تشهد الأراضي الفلسطينية منذ فترة ارتفاع ملحوظ لأسعار بيع وشراء الدولار الأمريكي الأمر الذي أثر على أسعار الذهب فكانت مرتفعة هي الأخرى رغم توافق الاثنين على وجود علاقة عكسية بينهما ولكن الوضع الحالي لهما يشير إلى عكس ذلك فالدولار سجل ارتفاعات فاقت الـ3.74 هذه الأيام إضافة للارتفاع الذهب ليصل سعر الأونصة الواحدة 1750 دولار, الأمر الذي أرضى البعض وأغضب آخرين وهذا يعود حسب محللين إلى حركة الأسواق والتجارة والمكان الذي يتخذه المستثمرين منها.
وفي هذا الموضوع توقع المحلل الاقتصادي عمر شعبان في حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي أن يصل سعر الدولار إلى 3.75, مشيراً إلى أنه لن يستمر على هذا الحال وسيشهد هبوط أخر لأن فترة أسبوع أو أكثر ليست كبيرة ليتم القياس عليها, موضحاً أن عملة الدولار تشهد دائماً تأرجح وعدم استقرار وأن اقتصاد غزة محكوم بالاقتصاد الدولي والإقليمي دائماً.
عوامل خارجية
ونوه إلى أن هناك عوامل أخرى سماها "بالعوامل الخارجية" التي تؤثر على أسعار الدولار والعملات العالمية الأخرى, كالمنافسة الشديدة والصراع الخفي بين الدولار وباقي العملات من قبل الدول التي تسعى لتخفيض أسعارها للاستحواذ على الأسواق العالمية, إضافة لذلك فإن الولايات المتحدة تقوم بتخفيض سعر الدولار, معتبراً أن هذا الانخفاض لصالحها لتسويق منتجاتها وتفعيل اقتصادها على عكس اعتقاد الجميع بأن انخفاض الدولار سيؤثر بالسلب على الاقتصاد الأمريكي.
ولم يجد شعبان تفسير منطقي للارتفاع المتبادل في أسعار الدولار والذهب سوى تدخل "الأيادي الخفية" في الاقتصاد التي تسعى من خلاله لإدامة هذا الوضع, خاصة القوى التي تعمل بالمضاربات الدولية من خلال المتاجرة بالبترول والغاز وغيرها من السلع المهمة في العالم, مشيراً إلى أن العلاقة الطبيعية بين الذهب والدولار دائما تكون عكسية والوضع الراهن يعتبر استثنائي.
المواطن قد يبيع
ويرى التاجر وصاحب أحد محلات بيع الذهب صائب البنا في حديثه لمراسلنا أن العلاقة العكسية بين الذهب والدولار لا تكون في معظم الأوقات, موضحاً أن سعر أونصة الذهب اليوم وصلت لـ"1750" دولار, مشيراً إلى أن السعر كان قبل أسابيع 1660دولار وأنه وصل في بعض الأوقات 1900دولار.
وعن تعامل المواطنين مع هذه الأسعار أكد أنهم يبيعون الذهب الذي يمتلكونه في أوقات الغلاء وأن المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال هم المستفيدين في هذه الأوقات بالمتاجرة بالذهب, بعكس ميسوري الحال الذين يقتصر جل تعاملهم في هذا الوقت مع البيع لسد حاجة أو الشراء إذا كانوا مضطرين وبكميات قليلة.
ضمن الوضع المعتاد
بدوره اعتبر الخبير الاقتصادي معين رجب لـ"قدس نت" أن أسعار العملات في العادة تتذبذب من وقت لأخر وهي عرضة للزيادة والنقصان في أي وقت وأي هبوط أو ارتفاع لها يدخل في إطار الوضع المعتاد لمختلف العملات, خاصة الدولار الذي يشهد حساسية شديدة في هذه الناحية نظراً للتعامل الكبير به في مختف دول العالم,معتبراً أن حركة الأسواق والتجارة هي التي تحدد مدى سلبية أو ايجابية الانخفاض أو ارتفاع أسعار الدولار على الدول والمستثمرين.
ويرى رجب أن الذهب والدولار تحكمهم في الأساس علاقة عكسية وأن الذهب مقوم بالدولار, مشيراً إلى أن المستثمرين الكبار يسعون لحماية رؤوس أموالهم وتجارتهم بشراء الذهب, لأن انخفاض الدولار يعتبر خسارة لهم, منوهاً إلى أن الدولار يتصف بالضعف ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل دائم, وأنه مرتبط بالاقتصاد الأمريكي الذي يعاني حتى الآن من تبعات الأزمة الاقتصادية. حسب قوله.
يعتبر الملاذ الأمن
وعن أثر ارتفاع الذهب مقابل ارتفاع الدولار أوضح أن الارتفاع أو الانخفاض له ايجابياته وسلبياته فقد يدفع باتجاه شراء الذهب في حال انخفاض سعره وخاصة للمقبلين على الزواج أو الساعين إلى الاستثمار به, إضافة لبيعة في حال ارتفاع سعره بأسعار عالية لمن اشتراه بأسعار منخفضة.
واتفق المحللان على أن تذبذب أسعار العملات يدفع المواطنين إلى الاحتياط منها واللجوء لاقتناء الذهب باعتباره الملاذ الأمن في هذه الحالات, مشيرين إلى أن الذهب قد يقيد حركة التعامل مع مالكه الذين لا يستطيعون "صرفه كالعملة إلا ببيعة ", وفي حال انخفاض سعره ستعتبر هذه مشكلة لمالكه...