يسعدني اليوم أن أكتب عن المدرب الكبير الكابتن غسان البلعاوى " أبو فتحي " بعد أن تم تكليفه من قبل اتحاد كرة القدم الفلسطيني للإشراف على تدريب منتخب الشباب .
الذي تشرفت بمرافقته وتعرفت عليه عن قرب عندما تم تكليفي من قبل اتحاد كرة القدم و دائرة البرامج الرياضية بفضائية فلسطين بتغطية استعدادات المنتخب الاولمبي الفلسطيني للمشاركة في بطولة أسياد الدوحة 2006 في معسكره بالمركز الاولمبي بالمعادى بجمهورية مصر العربية , الذي كان يشرف على تدريبه آنذاك الكابتن غسان البلعاوى .
كان يمتاز بجاذبية وديناميكية أهلته بان يكون شخصا محبوبا ومرغوبا بغض النظر عن تحقيقه لنتائج باهرة بل مجرد أن تطفو هذه المشاعر لدى اللاعبين والمساعدين والإداريين كان كفيلاً بتحقيق النجاح وبالتالي تحقيق الإنجازات.
إنسان طيب متواضع بتعامله مع زملائه في الجهاز الفني ومع اللاعبين ومعنا نحن كبعثة إعلامية مرافقة للفريق ومع العاملين بالمركز الاولمبي , كان يشرف بنفسه على نوعية الطعام الذي يتناوله اللاعبين , كان يطمئن كل ليلة على اللاعبين قبل نومهم وعلى كل أعضاء البعثة المرافقة للفريق , كان محافظا على صلاة الفجر يوميا وبنفسه كان يذهب لغرف اللاعبين ليدعوهم للصلاة في مصلى المركز الاولمبي وبعد نهاية التدريبات الميدانية , كان يحاضر نظريا للجميع عن التحلي بالأخلاق الرياضية , والتمسك بأخلاق رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
الكابتن غسان البلعاوى من مواليد مدينة غزه عام 1960 , بدأ حياته الكروية كأي لاعب في الأحياء الشعبية في حي الصبرة , وفى مرحلة الدراسة كان لاعبا مميزا في كافة المراحل الدراسية , حصد على العديد من بطولات دوري المدارس , أثنى عليه كل مدرسي التربية الرياضية وتوقعوا له أن يكون نجما كرويا كبيرا , أمثال الاعلامى الكبير المرحوم أكرم فلفل والأستاذ شحده أبو عفش مدرس التربية الرياضية بمدرسة الزيتون الإعدادية .
في العام 1974 التحق لصفوف الفريق الثاني لنادي غزة الرياضي اعرق الأندية الرياضية بفلسطين "عميد الأندية " .
وفى العام 1976 تم ضمه ضمن صفوف العميد غزة الرياضي , ثم لعب لنادي اتحاد الشجاعية .
بدأت رحلة الاحتراف مع نادي التعاون القطري , ثم انتقل للعب لنادي الوحدات الاردنى صاحب الشعبية الكبيرة , بواسطة الاعلامى المخضرم سليم حمدان , الذي اكتشفه بعد اللقاء التاريخي بين نادي غزة الرياضي ونادي الحسين " اربد " الذي جرى على إستاد عمان الدولي , وفاز يومها غزة الرياضي بأربعة أهداف مقابل هدفين , سجل الكابتن غسان يومها هدفين ولحسن حظي حضرت هذا اللقاء التاريخي وكنت سعيدا جدا بفوز فريق من قطاع غزة المحتل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلى آنذاك , وبعد هذا اللقاء بعامين انضم لصفوف نادي الوحدات الاردنى وتألق معه وسجل معه العديد من الأهداف التي كانت سببا في حصول نادي الوحدات للبطولات المحلية والعربية وذاع صيته وكان معشوق الجماهير الأردنية وبدأت الأنظار من قبل إدارة النادي الفيصلى لضم الكابتن غسان لصفوفه وأنا شخصيا أؤكد ذلك لاننى كنت على علاقة قوية مع مدرب الفيصلى الكابتن مظهر السعيد الذي كان يتردد عليا في عملي في إحدى الشركات الأردنية التي كنت اعمل فيها وصارحني يومها بأنه يسعى جاهدا لضم الكابتن غسان لصفوف النادي الفيصلى .
وفى العام 1988 انضم لنادي الفيصلى الاردنى المنافس الكبير لنادي الوحدات.
في العام 1992 عاد لأرض الوطن من جديد وساهم مع مجموعة من زملائه الرياضيين بتأسيس نادي جديد بأسم فلسطين ومن نادي فلسطين بدأت رحلة التدريب للكابتن غسان , حيث استطاع أن يصعد بالنادي الجديد "فلسطين " لمصاف أندية الدرجة الممتازة.
وفى العام 1998 أشرف على تدريب نادي أهلي غزة , ثم انتقل لتدريب نادي الهلال الرياضي , ومن بعده تم تكليفه لتدريب منتخب الأقصى الذي شارك في البطولة العربية أبطال العرب "art "في سوريا .
وفى العام 2004 عين مساعدا للمدير الفني ألفرد ريدل للمنتخب الوطني الفلسطيني في تصفيات كأس العالم , وتم تعينه مديرا فنيا لمنتخبنا الوطني , بعد أن قدم المدير الفني ريدل استقالة بعد خسارتنا أمام منتخب أوزباكستان بثلاثة أهداف نظيفة .
وفى العام 2005 أشرف على تدريب نادي اتحاد خان يونس , وحقق معه نتائج جيدة , بعد ذلك تم تكليفه من قبل اتحاد كرة القدم لتدريب المنتخب الاولمبي للاستعداد والمشاركة في أسياد الدوحة 2006 وتصفيات بكين 2007.
وبعد توقف النشاط الرياضي بقطاع غزة بسبب الحصار و الانقسام الفلسطيني , تم اختياره من قبل إدارة نادي الامعرى بالضفة الغربية لتدريب الفريق الأول للنادي وحقق معه نتائج ايجابية وضم العديد من نجوم قطاع غزة للعب معه في الفريق وكان له الفضل في احتراف أكثر من لاعب من قطاع غزة مع أندية الضفة الغربية والأندية العربية وفى مقدمتهم قائد المنتخب الفلسطيني الكابتن أحمد كشكش وحارس المنتخب الفلسطيني العملاق محمد شبير .
اختيار موفق من قبل اتحاد كرة القدم , تعين الكابتن غسان البلعاوى مديرا فنيا لمنتخب الشباب لأنه يتمتع بمعرفة علمية واسعة وعميقة وثقافة فنية في جميع جوانب اللعبة من أمور فنية ويتعامل بأساليب التدريب الحديثة وله دراية كبيرة في قوانين كرة القدم وملما بقوانين التحكيم ومطلع على جميع العلوم المساعدة , إضافة لمعرفته بقدرات الاعيبة و ولاعبي الخصم , ناجح في تحديد نوعية الطرق والخطط التي يتقبلها لاعبوه , ويتعامل معها إلى أي مستوى تكتيكي واستراتيجي يستوعبه اللاعبون , يمتلك مهارات الاتصال مع الجميع .
وفى الختام أقول : إن مدرب كرة القدم هو أحد العوامل التي تحدد وصول اللاعب لأعلى المستويات الرياضية، إذ يرتبط الوصول إلى المستويات الرياضية ارتباطاً مباشراً بمدى قدرات المدرب على إدارة عملية التدريب الرياضي التي تتكون من تخطيط التدريب، وهو عملية تهدف الوصول باللاعب إلى أعلى مستوى ممكن تسمح به قدراته واستعداداته، وكلما تميز المدرب الرياضي بالتأهيل التخصصي العالي وازداد إتقانه للمعارف النظرية وطرق تطبيقها وتمتعه بشخصية قوية مؤثرة، كان أقدر على التخطيط لعملية التدريب بصورة علمية تسهم إلى درجة كبيرة في تطوير وتنمية المستوى الرياضي للاعبين إلى أقصى درجة وتتطلب عملية التخطيط الإلمام التام بالأسس النظرية والعلمية لعلم التدريب الرياضي، وإضافة إلى العديد من المصارف والمعلومات العلمية في عدد من العلوم الإنسانية والطبيعية، ويرتكز التدريب على عملية انتقال المعلومات من المدرب إلى اللاعب حتى يتمكن من إكسابه الأسس الفنية والبدنية التي تسهم في الارتقاء بمستواه إلى أقصى درجة ممكنة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت