أظهرت نتائج استطلاعاً عاماً للرأي نفذ المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع- بانوراما- لقياس مدى معرفة المواطن الفلسطيني بوجود "الحراكات" القائمة من جهة، وتقييمه للدور الذي تقوم به هذه الحراكات من جهة اخرى، أن النسبة الأكبر ممن يعرفون بوجود مثل هذه الحراكات الشبابية هم مستطلعي محافظة رام الله بنسبة وصلت إلى (80%)، فيما لم تتجاوز نسبة المعرفة بمثل هذه الحراكات في المحافظات الاخرى كجنين و نابلس و الخليل و بيت لحم ال (50%) في كل موقع، مما يشير إلى تمركز معظم الحراكات الحالية في مدينة رام الله تحديدا.
كما حاول الاستطلاع استكشاف العلاقة بين مدى انتشار شبكات التواصل الاجتماعي بين الفلسطينيين ومدى نجاح مثل هذه الشبكات في تفعيل الحراكات الشبابية وتواصلها مع مختلف أفراد المجتمع.
واشتملت عينة الاستطلاع على ألف مستطلع/ة من مختلف محافظات الضفة الغربية،واستندت في توزيعها إلى نسب السكان في كل محافظة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حيث جرى توزيع الاستمارات على أربع مناطق داخل كل محافظة، بحيث تم انتقاء هذه المناطق مع مراعاة كونها على احتكاك مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي و كانت قد شهدت مؤخراً حراكات سياسية و تضامنية مختلفة.
وعند سؤال المبحوثين حول ما إذا كانت هذه الحراكات موجه أم مستقلة، أجاب (72%) منهم بعدم اعتقادهم باستقلالية مثل هذه الحراكات حيث اعتبر (34%) من المستطلعة آرائهم أن هذا الحراك موجه من خلال أطر سياسية معينة، ، وأفاد (21%) باعتقادهم بأنه يسعى لتحقيق أجندات شخصية و(17%) يرون أنه لمثل هذه الحراكات أهداف تمويلية، في حين كانت نسبة من يعتقد باستقلالية الحراكات (28%) فقط.
وأظهرت نتائج الاستطلاع ان (40%) من المستطلعة آرائهم غير مستعدين للمشاركة في اي من الحراكات القائمة حيث أشارت النتائج إلى أن الفئة الأقل رغبة للمشاركة كانت من الفئة العمرية ما بين (18-36) عام بنسبة بلغت (42%) و هذا يفسر إلى حد ما ضعف المشاركة الجماهيرية في الحراكات القائمة على الساحة الفلسطينية و انحصارها بمجموعات معينة.
وبين الإستطلاع أن نسبة مشاركة الشباب ووعيهم بمثل هذه الحراكات هي نسبة ضعيفة، حيث اظهر االنتائج أن الفئات العمرية الشبابية ما بين (18-27) عاماً لم تنخرط بهذا الحراك الشبابي بشكل إيجابي، إذ بينت النتائج أن (36%) لم يسمعوا أبدا بأي من الحراكات القائمة.
ويرى (60%) من المستطلعة آرائهم أن الحراك الحالي هو حراك موسمي يأتي استجابة لظروف ومتغيرات ميدانية مؤقتة حيث يعتقد(55%) أنه حراك يفتقد إلى الرؤية الواضحة والأهداف بعيدة الأمد ، الأمر الذي يؤدي بحسب اعتقادهم إلى عدم تشكيل أي خطر على النظام السياسي القائم وفقا لما يعتقده (55%) من المستطلعة آرائهم، في حين أن (54%) يرون أن الخلل في الحراك القائم هو تمركزه في منطقة جغرافية واحدة مع عدم الاهتمام الكافي بالتوسع جغرافيا. الملفت للانتباه أن نسبة المستطلعين الأكبر ممن يعتقدون بموسمية و عشوائية الحراك و تمركزه الجغرافي في منطقة واحدة كانت بين مستطلعي محافظة رام الله.
ويعتقد الشارع الفلسطيني بضرورة الحاجة إلى حراك حقيقي، وقد انعكست هذه الرغبة بنسبة المستطلعة آرائهم الذين عبروا عن حاجتهم لحراك (72%) بالرغم من انقسام آرائهم حول الأولويات التي يرون أن على مثل هذا الحراك أن يتبناها حيث تساوت نسبة من يعتقدون بضرورة توجيه الحراك لمواجهة الاحتلال والعمل على تعديل وتغير السياسة الفلسطينية الداخلية(35%) ،بينما يرى (30%) أن الأولوية يجب أن تكون في مواجهات مشاكل وأولويات اقتصادية واجتماعية يعايشها المواطن الفلسطيني.
أما اولئك الذين يعتقدون بعدم الحاجة لحراك فلسطيني في الوقت الحالي فقد شكلت نسبتهم (28%) من المستطلعة آرائهم، و تباينت أيضا أسباب عدم اقتناعهم بالحاجة إلى مثل هذا الحراك، حيث يرى (37%) منهم أن وجود الاحتلال يستدعي إيجاد وسائل نضالية مختلفة و ليس حراك، فالاحتلال يعتبر معيق أمام نجاح أي حراك فلسطيني حسب اعتقادهم، (29%) منهم يرون أن مثل هذه الحراكات ليست واعية وناضجة بشكل كاف لتقود عمليات تغيير داخل المجتمع، ويشعر (24%) منهم بحالة إحباط عام إذ لا يشعرون أن مثل هذا الحراك قد يعطي أية نتائج ملموسة ، في حين يعتقد(9%) من المستطلعة آرائهم فقط أن عدم الحاجة لحراك تعزى إلى اعتقادهم بأن عمل الفصائل كافي.
وأجاب (66%) من المستطلعة آرائهم بأنهم يمتلكون صفحات شخصية عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي،حيث أظهرت نتائج الاستطلاع أن (80% ) ممن يمتلكون هذه الصفحات الشخصية هم من فئة الشباب ( 18-27) عام، في حين أفاد (60%) ممن يمتلكون صفحات تواصل اجتماعي أن طبيعة مشاركتهم عبر هذه الشبكات كانت من خلال مجموعات التواصل المختلفة والتي حملت في الغالب الطابع الاجتماعي الترفيهي (57%) في حين انحصرت نسبة المشاركة السياسية عبرها بنسبة (36%) فقط .
وعند السؤال حول دور شبكات التواصل الاجتماعي وحول ما إذا كان لهذه الشبكات أي أثر في عملية تفعيل دور الشباب في إنجاح الحراكات ، فقد أظهرت النتائج بأن (65%) من المستطلعة آرائهم لم يستجيبوا لدعوات لمثل هذه الحراكات بما يتعلق بالمشاركة بأنشطة ميدانية كالإعتصامات و المسيرات و غيرها.