فى البداية أعبر عن أسفى الشديد وحزنى العميق لما أسفرت عنه أحداث موقعة ملعب بور سعيد , بعد مباراة النادى المصرى والنادى المصرى والتى راح ضحيتها أكثر من سبعين قتيل ومئات المصابين, انها فاجعة غير مسبوقة فى تاريخ الرياضة المصرية خاصة والعربية عامة.
ازداد التعصب وتأججت مشاعر الغضب وارتفع صوت الجهلاء الخبثاء فى سماء الكرة المصرية مما ينذر بعاصفة كبيرة من الصدام والشغب بين البسطاء من جمهور الكرة .
الصدام بدأ بالفعل بين الجمهور المصرى فبالامس شاهدنا جميعا الكارثة الرهيبة التى حصلت بعد مباراة المصرى والاهلى .
التعصب الاعمى الذى انتشر فى الفترة الاخيرة يقف خلفه اولا اعلام طائش لاضمير له يلهث فقط خلف الاثارة دون النظر الى اى عواقب تحدث نتيجة لهذه الاثارة الغير مسئولة .
للاسف الوسط الرياضى والصحفى به من المرتزقة والمتعصبين من لا يهتم بسن او تاريخ او باخلاق.
نحن نعيش وسط بيئة ملوثة بصحافة ملونه واعلام منافق واجواء مفعمة بالكذب يبحث فيها الملوثون من الاعلاميين عن أمثالهم فى الوسط الرياضى من السفهاء والمنافقين ليلقوا باتهاماتهم هنا وهناك .
بكل بساطة أقول انظروا الى البرامج الرياضية اليومية المصرية وماترتكبه من ارساء روح التعصب الاعمى وشحن جماهير الاندية الاكثر شعبية ضد بعضها البعض حتى يضمن له نسبة مشاهده , وماتفعله بعض الاجهزة الفنية من تصريحات غير مسئولة من شأنها اشعال الجماهير وزيادة التعصب رغم علم الجميع بانهم ليسوا من أبناء هذا النادى بل انهم يعتقدون بذلك بأنهم يحافظون على عملهم باستخدام عامل الجمهور والله يرحم الانتماء وتقبيل الفانلات وشعارات أنديتهم السابقة , ناهيك عن المقالات الصحفية التى تدعوا بكل صراحة الى التعصب والفتنة بين الجماهير .
من هنا أدعوا الجميع الى التعقل ومراجعة مايحدث فى البرامج الرياضية والصحافة والاجهزة الفنية ,وان يتقوا الله فى جماهير الاندية , لابد من ارساء الروح الرياضية , وزمان قالوا " الرياضة أخلاق "
وشاهدوا المبارايات الاوروبية متعة وفن وأخلاق والفائز يصافح المهزوم ويتبادلون الفانلات ومن خلفهم الاجهزة الفنية تتعانق والجماهير تصفق للفريقين
بعد هذه المجزرة الفظيعة , لابد ان نتوقف عند ظاهرة التعصب الاعمى فى التشجيع , ومن حق أى نادى أن يكون له مشجعين ومؤيدين يناصرونه فى كل مشاركاته المختلفة , ولكن فى حدود الادب والالتزام بقوانين اللعبة والتشجيع الحضارى .
لذلك يجب على هذا الجمهور الرياضى , التحلى بالاخلاق الحميدة والروح الرياضية , واحترام اللعبة وعدم الاساءة اليها , والالتزام بالتشجيع الحضارى البعيد عن أى تعصب أعمى.
فمن الواجب على كل ادارات الاندية وروابط المشجعيين وضع اللافتات التى توعى الجماهير والمشجعيين التوجيه الصحيح نحو المعنى الحقيقى لمفهوم الرياضة ومعنى أن تكون ذا روح رياضية عالية , هذا واجب وطنى لابد أن يحتذى به كل مشجعى الاندية الرياضية .
يبدو أن التعصب الرياضى أصبح سمة للكثير من متابعى كرة القدم , لانها تحظى بالاهتمام الاكثر على مستوى الانشطة الرياضية الاخرى دون أى منازع .
الغريب فى الامر أن تصرفات بعض المشجعيين المتعصبين معروفين لادارات الاندية والمسئولين الرياضيين ولكن للاسف لا يحركوا ساكن ضدهم , لايقافهم ومحاسبتهم , وبدلا من ابعادهم , يتودد اليهم الكثير مقابل مايقومون به , من مشاكل فى المدرجات بين الجماهير , أو بعد نهاية المباريات , وهؤلاء للاسف الشديد يسيئون لانديتهم ولانفسهم , وينقلون الرياضة من تنافس شريف الى تنافس مشحون بالعداوة والكراهية , وشاهدنا ذلك ماحصل فى ملعب بور سعيد , ومن قبل فى ملاعب اخرى , حتى لاتكون لهذه الفئة القليلة تاثير على الغالب من المشجعين الذين هم بعيدون عن الوقوع فى مثل هذه الاخطاء التى تهدم ولاتبنى .
نريد من المشجعين الرياضين , أن يجعلوا هذا التنافس فى ميدان يسوده الحب والتأخى بين اللاعبين أنفسهم من الفرق المتنافسة وبين الجماهير المختلفة أيضا , والبعد عن كل مايعكر صفو هذه العلاقات بينهم , نريد أن يمد المشجع يده الى اخيه مصافحا , فما يربطهم أقوى من مباراة كرة قدم , فالرابط هو الدين أقوى رابط بين المسلمين فى كل أصقاع العالم .
وفى الختام : اتقدم باسمى وباسم كل الاعلاميين الفلسطينيين بالتعازى لشهداء الرياضة المصرية متمنين من المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وان يلهم أهلهم الصبر والسلوان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت