تحذيرات من استمرار تصعيد السياسية الإسرائيلية في القدس

 


حذرت شخصيات وطنية ودينية وهيئة العمل الوطني والأهلي في القدس المحتلة، اليوم الخميس، من استمرارية وتصعيد السياسة الإسرائيلية العنصرية ضد المقدسات الإسلامية والشخصيات الوطنية والمؤسسات الفاعلة في مدينة القدس وهدم للمنازل وتشريد سكانها.


 


وقالت الشخصيات في مؤتمر صحفي عقد بخيمة البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى، إن "التصعيد المستمر  سيفجر الوضع في مدينة القدس، محملين إسرائيل المسؤولية الكاملة أمام التداعيات المترددة من قبلهم  وأن هذا السلوك قد ينجم عنه تداعيات أخرى في مدينة القدس"، مؤكدين بالقول:" إذا ظن الإسرائيليون بان المقدسيون قد استسلموا لهذه السياسة فهم مخطئون."


 


وأكد مفتي القدس الشيخ محمد حسين خلال كلمته على أن خطف النواب وإغلاق المؤسسات وهدم البيوت وملاحقة الشخصيات لا يخدم إلا المصلحة الإسرائيلية، ويعرقل تقديم الخدمات اليومية إلى المجتمع المدني المقدسي.


 


وأوضح الشيخ حسين في تعقيبه على التحريض الاسرائيلي ضده بان الإسلام يدعو للمحافظة على نفس الإنسانية  واحترام حقوق الإنسان ولا يدعو إلى القتل، مطالباً إسرائيل  باحترام الديانة والشخصية الفلسطينية في هذه الأرض كون أن سلطة الاحتلال لا تحترم حتى القانون الدولي الذي يفرض على المحتل أن تحافظ على حقوق المدنيين العزل.


 


بهجمة غير مسبوقة...


 


بدوره قال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، إن الاحتلال يقوم بهجمة غير مسبوقة في مدينة القدس وتستهدف البشرية والحضارية والدينية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفا:" ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب ضد شعب أعزل".


 


وشدد على أن الاحتلال اخترق كل القوانين والتعهدات الدولية مستغرباً من أن ما يجري من إرهاب ووحشية وقمع من قبل الاحتلال يجري تحت سمع وبصر العالم من خلال طمس مريب ومعيب اتجاه المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم التي تجري في مدينة القدس.


 


ويقول عبد القادر:" ناسف لسكرتير العام في الأمم المتحدة "السوشي" بان كي مون، الذي رفض زيارة مدينة القدس ورضخ للامتلاءات الإسرائيلية الذي يؤكد، بان الأمم المتحدة أصبحت تنتهج المعايير المزدوجة لتعامل مع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال" ، مشدداً على أن ما وقع في الآونة الأخيرة من استهداف الشخصيات المقدسية السياسية والدينية بالتأكيد هو جزء من الحرب المفتوحة التي تقوم بها إسرائيل لتهويد مدينة القدس.


 


وتابع  أن "التصريحات العنجهية والتحريضية ضد سماحة مفتي القدس تشمل تحت هذا الإطار وكان من الأولى من المسئولين الإسرائيليين أن يوقفوا التحريض على القتل الذي يدعوا إليه حاخامات يهود وفي مقدمتهم (عوفدا يوسف) الذي وصف الفلسطينيين ( بالثعابين والقردة والصراصير ...الخ) وهذه الأوصاف لا تنطبق إلا عليه هو، ولا نسمع من رئيس الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي تقديم دعوى ضد هذه التصريحات العنصرية من الحاخامات الذين يحرضون ليل نهار على قتل الفلسطينيين".


 


السلطة الوطنية...


وطالب عبد القادر السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤوليتها اتجاه مدينة القدس قائلا:" إننا نشعر بتقصير خطير من السلطة الوطنية الفلسطينية في دعم صمود المقدسيين بالإضافة لتقصير عربي ودولي في التعامل مع قضية القدس.


 


وناشد الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها في دعم صمود المقدسيين حتى يستطيعوا التصدي لهذا المشروع الاستيطاني والتهويد العنصري، دعياً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية للمواطنين المقدسيين ضد هذا الحرب المفتوحة التي تقوم بها إسرائيل ضد المؤسسات المقدسية وضد المواطنين وضد المقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية على حد سواء.


 


جالية في القدس..


بدوره أكد المطران عطا لله حنا في كلمته تضامنه مع أهالي بلدة سلوان المستهدفة والتي تريد سلطات الاحتلال تحويل أهلها وسكانها إلى جالية فيها، في حين أن الحضور العربي الفلسطيني في هذه المدينة ليس حضور جالية آو اقليه وإنما هو حضور أصيل.


 


وشدد حنا على ان المقدسيون هم في مدينتهم وليسوا غرباء، بل الغرباء هؤلاء الذين احتلوا هذه الأرض واستعمروها وعاثوا بالأرض فساداً ، ناقلاً رسالة تضامن من كافة الكنائس المسيحية في القدس وكافة رؤسائها ومرجعياتها ورجال الدين المسيحي الفلسطينيين بنوع خاص.


 


ويقول المطران حنا :" نعتقد بان التطاول على مفتي القدس باعتباره رمز وطني وديني في هذه المدينة المقدسة إنما هو تطاولٌ علينا جميعا ولا ننظر لهذا التحريض لأنه لا يستهدف المفتي شخصيا وإنما يستهدف القدس والمؤسسات الدينية والوطنية والشخصيات الدينية والوطنية أيضاً.


 


وتابع:" أمام هذا التحريض لا بد لنا بان نكون موحدين على قلب رجلا واحد لأننا كلنا مستهدفون من قبل الاحتلال الذي يريدنا أن نكون صامتين متفرجين مكتوفي الأيدي أمام إجرامه وارهابه المنظم بحق شعبنا الفلسطيني".


 


خالية من السكان...


من ناحيته كشف المحامي أحمد الرويضي مسؤول وحدة القدس بديوان الرئاسة الفلسطينية عن توزيع كتيب في مؤتمر صحفي لرئيس بلدية القدس الغربية في الأيام الماضية القليلة يظهر فيه صورة لحي وادي حلوة في بلدة سلوان خالي من منازل الفلسطينيين بالكامل, ويكشف أن هذه المنطقة سيتم طرد سكانها وإقامة مشروع استيطاني على أنقاض منازلها، عدا عن الأنفاق التي تحفر بدأ من عين سلوان باتجاه المسجد الأقصى المبارك،حيث حدث عدة تشققات في المنازل وانهيارات في الشوارع الرئيسي.


 


ويؤكد الرويضي على أن هذا المشروع خطير جدا وهو بداية مشروع نحو تنفيذ المخطط في حي البستان لهدم 88 منزلاً وتشريد 1500 مواطناً، قائلا :" الجهد والمقاومة الشعبية في مدينة القدس مهمة جداً وهي الذي تقف الحاجز الأساسي في مواجهة تحدي الاحتلال الإسرائيلي"، مطالباً العرب والعالم بوقفة حقيقة وليست فقط بالمؤتمرات والندوات والمهرجانات وخطابات عربية وإسلامية تتحدث باسم القدس فقط بالكلام وليس بالفعل على ارض الواقع.


 


إغلاق الجمعية...


ومن جانبه قال عضو الهيئة الإدارية في جمعية سلوان محمد عويس إن "المؤسسة الإسرائيلية قامت بإغلاق الجمعية بتاريخ (29-1) صباح يوم الأحد،"، موضحاً  بان الجمعية تستعمل لاستقبال الضيوف والاجتماعات للهيئة الدراية ويستعملها أهل البلدة للمناسبات الاجتماعية العامة.


 


وتأسست الجمعية فى العام 1978 ولديها ترخيص من وزارة الشؤون الاجتماعية الأردنية منذ ذلك الوقت وهي مسجلة في اتحاد الجمعيات الخيرية بالقدس وحصلت على ترخيص مسجل من الجمعيات الإسرائيلية منذ عام 2005 ومسئول حساباتها محاسب قانوني معترف به، وقد حصلت أكثر من مره على شهادة بسلامة حساباتها من الدوائر المختصة.


 


رياض الأطفال...


ويبن عويس أن نشاط الجمعية الرئيسي يكمن في رياض الأطفال ومسجل لديها في هذا العام حوالي 400 طفل من سن 4-5 سنوات ويعتاش منها حوالي 35 معلمة من بنات وسيدات البلدة، مبيناً بان الجمعية هي خيرية غير ربحية تربوية ثقافية إنسانية ونشاطاتها ضمن القوانين السائدة وليس لها أية علاقة مع أي تنظيم.


 


وأشار إلى أن تم تقديم الاعتراضات القانونية في وقت لاحق من قبل محامي الجمعية ونادي إسلامي سلوان من أجل إعادة فتح الجمعية مرة أخرى.


 


فضح السياسات...


من جهتها أدانت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس في بيانها لها اليوم قرأ خلال المؤتمر، كافة السياسات والإجراءات الإسرائيلية  بحق الفلسطينيين في مدينة القدس، مطالبة مؤسسات حقوق الإنسان بفضح تلك السياسات وتعرية سياسات الاحتلال الهادفة إلى تهويد المدينة وتهجير أهلها.


 


ووجهة رسالة إلى المجتمع الدولي  بضرورة تحمل مسؤولياتها بوقف تلك السياسات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص، بالإضافة لمطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية باتخاذ موقف حازم اتجاه تلك السياسات والعمل على فضح تلك السياسات في كافة المحافل الدولية.


 


ملاحقة النشطاء...


وتؤكد الهيئة على أن سلطات الاحتلال تعمل على ملاحقة النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان وتفرض عليهم القيود وإبعادهم عن مدينتهم، إلى جانب فرض الإقامة الجبرية على الناشط المجتمعي المقدسي راسم عبيدات، وقيام مجموعة من القوات الخاصة باقتحام مقر الصليب الأحمر واختطاف النائب محمد طوطح، والوزير السابق المهندس خالد أبو عرفة واعتقالهم، كما تم إغلاق  جمعية سلوان الخيرية ونادي إسلامي سلوان لمدة شهر،كما تم إغلاق أربع مؤسسات أخري شملت مؤسسة شعاع النسوي والقدس للتنمية ومؤسسة ساعد التعليمية وعمل بلا حدود.


 


واعتبرت الهيئة هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي على مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين واتهامه إياه بالقيام بالتحريض على العنف والعنصرية وقتل اليهود، ويعتبر ذلك حملة تستهدف مفتي القدس وتأتي جزء من سياسة كم الأفواه وقمع حرية التعبير عن الرأي.


 


ولفتت الهيئة إلى أن هذه السياسات ترتبط بها ممارسات وإجراءات تستهدف الفلسطينيين المقدسيين وتنطوي على مخالفات خطيرة لأسس ومبادئ القانون الدولي وأحكام القانون الدولي الإنساني، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان وتقوم بانتهاك اتفاقية جينيف الرابعة.


 


وقالت الهيئة  بالرغم من الظروف والانتهاكات التي تعاني منها مدينة القدس والمقدسيين تأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للأراضي المحتلة دون أن يعطي أي اهتمام لزيارة مدينة القدس والاطلاع على المعاناة التي يعيشها المقدسيين تحت الاحتلال.