تسارع بتكثيف البناء التهويدي حول المسجد الاقصى

 


أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى وبتسابق مع الزمن إلى خنق المسجد الاقصى المبارك بالمشاريع التهويدية والبؤر الاستيطانية وذلك على حساب المعالم الاسلامية والعربية ، بهدف تغييب الحضارة  والتاريخ الإسلامي وإحلال رواية "تلمودية" باطلة عن المسجد الاقصى ومحيطه ،.


 


وقالت المؤسسة في بيان لها تلقت وكالة قدس نت للأنباء نسخة عه ،مساء الاثنين، إن من ضمن هذه المساعي "مصادقة ما  يسمى بـ اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة للبلدية العبرية في القدس اليوم، على مخطط لإقامة ما أسمته "مركز القدم" في نطاق ما تسميه "مركز الزوار – مدينة داوود " في حي وادي حلوة – سلوان ، الملاصق للمسجد الاقصى من جهة الجنوب ".


 


ونوهت المؤسسة إلى أنه يلحظ تكثيف البناء التهويدي حول المسجد الاقصى، وتسارعه بشكل غير مسبوق ، فما كان يتسغرق تخطيطه والمصادقة عليها سنوات ، يحتاج اليوم لأشهر قليلة ، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يبادر إلى إقامة مثل هذه الأبنية في وقت واحد ، ومن جميع الجهات المحيطة للمسجد الاقصى المبارك ، الأمر الذي يشير أن الاحتلال يحاول فرض الأمر الواقع واختصار الوقت لتنفيذ أكبر عدد من المشاريع التهويدية ، والتي بمجملها تشكل خطراً على المسجد الاقصى المبارك وكل البلدة القديمة بالقدس وكامل القدس المحتلة .


 


وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث حذّرت في الثاني فبراير الجاري من مخاطر إقامة مباني تهويدية ضخمة قريبة جداً من أسوار البلدة القديمة بالقدس ومن المسجد الاقصى من الجهة الجنوبية الغربية ، تحت مسمى "مراكز سياحية" .


 


 وأشارت إلى أن الاحتلال يحاول تشويه المنظر العام في القدس القديمة ومحيط المسجد الاقصى، عن طريق استحداث أبنية على الطراز الحديث تتنافى وتتعارض مع عراقة الأبنية الاسلامية والعربية ، في حين أن إقامة مثل هذه المباني يترافق مع عمليات حفريات وإنشاء أنفاق تشكل خطراً على أسوار القدس القديمة ومحيط المسجد الاقصى ، ناهيك أن استعمالات هذه المباني يهدف إلى عمليات من غسيل المخ والتوجيه الزائف إلى وجود يهودي في المنطقة المذكورة حول المسجد الاقصى ، في بلدة سلوان وحي وادي حلوة ، اقرب أحياء بلدة سلوان إلى المسجد الأقصى  .


 


وقالت المؤسسة بانه من خلال اطلاعها ومراجعاتها للوثائق والخرائط وبروتوكولات الجلسات المختلفة التي ناقشتها أذرع الإحتلال في القدس، ومن خلال الزيارات الميدانية والرصد المتواصل في الأشهر والأسابيع الأخيرة لحي وادي حلوة – مدخل بلدة سلوان الرئيسي جنوب المسجد الاقصى- ، يظهر جلياً أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع في خطواته للمصادقة وبدء تنفيذ مشروع تهويدي ضخم على أرض فلسطينية تم مصادرتها سابقاً على بعد عشرات الأمتار من سور البلدة القديمة بالقدس.


 


 واستعملت هذه الأرض وفقا للمؤسسة بعد مصادرتها كموقف سيارات للمستوطنين وللبؤرة الاستيطانية المسمى " مركز زوار- مدينة داوود " ، وقبل نحو خمس سنوات بدأت حفريات مكثفة في الموقع كجزء من الأعمال التمهيدية لبناء مركز  تهويدي ضخم في الموقع ، وخلال عمليات الحفر التي نفذتها ما يسمى بـ " سلطة الآثار الإسرائيلية" تم الكشف عن آثار إسلامية عريقة وكذلك مقبرة إسلامية تاريخية ، ولكن سرعان ما تم  طمس الآثار الاسلامية ، وتدمير المقبرة الاسلامية عبر نقل عظام ورفات الموتى إلى مكان مجهول ، وطمس ما تبقى ونثره في باطن الأرض ، بما يعني أن إقامة المركز التهويدي المخطط له سيكون على أنقاض الآثار الاسلامية والمقبرة الاسلامية التاريخية.


 


وبحسب المعلومات المتوفرة لدى مؤسسة الأقصى فإن البناء سيتم على قطعة أرض مصادرة مساحتها 5420 م2  ، لكن حيّز البناء والذي سيتوزع على أربعة طوابق ومرافقه سيصل إلى مساحة إجمالية قدرها 16,032م2 ، وسيشمل المركز التهويدي ، طابق للمعروضات الأثرية – وبطبيعة الحال ستعرض ما يدعى أنها أثار يهودية في القدس - ، طابق تحت الأرض سيستعمل كموقف للسيارات بسعة 250 سيارة ، قسم سياحي يشمل ( مركز استعلامات ، صفوف تعليمية ، صالات عرض ، قاعة مؤتمرات ، دكان للمقتنيات الأثرية ، مقصف ، غرف إدارة ) ، قسم للبحوث يشمل ( مكتبة ، غرف اجتماعات ، غرف للمرشدين ) .


 


وذكرت مؤسسة الأقصى انه وبحسب المخطط المذكور ، فسيتم حفر نفقين تحت الأرض تتصل بالمركز التهويدي المذكور ، النفق الأول يتجه شمالاً ، يمر أسفل باب المغاربة – في سور البلدة القديمة بالقدس -  ويصل إلى أسفل ساحة البراق وأسفل باب المغاربة – أحد أبواب المسجد الاقصى المبارك في الجهة الغربية ، أما النفق الثاني فيتجه نحو جهة شرق جنوب ، يمر أسفل ما يسمى بـ "مركز الزوار – مدينة داوود " ويستمر إلى منطقة قصور الخلافة الأموية – جنوب المسجد الاقصى – حيث تم تهويد منطقة القصور الأموية وافتتاحها قبل أشهر تحت مسمى "مطاهر الهيكل المزعوم" .


 


ونوهت مؤسسة الأقصى أن هذا المخطط  التفصيلي العيني عبارة عن ترجمة لمخططات عامة وكجزء من مخططات أشمل لتهويد كامل محيط المسجد الاقصى ، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية ، والجنوبية الشرقية  - كمخطط عم/9 ومخطط تم"أ 8 ، ومخطط 11555، ومخطط الخارطة الهيكلية للقدس 2020 - ،  ومن الجدير بالإشارة أن العمل على هذا المخطط التفصيلي لهذا المركز التهويدي انطلق عام 2009م ، لكنه تباطئ في العام 2010م ، وعاد الى التسارع بشكل ملفت ومفاجىء في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري .


 


 وقد تمت حسب المؤسسة المصادقة على المخطط في لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في جلسة عقدت بتاريخ 28/12/2011 ، ومن المتوقع المصادقة عليه في اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط التابعة لبلدية الاحتلال في القدس في الجلسة المفترض ان تعقد بتاريخ 13/2/2012 ، الأمر الذي يدلل أن الإحتلال يسارع من تنفيذ مخططاته التهويدية في المنطقة المذكورة.


 


ونبهت المؤسسة الأقصى إلى أن " المركز التهويدي " ومرفقاته سيتم ربطها بشبكة الأنفاق التي يتم حفرها في منطقة سلوان ووادي حلوة وأسفل ومحيط المسجد الاقصى المبارك ، بل سيعتبر كنقطة  إلتقاء وتوجيه مركزية في مشروع الاستيطان والتهويد ، علماً أن من يقوم على هذا المخطط هي منظمة "إلعاد " الاستيطانية .