استنكرت شخصيات وطنية وحقوقية ودينية وشعبية في القدس والداخل الفلسطيني المحتل عاما1948، التصعيد المستمر لاقتحام المسجد الأقصى المبارك من قبل جماعات يهودية متطرفة وتحويل أحياء البلدة القديمة وبوابات الأقصى لثكنة عسكرية من قبل قوات شرطة وجيش الاحتلال الإسرائيلي التي تمنع المسلمين عبر إغلاق أبواب المسجد الأقصى وقت ما تشاء وتسمح للمستوطنين بالدخول لباحاته في الساعات المحددة.
وحذرت الشخصيات خلال مؤتمر صحافي عقد في خيمة حي البستان جنوب المسجد الأقصى، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة على إقامتها، من التهويد المستمر في مناطق بلدة سلوان عبر الحفريات المتواصلة لربط الأنفاق أسفل المسجد الأقصى، والسيطرة على العقارات، وسياسة الهدم، والترميم في البني التحتية في الشوارع، بهدف استكمال مخطط إقامة حدائق "تلمودية" في بلدة سلوان، وتغير الطابع العربي الإسلامي الأصيل لطابع إسرائيلي.
وقال مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية المحامي احمد الرويضي قال بكلمة خلال المؤتمر :" بان قضية البستان ليست بجديدة حيث سرب في عام 2002 خريطة ممن يدعي مهندس بلدية القدس في حينها تتحدث الخارطة عن هدم حي البستان في سلوان وتحدثت الخريطة والأوراق عن إقامة حديقة "الملك داود" على حساب الـ 1500 مواطن مقدسي في الحي".
وأضاف الرويضي، من هذا المنطلق تم إقامة خيمة اعتصام في الجزء الشمالي الشرقي من حي البستان لإرسال رسالة واضحة لرفض لهذه الإجراء التعسفي والغير قانوني. وكانت خطوة ايجابية لتتعهد بلدية الاحتلال بعدم الهدم مقابل التقدم بالمخطط الهيكلي جديد موضحاً بان: ( التعهد غير مكتوب وانما شفاهي ).
وقال الرويضي، في حينها توقفت خيمة الاعتصام في ذلك الوقت واستمر الجهد القانوني والجهد الهندسي للمتابعة حسب الإجراءات القانونية علماً بان هذا الإجراء القانوني لن يكون له نتيجة لان القضاء الإسرائيلي جزء من الأداء الذي ينفذ البرامج الاستيطانية وهدم المنازل في مدينة القدس.
وأوضح بان خيمة البستان شكلت خلال الثلاث السنوات الماضية والقائمين عليها حقيقة نضالية ووطنية في مدينة القدس وفي فلسطين وبالتالي أصبحت الخيمة هي مزاراً لكل القيادات الزائرة لمدينة القدس الدولية والعربية.
بدوره قال الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948،:" بان خيمة سلوان وكل بيتٍ فيها ينطق التاريخ بها ويرفض كل المعاني والمصطلحات التي تستغل بالقوة والسطوة والبطش في سبيل ومن أجل تمرير أجندة الاحتلال الصهيوني على مدينة القدس بالعموم".
وأكد الخطيب، على أن صمود سلوان هو صمود القدس وصمود هذه الخيمة هو صمود لقبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، وصمود أهالي حي البستان وأهالي سلوان عموماً هو صمود لكل حجارة المسجد الأقصى بمحاريبه وقبابه.
وطالب المقدسين بالاستمرارية في مواجهة مشروع نير بركات رئيس بلدة الاحتلال في القدس التي تمثل وجه الاحتلال القبيح، لتعزيز الصمود للمقدسيين، ولذلك أن تمر ثلاث سنوات بصيفها وشتائها ببردها وحرها وتبقي هذه الخيمة شامخة إنما هي ذات معاني ودلالات يجب أن نعتز بها جميعاً ونسعى من اجل تنفيذها.
تشخيص القضاء الإسرائيلي...
بدوره شّخَص المحامي خالد زبارقة مدير مؤسسة القدس للتنمية بكلمته القضاء الإسرائيلي اتجاه قضية حي البستان وقال إن "المواطن المقدسي الفلسطيني لا يتمتع بالقانون ولا بالنزاهة بما يخص بقضايا الأرض وقضايا الإنسان الفلسطيني ولا يتمتع بالموضوعية وهو أداء وظيفية في يد السلطات الإسرائيلية السياسية من اجل تمثيل سيادة استيطانية احتلالي إسرائيلية في مدينة القدس".
وأضاف:" بان مؤسسة القدس للتنمية عملت منذ عام 2009 مع أهالي سكان حي البستان حول تشكيل طاقم هندسي بالإضافة لتشكيل طاقم من المحامين من كبار المحامين لمتابعة قضايا الأرض والمسكن والتخطيط والبناء في مدينة القدس من اجل التصدي أيضا للجانب القانوني في هذا الموضوع.
ولفت المحامي زبارقة، إلى عقد عدة جلسات مع رجال التنظيم ومع المهندس من طرف بلدية الاحتلال تركزت حول المساومة على الأرض ولم تتركز حول المساومة على المعايير المهنية في التخطيط والبناء الهيكلي.
وقال "في مدينة القدس يحارب الإنسان بصدره العاري بعائلته ببيته بمصدر رزقه بموقف سيارته ويواجه هذه السياسات العنصرية الإسرائيلية بشكل يومي وبشكل واضح وصريح".
وأضاف، لذلك هذا الإنسان بحاجة لمقاومات حياة وصمود حتى يستطيع أن يستمر في الصمود والثبات، وبأن مسالة الصمود والثبات للإنسان الفلسطيني وحدها لا تكفيه من اجل رفع الاحتلال ورفع السياسات العنصرية للاحتلال عن هذه المدينة.
وتطرق مدير مركز معلومات وادي حلوة- سلوان جواد صيام إلى الإجراءات الإسرائيلية الواضحة على ارض الواقع في وادي حلوة وفي باقي أحياء بلدة سلوان من حملة مداهماتٍ ، واقتحامات، وإغلاق للمؤسسات الفاعلة وإزالة ملعب ونادي ثقافي في وادي حلوة- سلوان، بالإضافة لتحرير مخالفات بحق المركبات داخل البلدة، وفرض أوامر المخالفات والهدم للعديد من السكان في أحياء البلدة القديمة.
بدوره أثني مراد أبو شافع عضو لجنة الدفاع عن أراضي حي البستان، بدور أهالي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بالتصدي لإجراءات الاحتلال والمستوطنين من خلال رباطهم في المسجد الأقصى ، كما حيا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية لصموده وقوة إراداته.