أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) أن استئناف المفاوضات يتطلب وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، وقبول مبدأ حل الدولتين على حدود (67)، والإفراج عن الأسرى خاصةً الذين اعتقلوا قبل نهاية عام 1993.
وقال أبومازن في خطاب أمام مجلس الجامعة العربية بالقاهرة, مساء الأحد، إن القيادية الفلسطينية ستوجه رسائل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين (نتنياهو) وإلى قادة العالم لتحديد أسس ومرجعيات استئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وأوضح أن الرسائل الموجهة لنتنياهو والعالم ستتضمن مجموعة من النقاط تلخص الاتفاقات والمرجعيات، والوضع الحالي وعدم إمكانية استمراره على ما هو عليه، أي (بقاء السلطة دون سلطة).
وأضاف "سننتظر الرد على رسائلنا، وفي حال عدم الاستجابة، سنبدأ خطواتنا المتعلقة بمجلس الأمن والجمعية العامة ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى، وتفعيل ميثاق جنيف الرابع لعام 1949، بخصوص حماية المدنيين في زمن الحرب، منوها إلى احتمال قيام (الكونغرس) بقطع المساعدات، أو قيام إسرائيل باحتجاز عائدات الضرائب.
وأشار أبومازن إلى تطورات عملية السلام، قائلا:"اللجنة الرباعية أصدرت في 23-9 مبادرة تقول فيها إننا لا بد أن نستكمل الاتفاق على قضيتين أساسيتين هما (الحدود والأمن)، وهاتين القاضيتان يجب أن يتم الاتفاق على أرضيتهما خلال ثلاثة أشهر من بدء عمل اللجنة".
وتابع"وبعد ذلك قالت اللجنة إنه لابد أن يتم البحث في كل قضايا الحل النهائي خلال عام 2012 وهذه هي مبادرة لجنة المتابعة العالمية، واللجنة بدأت في 26-10 أعمالها وقالت لدينا 3 أشهر لا بد أن نستكمل هذه الأمور، وبعد شهرين لم تستطيع أن تعمل شيئا، فكانت المبادرة الكريمة برعاية الملك عبد الله الثاني الذي بذل جهود خارقة للوصول إلى شيء مع الموعد النهائي في 26-1".
وقال "الواقع أننا قدمنا نحن بالنسبة لنا كفلسطينيين للجانب الإسرائيلي، سواء بوجود اللجنة الرعاية أو بجهود أشقائنا رؤيتنا فيما يتعلق بالحدود وفيما يتعلق بالأمن، ولا يوجد هناك سر؛ الحدود قلنا أننا نقبل بحدود 67 مع تعديلات طفيفة بالقيمة والمثل، أما موضوع الأمن فنحن نقبل بوجود أي طرف على أرضنا الفلسطينية أيا كان هذا الطرف باستثناء الوجود الإسرائيلي."
ونوه إلى أن الإسرائيليون حتى الآن يرفضون وقف الاستيطان، يرفضون تقديم خرائط، ويرفضون الاعتراف بخطة خارطة الطريق ويقولون إنهم قدموا 14 تحفظا، مشيرا إلى "أننا بعد أسابيع قليلة سنحتفل بالمبادرة العربية للسلام، بمرور عشر سنوات على إطلاق هذه المبادرة في قمة بيروت، ومع الأسف لم يحصل بها شيء وإسرائيل لا تلتفت إليها ونحن في كل مناسبة نقول للإسرائيليين إنها فرصة ثمينة لكم وللسلام في العالم، اعترفوا بدولة فلسطينية وانسحبوا من الأراضي المحتلة، فإن العرب جميعا والمسلمون أيضا سيعترفون بكم ويطبعون علاقاتهم معكم حسب المبادرة العربية".
وقال الرئيس الفلسطيني"لكن الإسرائيليين لم يحركوا ساكنا ولم يلتفتوا إلى هذه المبادرة الثمينة التي من وجهة نظرنا نعتبرها أثمن مبادرة جاءت من أجل القضية الفلسطينية منذ أكثر من 60 عاما".
وحول قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية أكد الرئيس أبومازن على أن الحكومة التي سيتم تشكيلها برئاسته بناء على اتفاق (إعلان الدوحة) ستكون حكومة إنتقالية لها مهمتان وهما :إجراء الإنتخابات، وإعادة إعمار غزة بعد الحرب الإسرائيلية عليها أواخر عام 2008.
وأضاف أن "الإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني, أمامها العديد من المحطات وأولها الاستعداد لهذه الإنتخابات وهي من مهمة لجنة الإنتخابات المركزية المستقلة, بتحديث السجل الانتخابي للفلسطينيين والذي لم يحدث منذ خمس أعوام, خاصةً في قطاع غزة, وإذا تمت هذه الإستعدادات نكون بذلك قطعنا نصف الطريق".
وأشار إلى أن هناك عقبة ستواجه الإنتخابات, وهي موافقة إسرائيل على عمل الإنتخابات في القدس, موضحا بانه "لا يمكن إجراء الانتخابات بدون القدس الشرقية, وإسرائيل وافقت على الإنتخابات فيما قبل في فترة 2005, ولذلك سنطالب العالم بالضغط على إسرائيل للسماح بعمل الإنتخابات".
وبالنسبة لإعادة إعمار غزة, لفت أبومازن إلى أنه في قمة شرم الشيخ تم رصد مبلغ قيمته (4) مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة, بعد الحرب الإسرائيلية, ولكن العديد من الدول المانحة لم توفي بالتزاماتها, داعياً إياهم للوفاء بهذه الالتزامات ورعاية إعادة الإعمار.