراته، وسيبحث لقاءات عمان، وما تمخض عنها من نتائج، وإن بعض الإخوان في التنفيذية سيقدمون اقتراحات للخطوات التي ستتخذها القيادة والمنظمة في الفترة المقبلة"!


يا لعار القرار، بعد عشرين عاماً من المفاوضات وخراب الديار، سيقدم بعض القادة اقتراحات للخطوات التي سيتخذونها في الفترة المقبلة! فأي مسخرة سياسية هذه؟ وأي هناء سينزل على رأس الصهاينة، حين تبدأ قيادتنا في دراسة اقتراحات الخطوات التي ستتخذها؟


 


2ـ تقول د.حنان عشراوي: إن اجتماع اللجنة سيتضمن في جدول أعماله مفصلين؛ أحدهما ما نتج عن لقاءات عمان، والخطوات التي سيتم اتخاذها مستقبلا، وأبرزها التوجه إلى الأمم المتحدة، فيما سيتناول المفصل الثاني المصالحة الفلسطينية وما وصلت إليه.


رغم فشل تجربة أيلول الماضي، فإن التوجه إلى الأمم المتحدة هو أبرز الخطوات المستقبلية! ثم تأتي المصالحة الفلسطينية التي صارت هدفاً في حد ذاتها، ومخرجاً للقيادة من ورطتها، فما الجديد في الساحة السياسية، طالما ينتظركم الفيتو من الصديق الأمريكي؟!


 


3ـ السيد واصف أبو يوسف يقول: إن حكومة الاحتلال هدفت من وراء هذا التهرب والتسويف، التفاوض من اجل التفاوض للاستفادة من الوقت لتكريس نهج الاستيطان والتوسع الاستعماري لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية. الغريب، أن د. عشرواي قالت أيضاً: إن إسرائيل كانت بحاجة للمفاوضات كغطاء لاستمرار سياسة التهويد والاستيطان بالقدس والضفة الغربية، والمفاوضات كانت آلية وليست هدفا للحكومة الإسرائيلية.


            فطالما كان لديكم هذا الوعي السياسي، والدراية الفكرية بالصهاينة، فلماذا وفرتم يا قيادة فلسطينية الغطاء لإسرائيل كي تواصل تهويد القدس؟! وما جزاء من يفعل ذلك منكم عن وعي ودراية؟ بما تحكمون على أنفسكم يا قيادة وفرت لعدوها الوقت للتوسع الاستيطاني؟


 


4ـ أما السيد عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فيقول: إن المطلوب بعد فشل اللقاءات الأخيرة موقف فلسطيني عربي موحد، مشيرا إلى مجموعة اقتراحات يجري دراستها لمجابهة الجمود في عملية السلام. وهنا يمكن القول لجميع القادة: ادرسوا، وهددوا إسرائيل بالتوجه إلى الأمم المتحدة، هذا ما تبقى لكم، وإن تجرأتم، فشجعوا بعض المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية للاعتصام في ميدان المنارة في رام الله، احتجاجاً على تهويد القدس!.


 


5ـ من المؤكد أن باقي أعضاء اللجنة التنفيذية لا علم لهم بما يجري في الساحة الفلسطينية، وهم في غفلة سياسية واجتماعية عما يدور من أحداث تعصف بالمنطقة، والدليل على ذلك بيان اللجنة التنفيذية الذي صدر بعد الاجتماع الموعود، بيان القيادة الذي يحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن فشل لقاءات عمان بسبب إصرارها على مواصلة الاستيطان ورفضها حل الدولتين.


 


لما سبق أقول: هل عرفت أيها الفلسطيني قيادة منظمة تحريرك؟ أعرفت لماذا لم يقرر حتى اليوم مصيرك؟ ومتى ستصرخ أيها الفلسطيني، وتختار عن وعي طريقك؟ فأنت أنت الفلسطيني الذي خدعوه، وتحايلوا عليه، وظلموه، وانقضوا عليه خلسة، وافترسوه، وانفضوا من حوله، وتآمروا على أرضه، وطردوه، أنت أيها الفلسطيني من اتهموه بأنه باع وطنه لليهود وخان، وأن لا طاقة له بقتال الصهاينة الشجعان، وأنه شعب يصفق للرئيس، ذليل جبان!


 


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت