من الواضح بأن جسما يجمع الصحفيين في فلسطين من كافة الفصائل بات قريبا على وقع أجواء المصالحة التي نشاهدها إعلاميا ولم نلمسها واقعيا، فكانت لنا كصحفيين رؤية في جسم يجمعنا قبل أن ننتقل إلى وطن يوحدنا؛ ولذلك أردت أن أضع بين يدي من يدير النقابة حاضرا ومستقبلا في الضفة وغزة وفي كل مكان على أرض الوطن أن يرى من منظور الخدمة للصحفيين لا من باب تسجيل المواقف السياسية، فحال الصحفيين يعد الأسوأ بين النقابات في ظل حالة الترهل القائمة وعدم شمولها وولادتها الجديدة بعد الموت السريري الذي أبقى فقط على ختم لها واسم دون أرشيف طوال سنوات.
التأمين الصحي والإسكان والحماية من الاعتقال على الخلفية السياسية والمتابعة لملفات التطوير والدورات والورشات وعقد المؤتمرات الخاصة بالقدس والقضية الفلسطينية على المستوى الدولي والبعثات وإقامة شبكة التواصل بين الصحفيين والمؤسسات الحكومية والمعايير الصحفية وقاموس المصطلحات وتسمية المناطق الفلسطينية وترسيخ معالمها في الكتابة والتلفزة ردا على التهويد؛ كل ذلك يعد من المشاريع الهامة لأي جسم يتسلم إدارة النقابة لما له من أثر على كافة المستويات وفضح للتهويد الصهيوني للإعلام الفلسطيني من حيث لا يدري.
ولعل هذه الحقوق هي أبسط ما يمكن فعله للصحفيين الذين همشوا طوال السنوات الماضية وباتوا السلطة النائمة وليست الرابعة بفعل مقصود تارة وعن جهل تارة أخرى.
وإني لأحزن كثيرا حين أسمع وأرى وأقرا من قبل الصحفيين ووكالات الأنباء الفلسطينية مصطلحات "مفرق شيفي شمرون" و" شارع عتصيون" و" جيش الدفاع " و"أشكلون" وغيرها من المصطلحات التي ستصبح متداولة بين المواطنين في الأيام القادمة ونساعد من خلالها للأسف على التهويد من حيث لا ندري، وهنا ألوم الصحفيين ووكالاتهم، ولكنني ألوم أكثر نقابة تفتقر لقاموس التعريف الوطني المنشود.
ثم من قال بأن حزبا معينا يجب أن يسيطر على النقابة ويتفرد بها وكأنها مكتب حركي له من أجل خدمة الصحفيين؟!.. يقال أينما وجد الاستفراد وجد الفساد وأينما وجد الإقصاء وجد الترهل وبالتالي لن يكون في خدمة الصحفيين إلا حال التنافس والشفافية للوصول إلى إدارة تلك النقابة التي وإن جاز لي التعبير عن اسم لها حتى اللحظة فإنها لم ترقَ لمعنى نقابة وهي الآن بمثابة انطلاقة فقط.
الإخوة والأخوات الزملاء الصحفيين دعونا نبني قوتنا بأيدينا ونبتعد عن الاستفراد إما بالقبضة الأمنية أو بالتزوير وعدم الشفافية إذا أردنا بالفعل أن نخدم قضيتنا وأن نحقق مطالب ولو أنها بسيطة مقارنة بنقابات عالمية توفر المنح وتقدم المساعدات وتدعم الأبحاث وتجسد المهنية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت