كشفت مصادر مطلعة جدا في حماس بأن الحركة أنهت الخلاف الذي نشب بين قادتها مؤخرا حول اتفاق الدوحة، وذلك بالتوافق على تنفيذه كما وقعه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، مع اجراء تعديل للقانون الاساسي الفلسطيني للسماح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالجمع بين رئاسة السلطة ومنصب رئيس الوزراء.
وقال الدكتور صلاح البردويل احد قادة حماس البارزين في قطاع غزة لـصحيفة "القدس العربي" اللندنية نشرته في عددها،اليوم الأربعاء، "انتهى كل شيء، وقرار المؤسسة في حركة حماس وراء قرار رئيس مكتبها السياسي وهو الاخ خالد مشعل"، مشيرا الى ان التباين في وجهات النظر التي ظهرت بين قادة الحركة مؤخرا وفي صفوف اعضاء المجلس التشريعي التابعين لها حسم باتجاه تنفيذ اتفاق الدوحة كما وقع من قبل مشعل.
وكان الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس وكتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي من قطاع غزة انتقدوا اتفاق الدوحة الذي كلف عباس بموجبه بتشكيل حكومة التوافق الوطني لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لانهاء الانقسام المتواصل بين غزة والضفة منذ منتصف عام 2007.
وحول تلك الاصوات التي تعالت خلال الايام الماضية في حماس تعبيرا عن رفض اتفاق الدوحة قال البردويل "هناك قرار يلتزم به الجميع، فالاختلاف والاراء الداخلية في النهاية يحسمها قرار، والقرار يقول: ان حركة حماس ملتزمة بما تم التوافق عليه في الدوحة."
واضاف البردويل "المجلس التشريعي - كتلة حماس البرلمانية في غزة - قال بشكل واضح نحن ملتزمون بتنفيذ الاتفاق ومستعدون لاجراء التعديل القانوني اللازم لانهاء اشكالية الناحية القانونية المتعلقة بجمع الرئيس - محمود عباس - للرئاسة والحكومة معا".
وتابع البردويل النائب في المجلس التشريعي قائلا "حركة حماس عندما تقرر قرارا تلتزم به ولا تتراجع عنه"، مضيفا "نقول للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من خلال "القدس العربي" ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اتخذ قرارا - بشأن اتفاق الدوحة - وهي ملتزمة بتنفيذ هذا القرار وفق الاصلاحات القانونية التي يقوم بها المجلس التشريعي".
وطالب البردويل حركة فتح بتنفيذ اتفاق الدوحة الذي وقع مع حماس، وقال "حركة حماس اعلنت بشكل واضح ولا لبس فيه بانها ملتزمة بمواقف رئيس مكتبها السياسي الاخ ابو الوليد - خالد مشعل-"، مضيفا "ما الذي يجعل فتح تلعب على هذا الوتر.. هل هذه حجة للتملص من تنفيذ الاتفاق".
وكانت حركة فتح طالبت الثلاثاء حركة حماس "بحسم أمرها وإعلان موقف نهائي من إعلان الدوحة الذي وافق ووقع عليه رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل".
وأضاف الناطق الإعلامي باسم حركة فتح أسامة القواسمي، في بيانٍ صدر عن مفوّضية الإعلام والثقافة الثلاثاء أنّ" فتح مثل كل الشعب الفلسطيني تنتظر موقفاً موحّداً من حماس"، داعيا القيادات الرافضة للإتفاق في غزة إلى تغليب المصالح العُليا للشعب الفلسطيني على خلافات حماس الداخلية.
وقال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الثلاثاء للاذاعة الفلسطينية الرسمية إن اتفاق الدوحة في خطر جراء خلافات قادة حماس بشأنه، مشيرا الى ان خلاف حركة حماس على اتفاق الدوحة اصبح يقف حجر عثرة امام تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية برئاسة عباس، منوها الى ان الاخير ينتظر جوابا شافيا وتأكيدا من حماس بأنها موافقة على ذلك.
وقال شعث "الرئيس يريد ان يسمع تأكيدا من حماس بأنهم سيقفون خلف هذه الحكومة وبأنه فعلا جرى بحث كل الاصوات المعترضة وتم التوصل الى الزام والتزام الجميع بذلك لاعطاء الحكومة فرصة."
ومن جهته انتقد القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان اقوال شعث، والتلكؤ في تشكيل حكومة التوافق الوطني، بناء على إعلان الدوحة واتفاق القاهرة، مشددًا على أن التشكيك في مواقف حركته هو محاولة للتهرب من الاتفاق وعدم جدية في التنفيذ.
ومن جهته اوضح البردويل إن "موعد تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية برئاسة عباس وخروجها للنور ستتفق عليه الفصائل الفلسطينية في اجتماع "القيادة الموقتة" المرتقب بالقاهرة في 24 و 25 الشهر الجاري.