صـور: خطر يحدق بالطلبة المقدسيين في السنوات القادمة

 


ليست بجديدة سياسة التمييز والتهميش والإهمال والتجهيل التي تتبعها بلدية الاحتلال الإسرائيلي ودائرة معارفها في مدينة القدس اتجاه مدارس القدس الشرقية(..)، فمع قدوم فصل الشتاء تزداد معاناة الطلبة في مدرسة سلوان الابتدائية (المختلطة) بمنطقة "العين الفوقا" في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك.


 


وتفتقر المدرسة في ظل التهميش الإسرائيلي للبني التحية، والتدفئة، وتظليل الساحة لتحمي الطلبة من أمطار الشتاء وحر الصيف، وبناء أسوار إستينادية، بالإضافة لبناء مراحيض، كما أنها تفتقر للمكتبة، وأجهزة الحاسوب، وملعب لممارسة الرياضة، عدى عن ذلك انقطاع التيار الكهربائي المتواصل في المدرسة.


 


ويقول فارس الخالص رئيس لجنة أولياء الأمور في مدرسة سلوان الابتدائية ( المختلطة)، في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء إن "المدرسة عبارة عن ثلاثة صفوف من الصف الأول حتى الصف الثالث وتضم نحو مئة طالب/ة من أحياء البلدة، مساحتها500 متر مربعوتم تأسيسها ما بين عام 1917- 1920، وفي عام 1982 وتم بناء مدرسة أخرى  في منطقة بير أيوب لاستيعاب طلبة أحياء البلدة، إلا أن المدارس في القدس الشرقية تنقصها الصفوف".


 


ويؤكد الخالص على مدرسة سلوان منذ عام 1982 لم يتم صيانتها من ناحية البنية التحتية وإنما اكتفت بلدية الاحتلال ووزارة المعارف بطلي الجدران ( بالدهان)، وذلك رغم انتشار الرطوبة داخل الصفوف، مما يتسبب  بسقوط  أتربة الجدران على رؤوس الطلبة أو أعينهم خلال ساعات الدراسة.


 


الإهمال المزمن..


هذا وقررت اللجنة المركزية لأولياء الأمور في مدارس سلوان تعليق الدراسة حتى إشعاراً آخر وذلك حفاظاً على سلامة الطلبة بسبب انقطاع الكهرباء عدة مرات خلال فصل الشتاء, مؤكدة على أن  هذا القرار صعب لاسيما وأن الطلبة يقدمون في هذه الأوقات امتحانات الفصل الأول لهذا العام.


 


ودعت اللجنة إلى تصليح الكهرباء ومعالجة أسباب انقطاعها جذريا لتعيد النظر في قرار تعليق الدراسة، موضحة بان سبب كل هذه المشاكل هو "الإهمال المزمن".


 


وتساءلت اللجنة بالقول، أين الإخلاص في العمل؟ وأين الذين أشبعونا كلاما بأنهم يريدون مصلحة طلابنا؟، وهل لو كانت المدرسة في القدس الغربية أو أي مكان آخر يسكتون طوال هذه المدة، ولماذا لا تكون الصيانة خلال العطل المدرسية؟.


 


ويلفت الخالص إلى عدم  الاهتمام ببناء سور استنادي حول المدرسة للحفاظ على حياة الطلبة وخاصة بان المدرسة تقع بين جبلين في البلدة، وفي حال تم هطول أمطار غزيرة تؤدي إلى تدحرج الحجارة باتجاه مبني المدرسة مما يشكل خطورة على حياة الطلبة.


 


ويوضح الخالص بان المدرسة بحاجة لأكثر من مرحاض، وفي السابق تم إغلاق حمام خارجي، وتم بناء مرحاض داخلي بين صفين والصف الثالث منفصل عنهم مما يضطر الطالب/ة  في فصل الشتاء بالتوجه للمرحاض تحت (مزاريب المياه)  دون تظليل ساحة المدرسة لحمايتهم من برودة وأمطار فصل الشتاء وحرارة فصل الصيف، كما يتعرض الطلبة لأمراض عدة بسبب هذا الإهمال الواضح.


 


ويضيف أن"ساحة المدرسة خطرة بسبب وجود قضبان الحديد، بالإضافة لعدم وجود بوابة رئيسية عند مدخل ساحة المدرسة مما يتسبب لا سمح الله بتعرض الطلبة أثناء ذهابهم وإيابهم للمدرسة لحادث سير بصورة مفاجئة خلال قطعهم للشارع، مشيرا إلى أن المنطقة تتعرض لعدة حفريات من قبل بلدية الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، علماً بانها محاطة بأسلاك حديد يمنع الطلاب من الاقتراب منها.


 


فصل السياسية عن التعليم..


ونبه رئيس لجنة أولياء الأمور في مدرسة سلوان الابتدائية ( المختلطة) فارس الخالص إلى أن أثاث المدرسة قديم جدا وغير صالح للطلبة، ولا يوجد أجهزة حاسوب، ومكتبة خاصة، ولا تدفئة مركزية، مشيرا إلى أن المميزات المتاحة والميزانيات المخصصة للطلبة اليهود في القدس الغربية أكثر بكثير من مدارس القدس الشرقية من خلال وتأمين وسائل مواصلات، ووضع تدفئة مركزية داخل الصفوف، وتوفير لهم أماكن للعب، بالإضافة لأجهزة الحاسوب، ومكتبة خاصة في المدرسة.


 


ويشدد الخالص على أن سياسة التمييز واضحة, فلم يتم بناء طابق آخر لاستيعاب الطلبة في المدرسة, لاسيما وأن سياسية البناء في بلدة سلوان معقدة، ملفتا إلى أنه خلال الاجتماع الأخير بين لجنة أولياء الأمور وموظفي إدارة المعارف تم الاتفاق على ترميم المدرسة خلال عطلة الصيف  المدرسية.


 


ويطالب الخالص بلدية الاحتلال ووزارة المعارف بفصل الأمور السياسية عن الأمور التعليمية اتجاه الطلبة العرب في القدس الشرقية لأنهم ملتزمون في تعليمهم وخاصة بان المواطنين يدفعون كافة حقوقهم المستحقة سواء من خدمات التعليم من البني التحتية، الصحة, داعيا إلى العمل على تجهيز خطط مستقبلية لبناء مدارس بما يتناسب مع نسبة النمو السكاني الطبيعي في القدس الشرقية لسد الفجوة الكبيرة في نقص الغرف الصفية.


 


ويوضح الخبير المقدسي المختص بشؤون التعليم راسم عبيدات بان المدارس الحكومية التابعة لبلدية الاحتلال ودائرة معارفها في مدينة القدس هي 52 مدرسة يتعلم فيها 41200 طالب/ة، وتشكل بالنسبة المئوية 48،5 % من مجموع الطلبة الذين يتعلمون في مدارس القدس.


 


ويقول عبيدات في حديث لمراسلة قدس نت إن "المأساة  تتعلق بان هناك نقص كبير في عدد الصفوف المدرسية يصل إلى أكثر من 1200 غرفة صفية، والمسألة ليست مقتصرة على ذلك، فالبلدية من مجموع غرفها الصفية البالغة 1352 غرفة صفية هناك 656 غرفة صفية مستأجرة تفتقر إلى شروط الصحة والسلامة، وكذلك غير مصممة ومجهزة كغرف دراسية، وهي تفتقر إلى البنية التحتية والبيئة التعليمية وفي أكثر من مدرسة هناك غرف صفية آيلة للسقوط وتشكل خطر جدي على حياة الطلبة.


 


خطر جدي..


ويتابع عبيدات حديثه:" ناهيك عن استخدام الملاجئ كغرف صفية والاكتظاظ الشديد فأكثر من 40 طالب في الصف الواحد, في حين تفتقر هذه المدارس للمكتبات والمختبرات العلمية والمحوسبة وعدم وجود ملاعب وساحات عامة، مشيرا إلى أن كل ذلك يرفع من نسبة التسرب في المدارس والتي تصل إلى 16 % في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وتصل في المرحلة الثانوية (حسب اعتراف المصادر الإسرائيلية نفسها) إلى 50 %.


 


ويؤكد الخبير المقدسي عبيدات على أن هناك خطر جدي على الطلبة المقدسيين في السنوات القادمة من حيث زيادة نسبة التسرب من المدارس, محذرا من تعميم ثقافة التجهيل بين الطلبة كسياسة عامة لحكومة الاحتلال، والدفع بالطلبة المتسربين إلى سوق العمل "الأسود" الإسرائيلي أو الانحراف إلى المخدرات والمشاكل الاجتماعية".


 


ويقول عبيدات إن "الخطر الجدي الذي يتعرض له طلبتنا في هذا الجانب هو من المناهج المحرفة والمشوهة التي تفرضها بلدية الاحتلال ودائرة معارفها على الطلبة الفلسطينيين." مشددا على أن كل ذلك استهداف للوعي الفلسطيني وللذاكرة الجمعية والعبث بالتاريخ والجغرافيا الفلسطينية والعربية وضرب الهوية والانتماء الفلسطيني."


 


ويحذر عبيدات قائلا إنه "يتوقع أن تتفاقم المشكلة في السنوات القادمة خاصة وأن الاحتلال لا يوفر الأبنية المقدسية التي تلبي الحدود الدنيا للزيادة الطبيعية للسكان،وبالتالي يضطر الكثير من أهالي الطلبة لنقل مركز حياتهم خارج حدود ما يسمى بلدية القدس،ويحقق الاحتلال هدفه في تفريغ المدينة من سكانها العرب المقدسيين.