رصدت عدسة مراسلة وكالة قدس نت للأنباء تجريف سلطات الاحتلال الإسرائيلية مساحات واسعة من أراضي منطقة الطور تعود لسبع عائلات مقدسية وهم:" خويص، أبو الهوي، أبو سبيتان، الصياد، وغيث، وشعلان ،والداية"، لإقامة حديقة "تلمودية".
وقال مراسلتنا التي تواجدت في المنطقة إن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال وما تسمى بـ"سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية" قامت منذ ساعات صباح هذا اليوم وحتى ساعات ما بعد الظهر بتجريف مساحات واسعة من أراضي المنطقة، بحضور موظفي "سلطة الطبيعية والحدائق" و البلدية، وتواجد شرطي مكثف، منع وصول العائلات المذكورة للتصدي لتلك الجرافات.
جاء ذلك في حين نفت "سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية" وبلدية الاحتلال تنفيذ أعمال تجريف في أراضي منطقة الطور( حسب ما ورد على إذاعة صوت إسرائيل) .
وذكرت مراسلتنا أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت اعتقال أربعة ناشطين من اليسار اليهودي خلال محاولتهم عرقلة الأعمال التي تقوم بها "سلطة الطبيعية والحدائق" والبلدية لإقامة (متنزه وطني) , وذلك بعد استلقاء الناشطين على الأرض لمنع تجريف الأراضي .
وأكد النشطاء بان "سلطة التنظيم والبناء الإسرائيلية" لم تصدر إذن مسبق لتنفيذ أعمال التجريف، ولم تجري أي مفاوضات مع أصحاب أراضي منطقة الطور.
بدورها قالت المواطنة المقدسية نفيسة خويص "ام العبد" إن"آليات تابعة لبلدية الاحتلال وموظفي سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية وقوات خاصة حاصرت أراضي الطور الساعة السادسة والنصف من صباح هذا اليوم، وقامت بجرف الأراضي دون سابق إنذار، ودون تسليم الأهالي أي أمر".
وأضافت"أنها ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها موظفي البلدية تلك الأراضي، فقبل عام ونصف وخلال الأيام الماضية أيضا قاموا بتصوير المنطقة دون وجود جرافات، ولكن في هذا اليوم قاموا بإحضار جرافات وقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، ومنعونا من الاقتراب من الأراضي التي ورثناها من الآباء والأجداد، حيث تم منعنا من البناء عليها طوال السنوات الماضية".
وقالت المواطنة المقدسية، إن "قوات الاحتلال منعتها من الاقتراب من عملية جرف أراضي عائلتها، وتساءلت إذا لم تقم "سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية وبلدية الاحتلال الإسرائيلي" بالتجريف فمن الذي يجرف أراضينا.."
وقال المحامي محمد دحله الموكل بقضية أراضي الطور في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء إنه سيقدم التماس"للمحكمة من أجل استصدار أمر احترازي مؤقت لإيقاف هذه الأعمال الغير قانونية في تلك الأراضي وللحفاظ عليها من الضياع".
بينما قال الباحث في رابطة الباحثين المقدسيين أحمد صب لبن، إن "الجرافات الإسرائيلية قامت بتجريف ما يقارب عشرين دونم من مساحة أراضي بلدة الطور بالإضافة لهدم بعض الأسوار والمغر القديمة جداً وتحديداً في منطقة خلة العين".
وبين أن الهدف من وراء أعمال التجريف والهدم هو تحضير بنية تحتية من أجل إنشاء ما يسمي بالحديقة الوطنية وهي حديقة تلمودية يراد من خلالها مصادرة740 دونم في بلدتي العيسوية والطور.
وأوضح صب لبن، بان هذه المنطقة هي الوحيدة التي يمكن للمواطنين المقدسيين في بلدتي الطور والعيسوية التوسع فيها من الناحية العمرانية، حيث أن المنطقة من ناحية إستراتيجية يقع فيها شارعين يؤديان لشارع مستوطنة "معالية ادوميم" ومن خلال إنشاء الحديقة ومصادرة أراضيها سوف يتم ضمان التواصل الجغرافي ما بين مستوطنة "معالية ادوميم" ومستوطنة (E1) التي مستقبلا ستسمح ببناء حوالي (4 آلاف) وحدة سكنية استيطانية جديدة بالإضافة للوحدات القائمة لمستوطنة "معالية ادوميم".