دحلان فوبيا/د. طلال الشريف

بقلم: طلال الشريف

الشيء الطبيعي ألا تمتد حالة رد فعل الإنسان وقلقه من تصرف أو حدث معين طول الوقت، إلا إذا كان ارتكاب هذا الحدث بمثابة فعل مشين جدا،  أو حادث غير طبيعي ومعيب ممن ارتكبه، وقد يتراوح أثر هذا الفعل على الفاعل أو المشارك في الفعل، كارتكاب جريمة مثلا، يتراوح بين الأزمة والدايلما (الورطة) والتي تبقى وصمة متجددة في العقل الباطن تنشط من حين إلى آخر وتصبح بتكرارها دليل على الخوف المرضي من المشهد والتي تسمى فوبيا.


 


والخوف المتواصل (الفوبيا) هو سلوك مرضي يترجم مرة باستجابة غير علنية فينتاب الشخص المرتكب للحدث أو الجريمة حالة كبت المشهد حين يتذكره الفاعل الجريمة، ويتبعه نوبات اكتئاب وقلق داخلي وهذا يمكن الشفاء منه بعد مدة من الزمن.


 


أما الخوف المتواصل  والذي يترجم مرات عديدة في حالة المرض المتفاقمة باستجابات علنية يشعر بها الآخرين في صورة هذيان يسمعه الناس وكأنه طلب منهم لتونيس المريض من خوفه وهذه حالة تنقل صاحبها أحيانا من الفوبيا إلى الهستيريا.


 


حالة دحلان فوبيا التي تنتاب البعض من أعضاء اللجنة المركزية والتي تحدث استجابات علنية من آن لآخر للحاجة بالشعور بالأمان وونس الناس، مازال هؤلاء البعض يعيدونها سواء بتظاهرهم بالتشفي أو بالهجوم لهي الترجمة الحقيقية لكبر حجم القلق المرضي الذي يعانون منه، فيكثرون من مهاجمة الرجل الذي لم يرد عليهم بعد، والتزم بالقانون الداخلي وحرص على فتح.


 


يقول حسين الشيخ في مقابلة مع دنيا الوطن وقبله جمال محيسن وقبله وقبله في معا ومواقع أخرى ...   أن اللجنة المركزية لم يعد فيها سوبرمان بعد فصل دحلان فجميع أعضاء اللجنة المركزية الآن ( ..... ) متناغمون ويجمعون على أي قضية في اجتماعاتهم، وهذا هو قمة التدهور لأن ذلك لو كان حقيقيا فهي نتيجة مؤكدة للفوبيا، وهذا منافي للوضع الطبيعي من وجود اختلافات واجتهادات صحية بين الفريق أو اللجنة التي تقود أي عمل.


 


قالوا منذ عام إن معوق السياسة الفلسطينية دحلان وأكد لهم الخصوم ذلك، وأبعد دحلان منذ ما يزيد عن عام، فماذا تغير وماذا أنجزوا ؟  


 


هربوا إلى محافل دولية وشغلوا الناس وفشلوا فشلا ذريعا وعادوا صاغرين إلى مفاوضات وفشلوا فشلا ذريعا، وكانت المقاومة فاعلة وبعد إبعاد دحلان توقفت المقاومة، كانت الأمور المالية في السلطة تسير جيدا وبعد إبعاد دحلان أفلست السلطة وتأخرت الرواتب وشرح فياض كم هو عمق الأزمة المالية التي قد تعصف بالسلطة.


 


 منذ أبعد دحلان قمعوا الحراك الشبابي وتآمروا عليه، بدل أزمة الكهرباء أصبح لا يوجد كهرباء بالمرة وأضيف إليها السولار والبنزين، وبعد دحلان وقعوا اتفاق مصالحة ولم ينفذ حتى الآن ويخدرون الشعب، وبعد إبعاد دحلان قالوا بأن لديهم خطط سحرية لإنهاء أزمة الشعب الفلسطيني فتفاقمت أزمة الشعب الفلسطيني.


 


بعد إبعاد دحلان قسموا فتح ولن تتوحد حتى في صندوق الانتخابات القادمة إلا بعودة دحلان.


 


 بعد دحلان قمعوا أهل غزة وزادوا كرهها لهم، وهم ينتقلون من فشل إلى فشل ليس بسبب عدم تواجد دحلان معهم، ولكن لأنهم أداروا السياسة جميعها بالحقد والنميمة والضغينة والتربص لبعضهم البعض، فالمرض واحد وهو الفوبيا والاستئصال لكل من يقول لا ، وتحولوا إلى لجنة مركزية بوليسية تتلصص على بعضها البعض خوفا من الاستئصال ولمعرفتهم ومشاهدتهم التزوير والقمع بأم عينهم في قضية دحلان، فأصبحوا جميعا موافقون لكل ما يطلب منهم ولهذا ضعف حالهم أمام المنافسين وأخذوا يقدمون التنازلات وحسن النوايا ويسكتون على مخالب الخصم المغروزة في عيونهم.


 


يحاولون استرضاء حماس وحماس على قناعة بأنهم مزورون ومتآمرون على بعضهم.


 


قررتم أن تستبعدوا الرجل بالقوة المسلحة والتزوير ولم ترتاحوا، وتتابعون في كل يوم خطاياكم فتتذكرونه وكأنكم في غرفة وتشعرون أنه واقف وراء الباب لكم.


 


 تريدون النجاح في مهمة واحدة لتخرموا عينه، فتفشلون، فتطلون من خلف العدسة السحرية عله لا يكون واقفا هناك،  لكي لا يتشمت فيكم ، حالتكم المرضية تكبر، وهو يكبر لدى الجمهور على خوفكم دون أن يبذل جهد ولا يعيركم اهتماما، هو يحرص على قوة وبقاء التنظيم بسكوته وأنتم تضعفون التنظيم وتبعثرونه من تخبطكم خوفا من انكشاف جريمتكم رغم أنها مكشوفة على الهواء مباشرة في أصغر عقل طفل فلسطيني وحتى حماس، وكسرتم غزة مرتين وتخافون ما تبطنه لكم غزة والأيام القادمة.


 


كلما فشلتم وتذكرتم الجريمة تأتيكم فوبيا دحلان فتجددون اسمه في أذهان الجماهير لتشغلوهم بتلك الشماعة التي فهمها الناس بعكس ما تريدون فانحازوا إليه، لأن الناس فهمت حالتكم، فتعمق دحلان عموديا، وأفقيا، وقرب أن يصبح في أذهان الناس منقذا لهم في لحظة الحقيقة، وأصبح واضحا أن هناك ظاهرة دحلانية تحولت إلى كمِ كبير من الناس لم تعد قوة على إبطالها لكبر حجمها.


 


الرجل دحلان يترفع عن مهاتراتكم ويتصرف كرجل دولة، ومسئول تنظيم، وزعيم، قال كلمته الشهيرة،" أنا ملتزم بالقانون فهربتم من القانون".  ووقف صابراً ومقاتلا بحقه ينتظر العدالة،  


جيد أن تعملوا وكأن هناك وراء الباب رقيب ولكن ليس جيدا أن تعملوا وكأن وراء الباب ما يخيفكم ويفاقم من حالة مرضكم.


هو لا يرد على كل ما تقولون، ولكن يرد عندما تتحدث الأحجام المناسبة فالأحجام ثابتة ولا تتغير ولا تسمح قوانين اللعبة بالنزال بين وزن الريشة ووزن فوق الثقيل.


13/2/2012م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت