ثلاث عمليات تفجير تستهدف سفارات إسرائيل في كل من: الهند، جورجيا، تايلاند، لم تسفر عن خسائر في الأرواح، ولكنها أسفرت عن موجه إعلامية من كل حد وصوب لاتهام إيران بأنها من تقف خلف تلك الانفجارات، فهل فعلاً إيران هي من تقف وراء تلك التفجيرات...؟ أم حزب الله اللبناني حليف إيران الاستراتيجي...؟ أم هي عملية من عمليات الموساد السرية من أجل خلق رأي أممي لضرب إيران...؟
إيران منشغلة في برنامجها النووي السلمي، وتربطها علاقات جيدة مع محيطها الإقليمي، كونه يمثل عمق استراتيجي لها، فالهند وإيران تربطهما مصالح سياسية واقتصادية وإستراتيجية، وخصوصاً فيما يتعلق بالمسألة الأفغانية، وسوق الطاقة، والصادرات الهندية إلى وسط آسيا، وكذلك تعمل إيران على بناء علاقات مماثلة مع جورجيا، وتايلاند، وفي ضوء ما سبق لا توجد مصلحة إيرانية في الصدام مع أي دولة في المنطقة، ومن هنا أستبعد ضلوع إيران من تهمة التفجيرات، وربما ما حصل في تايلاند من ضبط إيراني أصيب في الحادث هو دليل براءة لإيران وليس إدانة، فلا يعقل أن ينفذ جهاز المخابرات الإيراني عملية التفجير والمنفذ يحمل جواز سفر إيراني، وهنا نعود بالذاكرة لحادثة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي، فجميع من نفذوا العملية يحملون جوازات سفر أجنبية، بينما من يقف وراء العملية هو الموساد الإسرائيلي.
أما حزب الله اللبناني والذي تصادف التفجيرات ذكرى اغتيال القائد العسكري في حزب الله الشهيد عماد مغنية، فقد يكون للتاريخ دلالة يريد من ورائه إلصاق التهمة لحزب الله أو إيران، ولكن أيضاً للمكان دلالة سياسية، حيث تربط إسرائيل بالدول الثلاث علاقات عسكرية وسياسية تمكّن جهاز الموساد من العمل بحرية على أراضيها، وهذا يزيد احتمالات قيام الموساد بتنفيذ تلك العمليات.
وهنا لا اعتقد أن وعد الشيخ حسن نصر الله بالرد على اغتيال مغنية سيكون بهذا الوزن، فأعتقد أن صبر حزب الله طوال الأعوام الماضية هو من اجل صيد ثمين، وليس قنبلة محدودة التفجير...
وطالما استبعدنا إيران وحزب الله، وننتظر نتائج التحقيق، فيبقى سيناريو ضلوع أصابع الموساد في تلك التفجيرات قوية، وذلك للاعتبارات التالية:
1- ضعف قوة الانفجارات وكأنها فقط رسائل ذات أهداف سياسية.
2- منفذي العملية في تايلاند حسب أجهزة الأمن المختصة يركبون دراجات نارية وهذا الشكل اعتاد عليه جهاز الموساد في اغتيال علماء المعرفة في إيران.
3- الأهمية الجيوسياسية للهند وجورجيا وتايلاند في حال توجيه ضربة لإيران.
4- إعلان الموساد بأنه لم يكن يمتلك أي معلومات قبل وقوع التفجيرات، وفي المقابل أسرعت القيادة الإسرائيلية باتهام إيران بوقوفها خلف تفجير الهند وجورجيا يثير علامات استفهام.
5- جواز السفر الإيراني لدى أحد منفذي العملية في تايلاند يثير الشكوك حول ضلوع الموساد، لحشد المجتمع الدولي من أجل دعم توجيه ضربة عسكرية لمفاعلات إيران النووية.
خلاصة القول: أستبعد بشكل كبير ضلوع إيران أو حزب الله في عمليات التفجير، وأرجح كفة ضلوع الموساد، وبين هذا وذاك قد تدخل عناصر أخرى مثل تنظيم القاعدة أو جماعة عسكر طيبة الجناح المسلح للدعوة والإرشاد التي تنشط في جنوب شرق آسيا، وإلى حين ظهور نتائج التحقيق الرسمي تبقى كل الخيارات مفتوحة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت