يعيش المواطن الغزي هذه الأيام على صفيح بارد جدا، متزامنا مع موجة الصقيع القارص التي تجتاح منطقتنا ككل شتاء...
المواطن الغلبان والمسحوق على أمرة يعيش أصعب ظروفه الحياتية وخاصة وأن درجات الحرارة بدأت تدريجيا بالهبوط وقد تصل في الأيام القادمة إلى أوطى مستوياتها، وهو يعاني من فقدان أبسط الخدمات كالتنمية والإغاثة والتأهيل، والوعود لا تنتهي بالتحسين والسيطرة على الأزمات فلم تعد تجدي ولا أعتقد أن هناك من يصدق هذه الوعود الفضاضه بعد الآن...
المواطن المسحوق على أمرة يعاني وضعا قاسيا وصعبا، بسبب الكهرباء الغير مستقره بتاتا، وكثرة إنقطاعاتها التي أثرت على حياته اليومية، فكم من مواطن فقد بضاعته، وكم من محال خسر منتوجاته، وكم من مصنع أتلفت صناعته، وكم من شركة فنشت عمالها، وكم وكم!! نتيجة إنقطاعات الكهرباء المستمرة وبإطراد...
يأتي هذا ونحن في فصل الشتاء حيث البرد القارص وأولادنا وأمهاتنا وآباءنا بحاجة ماسة للكهرباء، لمقدرتهم على الدفئ من خلال تشغيل المدافئ والصوبات الكهربائية. يأتي شتاء هذا العام وأزمة الكهرباء ما زالت تراوح مكانها ولا حلول لا من هنا ولا من هناك، وكأننا في واد وقادتنا ومسؤولينا في واد آخر، فالكهرباء أصبحت الشغل الشاغل للمواطنين ومن أهم مشاكلهم اليومية، بعد أن عجزت الحكومة وسلطة الطاقة وشركة الكهرباء على توفيرها بصورة سليمة...
ونحن هنا نوجه السؤال إلى جميع المسؤولين عن قطاع الطاقة الهامة والحيوية في حياتنا، إلى متى سيبقى هذا الحال؟) وأين الوعود والشعارات التي أصبحت على حساب المواطن؟ والآن نعاني من كثرة الإنقطاع المستمر في التيار الكهربائي بالإضافة إلى كثرة الأعطاب الدائمة، فهل يعقل في مناطق سكانية مكتظة بالسكان مثل قطاع غزة أن تقطع فيها الكهرباء بشكل يومي وعلى مدار الساعة؟ وتضطر سلطة الطاقة وشركة الكهرباء إلى قطع التيار الكهربائي بشكل مبرمج عن كل مناطقنا ومدننا وقرانا وحوارينا وأزقتنا!! وتحت اي مبرر أو منطق يمكن أن يقبل هذا الكلام لاسيما في قطاع غزة الصامد الذي يتمتع بالتبرعات السخية والهبات المادية التي لا تعد ولا تحصى من الدول المانحة والمؤسسات الدولية والغربية والمنظمات والهيئات وجامعة الدول العربية ومنظمة العمل الإسلامي وغيرها وغيرها، إضافة إلى الجبايات المستمرة في صفوف المواطنين وخاصة قطاع الموظفين" المدنيين والعسكريين والعاملين بالمؤسسات الدولية والغير حكومية" فلم يعد مقبولا القول أن عدم تزويد الشركة بالوقود الكافي إضافة إلى إتهام المواطن بسوء الإستهلاك وعدم الترشيد في إستخدام الطاقة ونمط الإستهلاك الترفي للمواطنين هي السبب الرئيسي في هذا القطع المستمر للطاقة الكهربائية...
فيا ترى ماذا كان يريد القائمين على قطاع الطاقة من المواطن الغلبان وهو يعاني ويكابد من برودة الشتاء أن يستغني عن الصوبات والدفايات والمكيفات ويستخدم بدلا عنهما ( النيران والشموع التي تشكل خطرا حقيقيا على حياه مواطنينا) حتى يستطيعون المحافظة على ماء وجههم ويتنعمون السادة الوزراء والمسؤولين وأصحاب الدرجات الخاصة بما يتوفر من الطاقة!
ناشط ومفوض سياسي
كاتب وباحث صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت