في 4 مايو أيار 2010 وقع اتفاق المصالحة الذي وقعته جميع الفصائل والشخصيات الوطنية الذي نص على تشكيل حكومة كفاءات وطنية من المستقلين خلال 3 شهور، وعلى إجراء انتخابات متزامنة للمجلسين الوطني والتشريعي والانتخابات الرئاسية في 4مايو أيار 2011 ...
نحن لا نبعد عن 4/5/2011 سوى 80 يوم، ولم تشكل وزارة، ولم يعد سجل الناخبين، ولم نسمع عن إعدادات لانتخابات المجلس الوطني، ولم يصدر مرسوم للانتخابات ..
فقط تجاوز مشعل وعباس الفصائل وقرروا أن عباس رئيس الوزراء وهو انقلاب على ( القانون والنظام واتفاق الفصائل )، وبعض المتفزلكين يقولون للشعب اصبر وخليك متفائل ... كيف يا قادة ويا مثقفين تمررون على الناس اللامعقول وتحبطون طاقة الشعب للثورة . أنتم أسوأ من حكامكم ... هذا ضرب من الجنون وخاصة وأن مسيرة هؤلاء كلها اجتهادات ومحاولات فاشلة منذ بدءوا حكم هذا الشعب.
مادامت حكوماتنا قاصرة، وقياداتنا فاشلة في إيجاد حل، وغير متوقع أن تعطي حلا لحيثيات كثيرة زهق شعبنا من تعدادها، فالأولى أن تتولى القوات المسلحة المصرية الأمن في قطاع غزة، وتتولى القوات المسلحة الأردنية الأمن في الضفة الغربية، وأول خطوة في الحل الصحيح، هي تسريح كل الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة، وبعدها تجرى الانتخابات مباشرة لانتخاب رئيس ومجلس تشريعي، ومن ثم تشكل حكومة لإدارة البلاد، ومن ثم تشكل قوة أمنية فلسطينية جديدة لا تقبل أي عضو حزبي فيها، وتتوالى الخطوات بعدها لبناء فلسطيني لا تتحكم الفصائل المسلحة وأجهزة الأمن في تشكيل مؤسسات هذا البناء الجديد، خاصة وأن الجميع توقف عن المقاومة تلك الحجة لامتلاك السلاح ألا إذا كان السلاح سيوجه لصدور الشعب، هم لا يقاومون، فلماذا يستقوون على شعبنا بأسلحتهم؟؟
لم أقل بأن تتول الإدارات المصرية والأردنية إدارة البلد كحل نهائي، بل هي مهمة مؤقتة لإجراء الانتخابات وضمان نزاهتها ومنع الفوضى التي ستحدث بالتأكيد من عملية التزوير المبيتة لدى الطرفين الفلسطينيين المفترقين أبدا، وكذلك لتسريح الأجهزة الأمنية الحالية التي هي الأخطر على السلم الاجتماعي والمستقبل، لأنها أجهزة حزبية ( ميليشيات ستعيد نفس الإشكاليات والصلف والاقتتال، ولا يوجد في العالم أجهزة حزبية أمنية...
هنا هي المشكلة الحقيقية، وما ترتب عنها، وما سيترتب على بقائها، هو مضاعفات، ولن يصلح شيء في مجتمعنا مادامت هذه الأجهزة بهذه التركيبة، والتي من المفترض أنها وطنية مستقلة، وليست تابعة للأحزاب.. ونحن كشعب فلسطيني نستطيع تشكيل أجهزة من أفضل أجهزة الأمن في العالم بما لدينا من خريجين جامعيين قاعدين جنب الحيطة، وبمنع من يريد أن يعمل في أي حزب الالتحاق بالأجهزة الأمنية، ومن يريد أن يكون عضوا في حزب عليه ألا ينتسب ويمنع من الانتساب للأجهزة الأمنية.
الموضوع ليس شطب التاريخ النضالي لأحد، ولكن المشكلة كلها في الجيوش والأجهزة الحزبية الميليشياوية التي من خلالها يتم الاستقواء من الأحزاب على بعضهم البعض، وعلى الجمهور، وهي التي تمنعهم حقيقة من التصرف إيجابيا وتتحكم بالقيادات السياسية أو تُستخدم من قبل القادة السياسيين. ولذلك نحاول الاجتهاد بحل وليس طلب إدارات مصرية أو أردنية دائمة، بل هي لفرض الأمن ونزاهة الانتخابات بدل أن نطلب من الأمم المتحدة، وهذا لعجزنا، وما المانع من تدخل إخوانا لمساعدتنا أفضل من تدخل الأمم المتحدة أو الناتو.
حماس وعباس وكل الفصائل لم يحرروا شبرا إلى اليوم، وها نحن الفلسطينيون غير السلطويين نحاول أن نقول شيئا نبني عليه ما خربوه، لعلنا نكون غدا شعبا واحدا بعد أن قسموا هؤلاء الوطن قبل تحريره .. وعندما نصبح أحرار في داخلنا نستطيع بعدها تحرير الوطن، أما هكذا حال، فكيف يمكن أن نحرر الوطن؟ .. المواطنين أصبحوا عبيد لأجندات خاصة لحماس وعباس، وهم يصادرون كل حقوق الناس، وأضعفوا حال الشعب والقضية، إلا إذا كان الشعب هو الذي صنع المشكلة ؟؟
ما يفعلونه الآن في الدوحة وبعد الدوحة هو محاولة التفاف على أية إمكانية لحراك شعبنا ضدهم في مارس آذار القادم وسترون الحقيقة بمرور الأيام وكذبهم وتدليسهم على شعبنا .. هم يتبادلون الأدوار لتنفيس كل جهد شعبي للخروج من أزمته، فليس لديهم حلولا لقضايا الحياة ولا قضايا التحرر وآفاق نجاحهم مسدودة،
عباس وحماس غير مؤتمنين على تشكيل وزارة أو إجراء انتخابات فهم كذبوا على شعبنا كثيرا وزادوا عذابات الناس .. حتى هذه اللحظات فهل يؤتمنون من جديد..
على شعبنا محاكمتهم بدل التشدق بتشكيل ما يسمى بوزارة يرأسها عباس وتوافق عليها حماس ... هؤلاء يحتاجون محاكمة من شعبهم بدل أن يعودوا لتقلد مناصب فهم أجرموا في حق شعبنا خمس سنوات على الأقل .
عندما ( حماس وعباس ) لا يحترمون أنات وعذابات شعبنا ولا يستجيبون لتوسلات شعب صبر على ظلمهم .. وعندما يبيعوها لقطر وحكامها المجرمين عليكم أن تعرفوا أن لا خير فيهم أبدا .
وكأنك لسان بعض المطبلين يقول إن شعبنا هو الذي يمنعهم من المصالحة منذ خمس سنوات وكأنك حال واقعنا يقول بأنهم قصر في الفهم ويريدون دعم الناس .. لا .. هؤلاء مجرمون أساءوا إلى شعبنا وقضيتنا ولا يجوز عودتهم للتحكم بالتعيين والتحكم في رقاب الناس.
لن تتم خطوات استعادة كرامة هذا الشعب إلا بثورة على السلطتين في غزة ورام الله لأنهم أوغلوا في غيهم ولم يعودوا يمثلون طموح وحلم شعبنا .
من يصدق عباس وحماس؟ بأن هناك تشكيل وزارة قريبا أو بعيدا ولن تجرى انتخابات أيضا ... فقد قسموا الوطن إلى الأبد وما هذه إلا مسكنات يضحكون بها على الشعب الغلبان الذي دمروا فيه كل طاقة على استعادة كرامته ... إنهم كاذبون ... انتهازيون، وستكتشفون ذلك قريبا .
هذه هي الساسة في بلدنا يا .. المتآمر والانتهازي ينتصر ويفرض نفسه إلى حين، ويسرق الأضواء وعرق المخلصين، ولكن تكشفهم جرائمهم في حق شعبهم، ويبقى رجال يحملون القيم والمبادئ يدفعون ثمن التمسك بها.
ما أتعس المنافقين الكاذبين الانتهازيين المتآمرين، لأن بينهم وبين أنفسهم حاجز كبير من عدم الانسجام، وهم بالنهاية لن يضحكوا علي كل الناس كل الوقت، وسيبقي المجد للقيم والمبادئ يتلقفها المخلصون الجدد، وإلا لفني الكون الذي يتواصل منتصباً رغم أنف الدجالين والطبالين المنافقين، والمتآمرين ....
ما أتعس الانتهازيين وما أطيب عرق الرجال ذوي الكرامة المرتفعة، وما أصبرك من شعب طال باله كثيرا على الكذب، فهل مايو الكذاب أم من جعل مايو يكذب ويكذب ويكذب حتى يتحول إلى يناير إذا صدق.
12/2/2012م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت