اتهمت وزيرة التعاون الدولي المصرية، خلال شهادتها في قضية التحقيق في تمويل الجمعيات الأهلية التي تثير أزمة بين واشنطن والقاهرة، الولايات المتحدة بأنها عملت على "احتواء" الثورة المصرية و"توجيهها" لخدمة مصالحها ومصالح إسرائيل.
وقالت فايزة أبو النجا في تحقيقات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إن "أحداث ثورة 25 يناير جاءت مفاجئة للولايات المتحدة، وخرجت عن سيطرتها لتحولها إلى ثورة للشعب المصري بأسره".
وأضافت أنه لذلك "قررت الولايات المتحدة في حينه العمل بكل ما لديها من إمكانيات وأدوات لاحتواء الموقف وتوجيهه في الاتجاه الذي يحقق المصلحة الأمريكية والإسرائيلية أيضا".
وأوضحت أن "أمريكا أو إسرائيل يتعذر عليهما القيام بخلق حالة الفوضى والعمل على استمرارها في مصر بشكل مباشر، ومن ثم استخدمت التمويل المباشر للمنظمات خاصة الأمريكي منها، كوسائل لتنفيذ تلك الأهداف".
كما أشارت إلى أن "كل الشواهد كانت تدل على رغبة واضحة وإصرار على إجهاض أي فرصة لكي تنهض مصر كدولة حديثة ديموقراطية ذات اقتصاد قوي، حيث سيمثل ذلك اكبر تهديد للمصالح الإسرائيلية والأمريكية ليس في مصر وحدها وإنما في المنطقة ككل".
وتابعت أن "ثورة 25 يناير خلقت الفرصة للنهضة المصرية على أرض الواقع وبما يمثل فرصة تاريخية حقيقية لتتبوأ مصر المكانة التي تليق بقيمتها وقامتها اقليميا ودوليا".
وأضافت الوزيرة المصرية "بالتالي السبيل لإجهاض هذه الفرصة التاريخية هو خلق حالة من الفوضى تتمكن من خلالها القوة المناوئة لمصر دولية كانت أو إقليمية من إعادة ترتيب أوراقها في التعامل مع التطورات بعد ثورة يناير".
وأعلن مصدر قضائي مصري في الثالث من شباط/فبراير الجاري انه تمت إحالة 44 شخصا من بينهم 19 أمريكيا وأجانب آخرين سيحاكمون في قضية التمويل غير المشروع لجمعيات أهلية ناشطة في مصر.
كما اتهم القضاء المصري جمعيات أهلية ناشطة بعضها أمريكي بممارسة نشاطات سياسية بطرق غير مشروعة في البلاد ما قد يفجر أزمة حقيقية بين القاهرة وواشنطن.
وتوترت العلاقة بين البلدين منذ صدور قرار ملاحقة هؤلاء النشطاء قضائيا.
وعلى اثر ذلك حذر ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء مصر من أن خطر حصول قطيعة "كارثية" بين البلدين نادرا ما كان بهذا الحجم.
وجاءت أقوال أبو النجا خلال شهادتها في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أمام لجنة تحقيق مكلفة من وزير العدل المصري بالتحقيق في تمويل الجمعيات الأهلية في مصر.
وكشفت تحقيقات هذه اللجنة التي نقلتها الوكالة أن الولايات المتحدة "قامت بتقديم حجم هائل من التمويل لمنظمات مصرية وأمريكية تعمل على أرض مصر في أعقاب ثورة 25 يناير على نحو يفوق عدة مرات ما كانت تقدمه لتلك المنظمات من قبل.
ومن المتوقع أن تسهم تصريحات الوزيرة في تفاقم الأزمة المصرية الأمريكية رغم حرص واشنطن على احتوائها، كما بدا واضحا في قرار الرئيس الأمريكي بارك أوباما أمس بالإبقاء على المساعدات العسكرية دون تغيير، وكذلك إيفاده ريس الأركان الأمريكي للقاهرة الأسبوع الماضي للغرض نفسه.