ذكرت صحيفة تايمز، أن المخططين في الجيش الإسرائيلي يستعدون لشن ضربة جوية على المنشآت النووية الإيرانية مطلع الخريف، في خطوة يخشى البعض أن تؤدي إلى إغراق الشرق الأوسط في فوضى وإلى انطلاق سباق تسلح جديد.
وأشارت إلى أن الإجماع المتنامي على شن هجوم من طرف واحد بدا واضحا في مؤتمر هرتسيليا برعاية وزير الدفاع إيهود باراك ومسؤولين عسكريين وضباط في المخابرات الإسرائيلية.
واتضح الدليل على تسارع الخطى في إسرائيل نحو الحرب في وقت يهدد فيه المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي بأن طهران ستمد العون لكل من يواجه "السرطان" الإسرائيلي.
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا:" إن أميركا تحدثت مع تل أبيب لإرجاء الخيار العسكري ضد إيران في ظل تعزيز العقوبات عليها".
وتابع أن إسرائيل أشارت إلى أنها تدرس الضربة العسكرية من طرف واحد ، و"نحن أبدينا مخاوفنا". أما إيهود باراك فقال: من يتحدث عن "وقت لاحق" ربما يجد أن الوقت قد فات.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن مسؤولين رفيعي المستوى من الجيش والمخابرات أشاروا في المؤتمر إلى أن قيام إسرائيل بهجوم من طرف واحد بات أمرا واردا.
أحد أعضاء الوفد الأميركي قال إنه حضر المؤتمر للتأكد من أن إسرائيل لا تخادع، وخلص إلى أن الهجوم سيقع "بنا أو دوننا".
وتشير تسريبات من واشنطن عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الموساد الإسرائيلي تامل باردو لأميركا، إلى أن إسرائيل قد تشن هجوما مطلع أبريل/نيسان المقبل.
غير أن لقاءات رسمية وغير رسمية مع خبراء في المخابرات، وجنرالات ووزير في الحكومة هذا الأسبوع، تشير إلى أن قرار شن الهجوم قد يتخذ في مطلع الخريف أو أواخر الصيف.
وقالت الصحيفة إن تلك اللقاءات تشير إلى إجماع بأن إسرائيل لا تريد أن يؤدي الهجوم من طرف واحد إلى عزلتها الدولية، بل تسعى للوثوق بالعقوبات الأوروبية والأميركية التي يسري العمل بها مطلع يوليو/تموز، ومن ثم تقيم نتائجها.
ويقول إسرائيليون الآن إنهم أكثر ثقة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرين إلى أنه إذا وجد مفتشوها أن إيران تخفي "التسلح السريع" بموادها النووية، فإن ذلك سيكون عاملا آخر للجوء إلى الخيار العسكري، وهذا سيتضح في منتصف الصيف.
ويعتقد العديد في أروقة المخابرات أن الأزمة السورية يجب أن تُسوى أولا قبل أن تشرع إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية، نظرا لأن سقوط الأسد سيضعف النظام الإيراني، من وجهة نظرهم.
أما أكثر القضايا جدلا بين إسرائيل وأميركا -كما تقول تايمز- فهي أن تحول إيران إلى قوة نووية سيشعل سباق التسلح في المنطقة، لا سيما أن مصر والسعودية وتركيا ربما تسعى إلى وضع حدّ لهيمنة طهران في المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن شموئيل بار -وهو أحد الخبراء النوويين البارزين في إسرائيل- قوله إن وجود شرق أوسط متعدد القوى النووية مجازفة غير محسوبة، معربا عن اعتقاده بأن "السعودية قد تلجأ إلى باكستان للحصول على التكنولوجيا" النووية.