ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن اجتماعاً للمكتب السياسي لحركة "حماس" سيعقد اليوم الثلاثاء في القاهرة في حضور رئيسه خالد مشعل ورئيس الوزارء بغزة اسماعيل هنيه. كما ذكرت أن "إعلان الدوحة" مرتبط بتعهدات وضمانات قطرية بإعادة إعمار غزة والتدخل لدى الاميركيين لحماية الاتفاق.
وقال عضو المكتب السياسي لـ "حماس" محمود الزهار للصحيفة إن المكتب السياسي سيعقد اجتماعاته اليوم في القاهرة بكامل أعضائه وبرئاسة مشعل، مضيفاً: "إعلان الدوحة الذي وقع في السادس من الشهر الجاري، سيكون على رأس أجندة الاجتماعات". ولفت إلى أنه استمرار جدل كبير في شأن إعلان الدوحة بين قيادات الحركة، موضحاً أنه سيتم بحث ترتيب البيت داخل الحركة على خلفية التباينات الواضحة التي ظهرت أخيراً في أوساطها.
في السياق ذاته، انتقد القيادي في "حماس" أحمد يوسف أسلوب الانتقادات الذي جرى خلاله تناول "إعلان الدوحة"، وقال: "هناك أدب للاختلاف"، لافتاً إلى أن من حق المجلس التشريعي الإدلاء برأيه في المخالفة الدستورية التي تتعلق بجمع الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بين موقع الرئاسة ورئاسة الحكومة. وأوضح أن هذه المسألة تحتاج إلى معالجة دستورية، معرباً عن تفاؤله بأن "فقهاء القانون الدستوري سيتمكنون من معالجة هذه الإشكالية وإيجاد مخرج قانوني مناسب لها... باعتبار أن التوافق فوق القانون من أجل إنجاز المصالحة التي ينشدها الجميع"، وقال: "إنهاء الانقسام فريضة شرعية وضرورة قانونية ومن مفردات الحركة".
ورأى يوسف أن أسلوب تعاطي بعض قيادات "حماس" في انتقاد إعلان الدوحة "غير مقبول وكان فيه تجاوز"، وقال: "الأسلوب غير لائق... أفقدنا احترامنا وصدقيتنا"، داعياً من يعارض الاتفاق إلى أن يطرح مواقف بديلة ولا يكتفي فقط بالنقد لمجرد النقد. وزاد: "المعارضون للاتفاق يعكسون حالة مزاجية لأنهم لا يستندون إلى قاعدة متينة".
وأشاد بمشعل نافياً ما تردد من أن قراره كان فردياً، وقال: "مشعل رجل قوي استقرأ المستقبل واتخذ قراراً حكيماً متحركاً وفق صلاحياته باعتباره رئيساً للمكتب السياسي للحركة، ومن حقه اتخاذ القرارات التي تحقق مصلحة للجميع"، لافتاً إلى أن هذا ليس انتقاصاً من أحد. وزاد أن مشعل "معني تماماً بالانضمام إلى منظمة التحرير كي نتمكن من العمل تحت هذا العنوان".
ورأى يوسف أن رئاسة عباس للحكومة اختيار موفق في ظل التعقيدات الراهنة وصعوبة التوافق على شخصية تكون مقبولة من المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن هذه الحكومة مرحليه وهي جسر للمستقبل لتحقيق شراكة وطنية من اجل التواصل مع المجتمع الدولي.
وأوضح يوسف أن هناك ضمانات قطرية مرتبطة بإنجاز الاتفاق، مشيراً إلى أن قطر ستمضي في إعادة إعمار غزة، وفي دفع رواتب الموظفين، وستساهم في شكل فعلي في معالجة الأزمة المالية الراهنة، وقال: "هناك تعهدات قطرية بذلك، بالإضافة إلى التدخل لدى الأميركيين لحماية الاتفاق".
وقال إن "قطر لاعب أساسي ومركزي في المنطقة، وهي التي تقود السفينة... فهي تملك أدوات التأثير في الأميركيين، ما يعني أنها ستشكل شبكة أمان للفلسطينيين"، لافتاً إلى أن الإسرائيليين مستفيدون من استمرار الانقسام ويريدون ابتلاع الضفة الغربية. وشدد على أن دور قطر لا يتعارض إطلاقاً مع الدور المصري، وقال: "الدور المصري مركزي في القضية الفلسطينية، ولا يملك أحد أن يمسه"، موضحاً أن الإعلان عن الحكومة وتشكيلها سيتم من القاهرة.