أكد د. علي الجرباوي وزير التخطيط والتنمية الإدارية بالسلطة الفلسطينية، على أن الاحتلال سيبقى العائق الأول أمام التنمية في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن جهد السلطة غالباً ما يصطدم بعراقيل إسرائيلية مفتعلة لوقف عجلة التنمية خاصة في المناطق المصنفة (ج) .
جاء ذلك خلال استقبال الجرباوي وزيرة التعاون في مجال التنمية والشؤون الإنسانية في لوكسمبورغ ماري جوزي جاكوبز ووفداً مرافقاً رفيع المستوى.
وشكر وزير التخطيط والتنمية الإدارية الوزيرة الضيفة على الدعم السياسي والمادي، الذي تقدمه لوكسمبورغ للشعب الفلسطيني، معرباً عن أمله باستمرار العلاقات الإيجابية بين الجانبين، وداعياً الوزيرة الضيفة إلى إنشاء ممثلية للوكسمبورغ لدى السلطة الفلسطينية.
وقدم الجرباوي شرحاً حول واقع التنمية في فلسطين وجهد الحكومة الفلسطينية خلال العامين الماضيين، الذي أفضى إلى تطوير واقع البناء المؤسسي، ليدعم التوجه نحو إقامة الدولة المستقلة، معتبراً أن هذه الزيارة هامة لإطلاع الوزيرة الضيفة على الوضع ميدانياً، وتكوين صورة عملية عن حالة التفاوت والتضييق التي يخضع لها المواطن الفلسطيني.
وقال الجرباوي: "سنتابع الجهد الحثيث للبناء والتنمية والتطوير، لكن لن يكون لدينا هامش كبير للتحرك في ظل وجود الاحتلال الجاثم على الأرض".
وأشار وزير التخطيط والتنمية الإدارية للتصنيفات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية وآلية إطلاق المشاريع التنموية في المناطق المصنفة (ج)، موضحاً أن الحصول على الأذونات والتصاريح والموافقات الخاصة بالمشاريع التنموية في تلك المناطق معقدة للغاية، وتقتل كل فرص التنمية والتطوير، وفرص السلام المبني على أساس حل الدولتين، ممثِّلا على ذلك بمشروع المياه العادمة في منطقة نابلس الذي استغرقت عملية الحصول على موافقات من أجل إطلاقه قرابة أحد عشر عاماً.
وتطرق الجرباوي للسيطرة الإسرائيلية على الموارد والمقدرات الفلسطينية، موضحاً أن حرية النفاذ والوصول إلى هذه الموارد سيجعل من الواقع الفلسطيني أفضل بكثير، وقال إن "حوالي 90% من المياه الفلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية، فيما نستخدم حوالي 11% من مياهنا، وما نحتاجه من مياه إضافية نشتريه من الجانب الإسرائيلي، هذه سرقة مباشرة ".
وشدد الجرباوي على أن الخسارة الفلسطينية المادية المباشرة لسبعة قطاعات رئيسة جراء الاحتلال تبلغ قرابة 7 مليارات دولار بمبلغ يقترب من مجموع الدخل القومي السنوي الفلسطيني، وذلك وفق دراسة فلسطينية أعدت في العام الماضي، مؤكداً على أن الخسائر غير المباشرة للاحتلال تفوق ذلك بكثير.
من جانب آخر، استعرض الجانبان واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتنظيمها، حيث أكدت الوزيرة الضيفة على أهمية العلاقات مع السلطة الفلسطينية، مؤكدة رغبة بلادها في تطوير هذه العلاقات وتمكينها، ومثمنة جهد الحكومة الفلسطينية في التنمية والبناء.