بعد ما تم إعلانه بخصوص التوصل لاتفاق بين الشقيقتين فتح وحماس في دولة قطر بخصوص تولي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئاسة الحكومة الانتقالية الجديدة، خرج علينا وكالعادة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تعقيبا على اللقاء عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"
بقوله : "قلتُ مرات عديدة إنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تختار – إما حلفها مع حماس وإما السلام مع إسرائيل. حماس والسلام لا يمشيان مع بعضهما البعض. وخلال الأسابيع الأخيرة بُذِلَتْ جهود حثيثة من قبلنا في إسرائيل ومن قبل أوساط في المجتمع الدولي لدفع عملية السلام. وإذا طبّق أبو مازن ما تم التوقيع عليه اليوم في الدوحة فانه اختار نبذ درب السلام واعتناق حماس"
ما سبق هو مقتطف من صريح بنيامين نتنياهو وكما ذكرت هو تعقيباً على توقيع اتفاق الدوحة، فعجباً لك يا صاحب رئاسة الوزراء من هذه التصريحات التي تتحفنا بها كلما زُفت لنا بُشرى اتفاق أو توقيع ورقة للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، وفي كل مرة تتذرع بأن حركة حماس هي العائق الوحيد لعملية السلام، ونسيت أو تناسيت بأن حركة حماس هي وليدة النشأة سياسياً ولم يمض لها الكثير في السلطة أو في المجلس التشريعي الفلسطيني.
لو عدنا بالتاريخ قليلاً قبل تولي حركة حماس أي منصب سياسي أو قبل دخولها البرلمان الفلسطيني، هل كانت عملية السلام كما يرام؟ هل كان هناك تسوية ما للسلام من طرفكم ورفضناها؟ أم ماذا؟
دعني أوضح لك بعض من الحقائق التي لن تستطيع أنت وحكومتك تجاهلها وسوف تظل تؤرقكم ما حييتم.
أن ما حدث في الدوحة هو فخر لكل فلسطيني فالتوافق الفلسطيني الفلسطيني، هو أحد اللبنات الأساسية في مشروع الدولة الفلسطينية، وأحد الأذرع الأساسية في مشروع المقاومة الفلسطينية كي نرجع للطريق الصحيح في مقاومتنا ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا.
ما سبق حقيقة.. وهذه الحقيقة تؤرقكم سيادة رئيس الوزراء أنتم وصانعي القرار في ما يسمى بدولة إسرائيل، فلا نستغرب جميعا مثل هذه التصريحات من سيادتكم، لأنكم سعيتم ومنذ وقت طويل لإيصالنا لهذه المرحلة من الانقسام الداخلي الفلسطيني لكي تجعلوا أي اتفاق للسلام مرهون بمسألة الاتفاق الداخلي، فإن اتفق محمود عباس مع حركة حماس هنا فرصتكم أو حجتكم في عدم الشروع في عملية السلام المتوقفة أصلا منذ عدة أعوام، وان لم يتفقوا فهي متوقفة أصلا، وليس على الأرض من مؤشر، على نية الكيان الصهيوني للسلام، والدليل حجم البناء في المستوطنات المتزايد، والسرعة التي يتم بها البناء وتهويد القدس بكافة السبل وغير ذلك من الممارسات التي تحدث بشكل يومي.
مما سبق نستنتج أن إسرائيل بكل الأحوال غير معنية بالسلام لا جملة ولا تفصيلاً، ومجددا أقول حماس أو غيرها ليست سوى ذريعة لكم أمام المجتمع الدولي.
أخيرا يجب على كل فرد فيما يدعى بإسرائيل ساسة وأفراداً أن يوقنوا جيداً، أن رغم الخلاف فيما بيننا، إلا أننا مهما كان نحن أخوة أشقاء أصدقاء سنتفق بالنهاية والخلاف لا ولن يفسد للود قضية، أما معكم فالمسألة مختلفة فإن لم توحدنا الحياة فسوف يوحدنا الموت الذي لا قيمه له في سبيل استرجاع حق لا يختلف عليه أي عاقل في هذا العالم .
محمد محي الدين الجرو
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت