لماذا هزم الشباب ؟؟؟؟؟/عزام الحملاوى

بقلم: عزام الحملاوى

اسقط الربيع العربي العديد من الأنظمة الدكتاتورية والتكتلات السياسية, وقفز بشعوب بعض الدول مثل مصر وتونس والمغرب التي كانت تعانى من الفقر والكبت والظلم إلى الحرية والديمقراطية, واحدث تغييرات جذرية في هذه الدول, ومهد الطريق أمام الشباب للعمل السياسي كقادة وثوار, لانهم كانوا العمود الفقري لهذا الربيع العربي, وشاركوا بوعي وفعالية في هذه الثورة التي أسست لبناء شعوب عربية قائمة على  الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي حرم منها المواطن العربي على مر الزمان, ونتيجة لذلك ظهر عدد من الأحزاب السياسية الشبابية التي عبرت عن أفكار وطموحات شعوبهم في مصر وتونس وغيرهما من الدول العربية, ورغم ذلك لم يحققوا اى فوز في الانتخابات لاختلافهم وعدم اتحادهم في حزب واحد ليكونوا قوة حقيقية في مواجهة بقية الأحزاب العلمانية والإسلامية, وكان هذا احد العوامل التي أدت إلى تراجع قوة الشباب وأحزابهم, وفوز الأحزاب الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين0


 


لقد نجح الإخوان في الانتخابات بالأغلبية في تونس, ومصر, والمغرب, والبحرين, والمغرب والكويت, ومستقبلا في ليبيا وسوريا ,واليمن والجزائر, والأردن وبعض دول الخليج, نتيجة خبرتهم الطويلة في التنظيم, وتوفر المال من بعض الدول العربية, واستغلالهم للدين, والادعاء بمحافظتهم على عادات وتقاليد المجتمع, ومحاربتهم للفساد, والتصدي لأمريكا وإسرائيل, واستطاعوا استغلال المساجد والحرية التي أتيحت لهم في تنظيم صفوفهم وحملتهم الانتخابية, كذلك نجحوا بامتياز في استغلال الدعاية الدينية  لتضليل الفقراء من الناخبين, وذلك باستغلال مكاتبهم المنتشرة في المناطق الشعبية الفقيرة التي أصبحت وزارة للشؤون الاجتماعية, حيث قامت بأعمال اجتماعية لمساعدة المواطنين وتقديم مساعدات اجتماعية وطبية0  


 


أما فشل بقية الأحزاب القديمة والعلمانية جاء نتيجة لشعور المواطنين بأنها فاسدة, ولم تغير واقعهم الأليم ,وإعادة حريتهم المسلوبة, ورفع المعاناة والظلم عنهم,أو رفع مستوى المعيشة لديهم 0


 


ويعود فشل الشباب إلى خلافاتهم وانقسامهم , وعدم اتحادهم في حزب واحد والترشح ضمن قائمة موحدة لتحقيق الفوز, وكذلك لعدم وجود الخبرة والحنكة والدهاء التي يحتاجها العمل السياسي, والانتخابات, وتشكيل الأحزاب, بالإضافة لعدم استعدادهم للانتخابات لقصر الوقت لعرض أرائهم وأفكارهم, وهذا أدى إلى عدم تواجد شعبي في دوائرهم يعمل على دعمهم وإسنادهم, وأهملت الفضائيات ووسائل الإعلام هؤلاء الشباب عن قصد  وعملت على إضعافهم عن طريق التشكيك والتخوين, مما ساعد في خسارتهم وتراجع نسبة نتائجهم في الانتخابات بشكل لافت للنظر.


 


أما وقد انتهت الانتخابات بفوز الإسلاميون, فيجب على الجميع احترام نتائج الانتخابات, وعدم  إقصاء اى فريق للآخر لأنه ليس من حق أحد طمس أي قوة سياسية  أخرى, ومطلوب أيضا تعزيز دور المؤسسات, وتفعيل الدستور, وقانون الانتخابات, وإيجاد قضاء مستقل, واعتماد التداول السلمي للسلطة عبر آليات ديمقراطية, ويكون صندوق الاقتراع النزيه هو الحكم بين كافة الأحزاب 0


 


لقد انتهت التجربة الديمقراطية بسقوط الشباب, لذلك عليهم الاستفادة من هذه التجربة بتكوين جبهة موحدة, وان يلعبوا دورا حيويا في المعارضة, وأن ينزلوا للشارع والتواجد بين صفوف الجماهير, فما زال أمامهم الوقت الكافي ليتعلموا كيف يحسنوا من أداءهم وخدمة الجماهير لكسب ثقتهم والفوز بأصواتهم حتى تكون لهم كلمة في الانتخابات القادمة0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت