عذرا شتاء غزة / سحر النحال

 


هذا حال غزة وحال الغزيين ليل طال ظلامه سنين, هذا حال غزة الحزين نور غاب حين وحين، تختلف الحياة هنا ولكن تشابهت مرارتها ككل سنة، فغزة تستصرخ أنا أعيش بلا حياة وأتنفس رغماً عني .


 


شتاءُ غزة لم يختلف من سنين فقد قتلته الظلمة وتركته حزين وسُرق الدفء من شمعة انطفأ نورها بدقائق دقت وبساعات مضت.


عذرا شتاء غزة هذا حالنا، عذرا سماء غزة هذا نهارنا، عذرا ليل غزة هذا مساؤنا، عذرا غزة هذا حال جيراننا عذرا غزة هذا حال إخواننا .


 


في غزة نهارنا ليل والليل نهار لم نشعر هنا بأي اختلاف، في النهار نور الحياة تضيئه الأنوار ولكن في الليل يسود الظلام باستمرار .


 


من الغريب بأن حال غزة لم يحتضنه الاستصعاب بل عجز عن احتضانه أيضاً الاستغراب .


في غزة حصار دام سنوات طويلة بليلها المعتم وشتائها المظلم بنهار أطفالها المؤلم وقسوة محتل مجرم، تفيق غزة على صرخات طفل مات جوعا وعلى دمعات أم لم تمل للرب ركوعا وعلى شاب ترك حياته ليبحث عن حياة فارقته وجودا، تنام غزة على ليل احتضن شموعا سالت وانطفأت حرارتها، تنام غزة على صرخات شيخ قتلته قلوبا تحجرت وتجمدت إنسانيتها، وعلى أحلام فتاة قتلتها حروبا واختفت أحلامها، وعلى صراخ طفل أتعبته عتمة واحتضنته مريضا بقسوتها .


 


تنام وتفيق غزة على ذاك الحال والغريب لا تبدل لأي حال !


عندما يختبئ طفل تحت سريره، ووالد يبكي صغيره لأجل عتمة جعلت قلبه يتألم ويفكر بأنه سيجد الأمان ولكن لا يعلم بأنه سيفقد بذلك الحنان.


في غزة شاعر يكتب ومؤلف لعجزه يهرب، كاتب يدون وعالم يستهجن، في غزة أوراق تطايرت، أحلام ضاعت، وصور تمزقت وآهات تكلمت ولا عيون تطلعت .


في غزة شباب ماتت غابت وسنوات طالت ولا قلوب لحالها بردت.


 


عجبا لهذا الهم عجبا لذلك الحال!! عجبا لك ياعم ! عجبا لك ياخال !


 ماذا عن حال حفيدتكم ؟ ماذا عن السؤال عن بلد أذهلتكم؟ أين انتم من آهات طالت وجروح تمادت من عيون احتارت وقلوب ماتت؟


في غزة حياة بلا حياة، في غزة طغى الطغاة وتكتمت الأفواه لتتنفس حياة بلا هواء.


 


كهربائك غزة ليس لها مواعيد، فعندما تأتي يهلهل الأطفال لقدوم العيد، حقا كهرباء غزة قدومك أصبح بالنسبة لنا أجمل من أي عيد، لأنك تتدللين علينا كطفل عشق لعبة تعطلت ولأجلها لم يعد سعيد.


عذرا ابنتي عذرا أختي عذرا والدتي هكذا يتألم الغزي هنا لأنه لم يعد بيده أن يجعل شتاء غزة أو حتى صيفها كما كان من كذا سنة.


عذرا لكل الغزيين فلا تبحثوا عن لومة لائم أو عتب إنسان عادل فهنا لا عدل ولا لوم ولا عتب سيرجع الحياة للا حياة.




جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت