سبعة وثلاثون عضوا في المجلس الثوري، يطالبون اللجنة المركزية لحركة فتح، بإعادة النظر بفصل، الأخ القيادي سمير المشهراوي أبو باسل من حركة فتح، هذا ما توارد من أنباء عبر وسائل الإعلام، حول الشأن الفتحاوي الداخلي، الذي بتنا نستقي معلوماتنا عنه، من خلال الصفحات الالكترونية، شخصيا اشكرهم فردا فردا، فقد عبروا بمطلبهم هذا عن الآلاف من أبناء الحركة، الذين يراكمون الغضب بداخلهم، والذين لم يستطيعوا إيصال صوتهم إلي قادتهم، الذين تجاهلوا آمال قواعدهم بالنهوض، ليخوضوا معارك تصفية الحسابات مع إخوانهم، الذين دافعوا عن الشرعية بأرواحهم وأموالهم وبنيهم وبيوتهم، عندما تخلف الانتهازيين والمنتفعين والجبناء.
عرفت سمير المشهراوي أبو باسل، منذ أكثر من عشرون عاما، عندما كان احد قادة الحركة الأسيرة، ومسئولا في حركة فتح في قطاع غزة في مواقع مختلفة، وقد يكون معيبا مدح رجل، علي واجب وطني قدمه بتميز، لكن لا ضرر من مدحه ما دام لا يشغل اليوم أي موقع، وما دام تنكر لتاريخه بعضا من إخوته ففصلوه، فهذا القيادي المشرف للحركة الوطنية، صان نفسه في زمن التلوث، وحافظ علي نقائه وطهره الوطني، وخرج نظيف اليد رأس ماله سمعته وأخلاقه النبيلة، وهو من القلة الذين حافظوا، علي موقعهم فوق الجبل، ولم يهرول لجمع الغنائم، لم يطلب الولاية يوما، ولم يرغب بالمواقع التنظيمية أو السلطوية، مشهود له بالتعفف عنها، ورفضه لها عندما عرضت عليه، متصالحا مع ذاته كما يصف نفسه، فهو نموذج القيادي الصادق، الذي يتشرف أي تنظيم أن يضم أمثاله، إلي هنا كفي ففي القليل بين السطور كثير.
فصل الأخ أبو باسل علي خلفية، تصريحاته في قضية فصل الأخ القيادي محمد دحلان، ورؤية صناع القرار في حركة فتح، بان معارضة الإجراءات التي اتخذت بحقه، أو رفضها جرم لا بد من إقصاء من يمارسه، أو يعبر عن وجهة نظر مخالفة، حتى وان كان لا تربطه علاقة، مباشرة شخصية أو تنظيمية به، وهذا ما لم نعهده في حركة فتح، التي اعتاد الشهيد الرمز الخالد ياسر عرفات، أن يصف ديمقراطيتها بسكر زيادة، وديمقراطية غابة البنادق.
اعتقد الكثيرون بان الأخ سمير، انتصر لرفيق دربه وفاء لعلاقة جمعته به، وفي هذا فهم مغلوط بهدف التشويه للرجل، فهو بحق يناصر أخاه ظالما أو مظلوما، ويدرك انه بدفاعه عن الأخ دحلان، إنما يدافع عن فتح المؤسسة، التي لا بد أن تتبع فيها الإجراءات القانونية، ضمن الأطر الحركية وفق التسلسل، لاتخاذ عقوبة بحق أي أخ كان، مع إعطائه الحق بالدفاع عن نفسه، ويعي الأسباب والخلفيات للاستهداف الذي تم للأخ دحلان، من هنا كان له وجهة نظر، مبنية علي ضرورة الاحتكام إلي مؤسسات الحركة ذات العلاقة، وهذا موقف عادل لقيادي وازن، لم يرغب أن يكون في طابور المصفقين علي الخطأ والصواب، دافع عن قناعاته وعن المؤسسة الحركية.
قيم التسامح التي سادت، داخل صفوف حركة فتح تاريخيا، نفتقدها اليوم فيما بيننا، ففي الوقت الذي يطالبنا قادتنا، أن نسامح من أراقوا دماء أبنائنا، التي نزفت دفاعا عن الشرعية التي يمثلونها، فنحن في مرحلة الانحطاط، فقانون المحبة والإخوة والعطاء، الذي تربينا عليه لم يعد له مكان بيننا، فحركة فتح بسلوك قادتها الاقصائي، كمن يستل خنجره من غمده، ليطعن نفسه في مقتل، وكأننا نشاهد المشهد الأخير لانتحار العملاق، ما لم يفيق القادة في اللجنة المركزية ومجلسنا الثوري، لمعالجة عاجلة تداوي قلوبنا المعتلة، فليعلو صوت الأغلبية الصامتة، فقد يسهموا في دق ناقوس الخطر.
عذرا أخي أبو باسل، كفاك أن يشهد لك، طوابير الشهداء من رفاق دربك، والآلاف من رفاق الأسر، وأضعاف الأضعاف من الأحياء، بأنك كنت رجل موقف لا تباع أو تشتري.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت