من حق المواطن فهم الأسباب ، من المسئول عن أزمة الكهرباء والوقود في غزة !../بلال جاد الله

 


ما أن يلبث المواطن الغزي أن يخرج من معاناة حتى تتلقفه أخرى وتدور به في دائرة مفرغة من المعاناة والألم الذي يعكر حياته ويضيف إليها مزيدا من المشقة والعناء والضغط النفسي والجسدي، ولعل من قدر المواطن الغزي أن يعيش حياة مليئة بالمتاعب والمعاناة والآلام تماما بنفس القدر الذي يقوده لدفع الثمن الناتج عن أي احتمال لحدوث أي تغير سياسي.


من جديد وبعد سنوات مضت عاد المشهد ليتحدث عن نفسه وليكرر الماضي الصعب ، فغزة أصبحت بلا كهرباء بالتزامن مع انقطاع الوقود، وقد عدنا من جديد نرى سكان الأبراج يعانون الصعود والنزول وعدنا نرى أزمة في المياه الناتجة عن توقف المضخات التي تعتمد على الكهرباء ، وعدنا لنرى طوابير كبيرة من السيارات تصطف أمام محطات الوقود ويقابلها طوابير من البشر يحملون جالونات ويصطفون انتظارا للحصول على مبتغاهم ، وحين تنظر إليهم تراهم مثقلين بالهموم يتحدثون ويشكون الأزمة وأسبابها لبعضهم البعض أملا في إضاعة الوقت من اجل تحقيق الحلم المتمثل في وصول الدور لهم للحصول على بعض ما يحتاجونه من الوقود ، وقد عدنا لنرى ونسمع مناشدات تلو المناشدات من القطاع الصحي وقطاعات الحياة المختلفة وفي اتجاهات عديدة من اجل حل هذه الأزمة .


عاد المواطن في غزة من جديد للازمة وعادت المناكفات وتبادل الاتهامات حول مسؤولية الأزمة ليدخل المواطن من جديد في متاهات لا حول له بها ، وعاد المواطن لينحصر تفكيره فقط في تدبير أساسيات الحياة وكيفية توفيرها مبديا حالة من التشاؤم والإحباط بالمستقبل . ولعل من يصطف في تلك الطوابير أو يقترب منها سيسمع تمتمة وحديثا من المواطنين فيما بينهم يحمل معاني كثيرة لمن أراد أن يتعمق به ، ولعل من يصطف في تللك الطوابير سيسمع تساؤلات تتكرر على كل لسان أملا في سماع إجابات بكل شفافية ونزاهة ومن أبرزها ما يلي :


- من المسئول الحقيقي عن أزمة الكهرباء والوقود وما هي الأسباب الخفية للأزمة إن وجدت ؟!!.


- هل الأزمة سياسية بامتياز كما يراها البعض أم أنها أزمة فنية كما يصورها آخرين؟!!


- هل الأزمة مفتعلة أم أنها أزمة طبيعية ؟!!


- الى متى ستستمر المعاناة وما هو الحل وما هي احتمالات التكرار ؟!!


- ما هو سر حدوث هذه الأزمة في هذا التوقيت وهل يحمل ذلك أبعاد أخرى ؟!!


- هل ستستمر الأزمة فترة أطول أم أنها أزمة عابرة سيتم تجاوزها؟!!


- ما هي البدائل المتاحة عندما تصل الأزمة الى اخطر مراحلها ؟!!


- هل صحيح أن هناك محاباة في عملية توزيع قطع الكهرباء من منطقة الى أخرى أم هذا غير صحيح ؟!


- هل صحيح أن هناك كميات كبيرة من الوقود دخلت خلال اليومين الماضيين تكفي لتشغيل المحطة وعدم إطفائها أم أنها مجرد إشاعات ؟!


- هل صحيح أن الجانب الإسرائيلي ليس لديه مانع في إدخال السولار الصناعي للمحطة ، وان كان صحيح فما المانع ؟!!


- هل صحيح أن شركة الكهرباء تقطع الكهرباء عن بعض المنازل ضمن حملة تقوم بها خلال اليومين الماضيين وان صح ذلك فهل هذا هو التوقيت المناسب لاسترداد قيمة الفواتير ؟!!


- لماذا لا يتم مخاطبة المواطنين في وسائل الإعلام لتوضيح الأسباب وتقديم النصح والإرشاد للتعاطي مع الأزمة ؟!!


وفي الختام إن اقل ما يتطلع له المواطن الغزي هو أن يخرج عليهم المسئول المختص ويشرح لهم بكل أمانة ومصداقية وبلغة الأرقام والحقائق ما الأسباب الحقيقة للأزمة وبعيدا عن لغة التجريح والانفعال والدفاع المبرر أو الغير مبرر ليوضح للمواطن ودون لبس من هو المتسبب الحقيقي بالأزمة وبالمعاناة ، و حتى يكون المواطن المثقل بالهموم على دراية بحقائق الأمور ليستطيع أن يبني تقديراته بشكل سليم .


ويجب على المسئول المختص أن لا يترك المواطن في حيرة من أمره ويراوده شعور دائما بأنه لا يفهم ما يجري من حوله لذا فان اقل القليل أن يعطى المواطن حقه في فهم أسباب الأزمة ، والمواطن اليوم بحاجة للإجابة عن سؤال هام هو من المسئول عن الأزمة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت