إعلان الدوحة حقيقة أم سراب ؟!!/ محمد فايز الإفرنجي

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

رئيس السلطة الفلسطينية , رئيس دولة فلسطين, رئيس منظمة التحرير الفلسطينية, رئيس اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح, رئيس اللجنة التنفيذية, القائد العام للقوات المسلحة, وليس أخرًا رئيس الوزراء الفلسطيني...!!! هي مناصب فلسطينية عديدة وربما سقط سهوًا مني شيء منها, أو كنت على غير دراية به لتعدد المناصب وكثرتها, هي رئاسات جميعها تتبع لرجل واحد هو السيد الرئيس المفدى "محمود عباس" حفظه الله وأدام عليه هذه المناصب وزاده منها أضعاف وأضعاف !!! بناء على اتفاق الدوحة أو إعلانها خرج السيد الرئيس بتقليد منصب إضافي وهو رئيس الوزراء الفلسطيني حيث سيشكل قريبا حكومة فلسطينية جديدة ولا أعرف أمام من سيؤدي رئيس الوزراء الجديد القسم ؟!!! كان إعلان الدوحة غير مفاجئ بما تناوله من مصالحة, فمنذ سقوط الطاغية مبارك وبدأت القيادة المصرية بالتحرك تجاه المصالحة الفلسطينية, وبعدما أخذت ملاحظات حماس بالاعتبار وتوالت الاتفاقيات والزيارات كطريق جديد ربما يعيد للشعب وحدته وللوطن جناحيه في حالة التئام بعدما تفرقت تحت نيران الانقسام . المواطن الفلسطيني لم يشعر بأي تغيير حقيقي على أرض الواقع, فقد بقي المعتقلين في زنازينهم واستمرت حملات اعتقال أنصار حماس بالضفة المحتلة ولم تحل مشكلة جوازات السفر ولا أي من المشكلات الأخرى مهما صغرت أو كبرت.


 


 وجاء إعلان الدوحة لنجد الشارع الفلسطيني لوم يأبه بما تم الإعلان عنه, وربما كان هناك تهكمات وسخرية من هذا الإعلان وانه سيكون كغيره مما سبقه من الاتفاقيات بالقاهرة, بل وأكثر من ذلك وكما سميتها على أنها لا تتعدى "مجاملة سياسية" لدولة قطر. وبعد زوال بعض الغموض عن إعلان الدوحة كانت المفاجأة بتنصيب السيد محمود عباس رئيس للوزراء في الحكومة الفلسطينية القادمة!! مما زاد من ذهول المواطن الفلسطيني من هذا الإعلان وما يترتب عليه سواء قانونيًا أو ما سيتم على أرض الواقع من خلاله, السيد رئيس السلطة الفلسطينية له برنامجه الخاص به وبحركته "فتح" وهو البرنامج الذي ترفضه حركة المقاومة الإسلامية حماس بل وتسير في الاتجاه المعاكس له تمامًا وهذا من أسباب الانقسام الفلسطيني الأساسية !!


 


لا ندري كيف يمكن بعد اليوم أن تسير الأمور بالصالح الفلسطيني مع وجود برنامج مرفوض من قبل حماس بل ومن قبل الشعب الفلسطيني وهي التي وافقت على أن يرئس السيد عباس الحكومة القادمة؟!! جملة من علامات الاستفهام والاستغراب بل والاستهجان لما يدور بالساحة الفلسطينية وآخر شيء يسعى الفريقين له هو توضيح ما يجري للشارع الفلسطيني وللمواطن الفلسطيني المغلوب على أمره والذي بات يتعاطى مع السياسة الداخلية بكثير من الفتور وعدم المبالاة. إن مرحلة دقيقة يمر بها الشعب الفلسطيني لا يعرف إلى أين يمكن أن تقوده وهل ستكون المصالحة الفلسطينية هذه المرة حقيقة أم سراب يخيل إلينا انه ماء الحياة وبه ستنتهي مشاكلنا وتعود أولويات القضية الفلسطينية إلى مكانتها بعد أن ننتهي من الانقسام الحاصل والذي افسد حياتنا بل ومزقها شر ممزق وأعاد قضيتنا وجوهرها إلى الخلف عقودا طوال !!!


 


 في الأشهر القريبة القادمة اعتقد أن القضية الفلسطينية برمتها ستكون في مواجهة حقيقية أمام رغبة الأطراف المتنازعة على إنهاء الانقسام وإبداء مصالحة تظهر أعراضها على مجمل القضايا والخلافات وان نجد ونلامس تعافي وشفاء مما استفحل فينا كفلسطينيين من هموم وإشكاليات وأزمات . إن السيد الرئيس ورئيس الوزراء ولا اعرف إن كان سيمنح نفسه وزارات جديدة يضمها إلى صلاحياته ومعه السيد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمام اختبار حقيقي ستنعكس نتائجه على كلا الطرفين في حال النجاح كما في حال الفشل, ففي النجاح سيشعر المواطن الفلسطيني بجدية القيادتين في التغاضي عن الخلافات والدفع في اتجاه المصالح الوطنية الفلسطينية العليا, أما بحال الفشل فسيكون المواطن قد قطع شوطًا من اليأس يصعب معه عودة الثقة للقيادتين بأن المصالح الفلسطينية والقضية برمتها تشكل هاجسًا لهم وستبقى الخلافات الحزبية هي الرائدة في المرحلة القادمة وسينهار حينها أي إحساس صادق بالأمل بأن يكون هناك مصالحة حقيقية, أو قيادات تسعى للصالح العام على حساب الصالح الحزبي.


 


 ومن هنا نتوجه إلى القيادة الفلسطينية للفصيلين "فتح و حماس" بأن عيون الشعب الفلسطيني ترقبكم وتنتظر نتائج ما توصلتم إليه ولابد أن تضعوا بعين الاعتبار أن الفشل بات غير مقبول ولن يستطيع الشعب الفلسطيني التجاوز عن أخطاء أي طرف إلى ما لا نهاية, أو الصمت بلا حدود ويجب أن يوضع الطرف المعرقل للمصالحة تحت المسؤولية ليسائل من قبل الشعب على ما وصلت إليه الأمور من سوء أصاب قضيتنا وعرقل تقدمها بل وأصاب الشعب بمجمله في مقتل يعاني منه كافة أطياف الشعب الفلسطيني على كافة السبل والأصعدة فحذاري من الفشل فلن يكون محمود العواقب . أيتها القيادة الفلسطينية كفى تسويفا في إنهاء الانقسام وجعل ورقة المصالحة تكتيكًا يسعى إليه كل طرف من أجل تسجيل نقاط فوز على الفريق الأخر, كفى استهتارًا بعقل الشعب الفلسطيني فهو أكبر من أن يبقى خارج إطار الفعل ورد الفعل, لا تجبروا الشعب الفلسطيني أن لا يكون أمامه سوى ربيعًا عربيًا فلسطينيًا جديدًا, ربما لن تعجب نتائجه أي من القيادات الفلسطينية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت