لن اكتب في الشأن الفلسطيني هذا الأسبوع , ولا حتى في المصالحة الفلسطينية التي تستحي أن تسير قدما أو يستحي أصحابها أن يطبقوها , ولن اكتب في أي مسألة فلسطينية أخري مع أن الجرح الفلسطيني ينزف من العمق والجسد الفلسطيني يمزق في نفس الوقت .بسكين الاستيطان و التهويد , لكن الموقف في بلدي الثاني مصر العروبة أكثر آلما واكبر مصيبة من مصيبتنا فنحن اعتدنا على التعامل مع المصائب ,لكن مصائب مصر استمرارها يعني ضياع فلسطين بالكامل وجرح مصر الآن كبير وعميق وقلبها يعتصر آلما ودموع أبنائها تنهمر بلا توقف, لذا فأن جرحها جرح الآمة العربية جمعاء , وقلبها قلب الأمة العربية جمعاء, فأن أصيب بجراح أو حزن فان الأمة العربية تصاب بالمقابل ,وان فقدت مصر أحد من أبنائها أو زعمائها فان الأمة العربية تفقده أيضا , فما بالكم ومصر العظيمة اليوم تفقد ثلة من أبنائها الأبرياء في الأحداث المرعبة التي حدثت في ملعب بور سعيد على خلفية مباراة الأهلي والمصري , ألا يستحق هذا أن نواسي الشعب المصري العظيم في مصابه لعل كلمات منا تخفف مصيبته وفاجعته ,ولعل كلمات منا تقوي عزيمته وتشد أزره وتوحد كلمته ليخرج معاقي من محنته و يقوي على الغول الذي يتربص بكل شيء .
يا شعب مصر العظيم , يا أبناء الكنانة ويا أبناء احمد عرابي وسعد زغلول وطلعت حرب ومصطفي كامل ,وأبناء محمد بك نجيب ,وأبناء جمال عبد الناصر ,ويا أبناء محمد أنور السادات ويا أبناء مبارك ما يحدث اليوم من انحراف للبوصلة في مصر يخيفنا جميعا ويهدد امن الأمة العربية ويهدد وحدتها وتماسكها ,ويهدد كينونة الصف العربي وهذا يلقي الرعب في قلوب الغيورين على مصلحة الأمة العربية ومستقبلها و وحدة أراضيها و وحدة شعبها العظيم , فان انهارت مصر وجيشها وحدودها وتشتت شعبها فأنها الكارثة كبيرة والكارثة تعني أن الأمة العربية قد ضاعت وهذا يجعلنا نقدم كل ما نملك أرواح وأموال حتى لا تحدث تلك الكارثة فالمتربصون بمصر يقفون على أهبة الاستعداد ,والمتربصون بمصر هم من يثيروا نار الفتنة والاقتتال والمتربصين بمصر هم من يرغبوا أن تتخبط مصر في دمائها غارقة حتى الرقاب لتتاح لهم الفرصة تنفيذ ما يخططون ويبرمجون ويتمكنوا من رقاب العرب أجمعين ويفلحوا في تقسيم مصر إلى دويلات لكل دويلة حاكم يفرح بدولته وديمقراطيته , لا بل ويدفع كل حاكم من قوت الشعب للمحتلين والامبرياليين ليبقي هو الأمين وعندها تضيع ثروات مصر الكنانة و أولها شعبة العظيم .
يا شعب مصر العظيم , مصركم اليوم تتمزق وأبناؤكم يقتلون بيد مخيفة استغلت طيبة أبناؤكم واستغلت ظرفكم العصيب وأخذت تبث الفرقة في كل جمع ومكان وتستخدم سمها لتبثه في الشوارع والحارات والمدن والتجمعات وعندما فشلت وكنتم على درجة كبيرة من الوعي أرادت الدخول من باب الرياضة والملاعب والتنافس الشريف لان الملاعب عادة ما تكتظ هذه الأيام بالجماهير ,ولعل إثارة وإغضاب الجماهير وتعبئتها ضد بعضهم البعض هو الطريق للقضاء على مستقبل أبناؤكم وبناتكم وبالتالي استهداف تاريخ مجيد بناه أجدادكم بالعرق والدم , وأسسوا لان تكون مصر رائدة التفاهم والمحبة والوحدة والتكامل والتعاضد بالعالم العربي, فعندما كانت بورسعيد تحارب العدو الصهيوني كل أبناء مصر يهتفوا تحيا مصر وعندما ضربت طائرات إسرائيل بحر البقر والسويس وسقط أطفال مصر شهداء بالقنابل الصهيونية كان الدم المصري دما واحدا , فهتف الجميع تحيا مصر واليوم نهتف جميعا معكم وبكم وورائكم تحيا مصر .. تحيا مصر ... تحيا مصر .
يا شعب مصر العظيم ,المؤامرة تستهدفكم منذ أن نجحت ثورتكم وأردتم قيادة مصر نحو دور عربي مكافح ودور عربي يضع مصر مرة أخري على خارطة التأثير العربي وقيادة مصر نحو تحقيق أهداف التحرر من الاستعمار والاستعباد وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية من الدنس الصهيوني وقيادة مصر الحديثة لتعيش على خيراتها وثرواتها ولا تحتاج من احد منة أو معونة , أنها اللحظة الحاسمة اليوم لتصطفوا جميعا وراء جيشكم أقوياء متماسكين لتفوتوا الفرصة على كل يد آثمة تقتنص الفرصة لتضرب وتخرب وتقتل وبصبركم وثباتكم ووعيكم تقطعوا تلك الأيادي التي تستهدف الآمنين من شعبكم العظيم وتثبتوا أن مصر هي مصر العرب ومصر الحق , مصر الكرامة , مصر النصر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت