دعا النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، إلى حملة دولية لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية، مؤكداً أن الحديث عن المشروع النووي الإيراني، والتغاضي عن الأسلحة النووية الموجودة بحوزة إسرائيل، هو نوع من الرياء السياسي. وقال زحالقة بان المطلوب هو نزع السلاح النووي من كل الدول في المنطقة وأولها الدول التي تملكها وهي إسرائيل، وفقط بهذه الطريقة يمكن تجنيب المنطقة خطر الأسلحة النووية.
جاءت اقوال زحالقة هذه خلال طرحه لاقتراح حجب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو، وقال في معرض طرحه للاقتراح، بانه "ما دامت إسرائيل تملك سلاحاً نووياً، فإنها لن تبقى وحيدة مدة طويلة، فحتى لو لم يصل المشروع الإيراني إلى حد إنتاج القنابل الذرية، فإن دولاً أخرى ستسعى لإنتاج السلاح النووي عاجلاً أم آجلاً".
وحذر زحالقة من ما وصفه بالجنون وروح المغامرة العسكرية التي هيمنت على قيادات عسكرية وسياسية متنفذة في إسرائيل وفي مقدمتها، الثنائي الخطير (براك ونتنياهو)، حيث حذرت قيادات إسرائيلية منهما ومن إمكانية قيامهما بعملية عسكرية ضد إيران.
وتطرق زحالقة إلى رفض إسرائيل التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واشتراطها ذلك بالتوقيع على اتفاقية سلام مع كل دول المنطقة، وقال بان "إسرائيل ترفض من جهة التوصل إلى تسوية عادلة وتريد أن يكون بيدها سلاح نووي وتبقى بيدها المستوطنات والقدس وترفض القرارات الدولية بما فيها تلك المتعلقة بعودة اللاجئين.
وخلص زحالقة إلى القول بانه "إذا نزع السلاح النووي من إسرائيل فإن دول المنطقة، بما فيها إيران مستعدة للالتزام بالمعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي، فجذر المشكلة هو السلاح النووي في إسرائيل وهو رفض اسرائيل التخلي عنه.
وفي معرض حديثها أكدت النائبة حنين زعبي أن المعلومات بصدد توصل إيران إلى إنتاج قنبلة نووية، هي معلومات ترجيحية، فيما يعرف العالم أن من يملك قنبلة نووية في الشرق الأوسط هي إسرائيل، وأضافت أنه "إذا كانت معادلة إسرائيل أن الخطر هو ليس في امتلاك قنبلة نووية بل في جنون الدولة التي تمتلكها، وإمكانية استعمالها للقوة النووية، فإن العالم عليه أن يركز اهتمامه في إسرائيل أيضا، حيث أن سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هي السياسات المجنونة في المنطقة، وهي من تدخل المنطقة لدوامة حروب متتالية، ولدوامة التسلح وزيادة القوة العسكرية."
وأكدت على أن سياسات العداء والتهديدات بالحرب من قبل إسرائيل هي الوجه الآخر لسياسات رفض السلام العادل ومبادرات السلام العربية. وفي معرض ردها على وزير الشؤون الإستراتيجية بوجي يعلون الذي تحدث عن "التهديد الشيعي والايراني للمنطقة" أكدت النائبة زعبي أن "أحدا في المنطقة لم يوكل إسرائيل بالدفاع ضد ما تسميه إسرائيل "هيمنة شيعية وايرانية"، وأن أحدا لم يوكل إسرائيل بأن تتحدث باسم المنطقة العربية والإسلامية، وقالت إن "من يقتل العلماء ويفجر في طهران، ومن يغتال في دبي، ومن ينتهك السيادة السورية ويعتدي في لبنان، هو لا يدافع وإنما يعتدي فقط."
وأكدت زعبي أن الحديث عن التهديد الشيعي، هو إحدى الإعترافات بأننا لسنا بصدد خوف إسرائيل من "تهديد نووي" بل خوف إسرائيلي من سياسة "هيمنة" على المنطقة، وأن المخطط الإسرائيلي هو أن تبقى إسرائيل القوة النووية الوحيدة في المنطقة، والقوة الأكبر عسكريا، والقوة المهيمنة سياسيا.
وتطرقت النائبة زعبي إلى سياسات الخوف في إسرائيل، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تخاف فقط من "الهيمنة الشيعية"، بل تخاف من الأخوان المسلمين، وهم ليسوا شيعة، وهي تخاف من الحركات العلمانية في المنطقة، وأكثر ما تخافه من الديمقراطية في المنطقة العربية ما بعد الربيع العربي، وهي تخاف الحرب وتخاف السلام أيضا، وأن العالم والمنطقة والعرب والفلسطينيين ينتظرون أن يعرفوا مم لا تخاف إسرائيل.
وفي نهاية حديثها دعت النائبة زعبي إلى نزع السلاح النووي من إسرائيل، وإلى نزع السلاح النووي في المنطقة، وإلى وضع حد لسياسات القوة والغطرسة الإسرائيلية، التي تبغي السيطرة على مصير المنطقة.